منتدى الأربعاء: ‘العلويون’ في لبنان: من هم؟

العلويون في لبنان

في إطار منتدى الأربعاء الشهري استضافت مؤسسة الإمام الحكيم عضو المجلس الإسلامي العلوي فضيلة الشيخ علي قدور في حوار حول “العلويون في لبنان: من هم؟ ما هي رؤيتهم وأفكارهم؟” وقد حضر اللقاء حشد من الشخصيات الفكرية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية..

قدّم اللقاء المحامي الأستاذ بلال الحسيني فعرض ظروف نشوء الطائفة العلوية وطرح عدداً من الأسئلة والإشكالات التي تثار حول هذه الطائفة داعياً إلى ضرورة التعرف الحقيقي عليها من خلال علمائها وقادتها ومسؤوليها..

ثم تحدث الشيخ قدور شاكراً مؤسسة الإمام الحكيم وأمينها العام العلامة السيد علي الحكيم لعقد هذا اللقاء.. حيث كثرت التساؤلات حول العلويين ومذهبهم، تاريخهم، توجهاتهم واقعهم وتطلعاتهم.. محاولاً توضيح الصورة قدر الإمكان..

العلويون عقيدة، هم مسلمون ينتمون بولائهم لأمير المؤمنين الإمام علي (ع) وهم أحفاد القبائل العربية التي ناصرت الإمام علي (ع) فكل علوي مسلم يعتقد بالشهادتين ويقيم أركان الدين ويوالي أئمة المسلمين، وكل علوي لا يعترف بإسلاميته أو ينكر أن القرآن كتابه وأن محمد (ص) نبيه لا يصح انتسابه للعلويين..

ونعتقد أن ما شرّعه الله عز وجل من خلال الوحي هو الإسلام ونحن نلتزم بالإسلام وما جاء به النبي (ص) والإيمان بالملائكة والرسل والشهادتين ونعتقد أن أصول الدين خمسة: التوحيد، النبوة، المعاد، العدل، الإمامة.. وأما فروع الدين فهي كثيرة ومنها العبادات والصلاة والصوم والزكاة والولاء والبراء والمعاملات المختلفة.. ونحن نعمل بها وفق نصوص مذهبنا الجعفري والكتب الأربعة المعروفة عند علماء الحديث.. أما تسمية الشيعي والعلوي هي تسمية واحدة لأتباع الإمامية الإثنا عشرية..

وأضاف الشيخ قدور: الحديث عن تطلعات العلويين وأهدافهم يتطلب الحديث عن تاريخهم، فقد هاجروا إلى هذه المنطقة بسبب الطغاة ونتيجة الظلم الذي تعرضوا وهاجروا مرات عدة منذ ما قبل الرسول محمد (ص) وصولاً إلى اليوم.. ونحن أصولنا عربية ومن القبائل العربية ولقد عانى العلويون كثيراً من خلال تاريخهم لأنهم يوالون أمير المؤمنين الإمام علي (ع).. ولم يتنفس العلويون الصعداء إلا بعد إنشاء الدولة الحمدانية، وقد واجهوا الغزاة الأفرنج وعملوا لحماية هذه المنطقة العربية وخصوصاً الساحل السوري وسواحل بلاد الشام..

وتابع الشيخ قدور: وقد برز من العلويين الكثير من الشخصيات الفكرية والدينية والعلمية والأدبية، وبعد وفاة سيف الدولة الحمراني في حلب بدأ تراجع العلويين وانتشرت المشاكل فيما بينهم وتعرضوا للكثير من الظلم والطغيان والقتل وقد أدت المذابح التي تعرضوا لها إلى لجوئهم للجبال وأصيبوا بنكبة قاسية في طرابلس وكان فيها حوالي العشرين ألف من العلويين وتعرضوا آنذاك للقتل وإحراق منازلهم.. وفي أحد الأيام خلال عهد سليم الأول تم قتل 40 ألف من علوي في يوم واحد..

وقد أدى ذلك إلى اعتماد التقية واللجوء إلى قادة العشائر والقبائل لإدارة شؤونهم وتم عزلهم عن الحياة الأدبية والدينية والفكرية رغم جهود بعض العلماء للحفاظ على عقيدتهم ودينهم..

وأضاف: وقبل حوالي المائة سنة بدأ العلماء العلويون العمل من أجل إنهاض واقعهم والعودة للتواصل مع بقية المسلمين والدخول في معترك الحياة العامة والمساهمة في مواجهة قوات الإنتداب الفرنسي وعلى رأسهم المجاهد الشيخ صالح العلي الذي قاوم الانتداب الفرنسي..

ورفض العلويون تقسيم البلاد ورفضوا إقامة دولة خاصة للعلويين لأنهم كانوا مع وحدة العرب والمسلمين.. ثم عرض لبعض إنجازات العلماء العلويين وما قاموا به من مبادرات للتواصل مع علماء الطائفة الشيعية والإشكالات التي واجهت هذه المبادرات..

وأما على الصعيد المستقبلي لدور العلويين وموقفهم من الأوضاع العامة، قال: لا يوجد لدى العلويين مشروع خاص للتمايز عن بقية الطوائف والمذاهب وهم يؤكدون على وحدة البلاد والأمة ولا ينظرون لأنفسهم على أنهم أقلية وهم يرفضون منطق “حماية الاقليات” ويؤكدون على الوحدة والتعارف مع بقية الطوائف والمذاهب والتعاون لمواجهة العدو الصهيوني.. العلويون ينتشرون اليوم في العديد من الدول العربية والإسلامية وهم يخافون على عقيدتهم ومذهبهم ولغتهم العربية، كما أن العلويين موجودون في دول أوروبية وفي أمريكا..

وأما في لبنان، فلم لا يحصلوا على حقوقهم التي أقرها الدستور ولا يوجد لهم تمثيل صحيح في البرلمان. ومن يتحدث باسمهم في البرلمان لا يمثلهم بشكل صحيح.. وقد تعرضوا في الأشهر الماضية للقتل والملاحقة وتم نهب منازلهم وأملاكهم والدولة كانت صامتة ولم تدافع عنهم..

وفي سوريا، تعرضوا من المجموعات التكفيرية للقتل والإرهاب كما تعرض لذلك الكثير من السنة وعلمائهم.. العلويون ليسوا انفصاليين أو تقسيميين بل هم مع وحدة العرب والمسلمين..

وفي ختام اللقاء جرى حوار شامل بين الحضور والمحاضر حول مختلف القضايا التي أثيرت..

فقد دعا مستشار وممثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي د. ناصر زيدان لتجاوز الإشكالات التاريخية والتعاطي بموضوعية مع الواقع الحالي وتصحيح الأوضاع نحو الاتجاه الأفضل، وضرورة الاعتراف بالأخطاء لتجاوز هذه المحنة..

الإعلامي فيصل عبد الساتر طالب العلويين بالقيام بدورهم لتصحيح الصورة عنهم إن على الصعيد العقائدي أو التاريخي أو على صعيد السلوك العام وخصوصاً لجهة ممارسة الطقوس الدينية..

كما قدمت مداخلات أخرى من الدكتورة مهى خيربك ناصر والسفير آصف ناصر والدكتور عصام الجوهري والإعلامية أمل المصري..

السابق
رضيعة تنجو من سكين في برج الشمالي
التالي
اغتيال العقيد إبرهيم السنوسي