نحو حوار اسلامي-اسلامي

تنشط بعض الشخصيات الاسلامية الفاعلة في العالمين العربي والاسلامي من اجل اطلاق حوار اسلامي-اسلامي متعدد الاتجاهات في مواجهة الاحداث والتطورات التي تعصف في المنطقة ولا سيما ما يجري في سوريا والعراق ولبنان ومصر والبحرين ودول اخرى والتي ادت الى تصاعد التوترات المذهبية والطائفية وانقطاع التواصل بين العديد من القوى والحركات الاسلامية ولا سيما ايران والاخوان المسلمين وحزب الله.
وتفيد مصادر اسلامية مطلعة في بيروت ان بعض الشخصيات الاسلامية التي ترتبط بعلاقات جيدة مع معظم الاوساط الاسلامية تتحرك في اكثر من اتجاه من اجل اطلاق حوار اسلامي- اسلامي يتناول مختلف الاوضاع في المنطقة ولا سيما ما يجري في سوريا ومصر والعمل من اجل التوافق على رؤية اسلامية موحدة تخفف من اجواء التوترات المذهبية وتعيد الاهتمام والاولوية للقضية الفلسطينية وتساهم في وقف الصراعات الدائرة في اكثر من بلد عربي واسلامي.

وتضيف المصادر ان هذه الشخصيات تعمل بداية من اجل تعزيز التعاون والتواصل التركي-الايراني والذي حقق نتائج ايجابية رغم استمرار الخلاف بشأن الازمة السورية وهي تنطلق من العلاقات الايجابية التي تربط القيادة الايرانية بالمسؤولين الاتراك ولا سيما رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، كما تستفيد من العلاقات الايجابية الايرانية-القطرية والتي ادت الى تخفيف التوترات المذهبية والقومية وساهمت في اعادة التواصل بين العديد من القوى والاطراف الاسلامية ولا سيما العلاقة بين قطر وحزب الله.

وتعتبر هذه الشخصيات ان المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية والتي حققت خطوات عملية مهمة في الفترة الاخيرة والتي تعززت باللقاء الذي جمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في قطر، قد تساعد ايضا في دفع العلاقات الاسلامية-الاسلامية نحو الامام كون هذه المصالحة تعزز دور قوى المقاومة في المنطقة وتخفف الحصار عن قطاع غزة وتفتح الباب امام خطوات حوارية جديدة.

وتنشط هذه الشخصيات ايضا على خط العلاقة بين الاخوان المسلمين وايران وحزب الله من اجل اعادة التواصل والحوار بينهم في ظل ما يتعرض له الاخوان من حملات مغرضة وعمليات تضييق واضطهاد في اكثر من بلد عربي واوروبي ،وقد حرصت القيادة الايرانية على اصدار اكثر من موقف للتنديد بما يتعرض له الاخوان في مصر والتأكيد على ضرورة حماية التجربة الاسلامية في الحكم ورفض منطق انتهاء هذه التجربة ، ورغم حرص حزب الله على عدم التدخل في الشأن المصري وعدم اصدار أي بيان حول ما يجري في مصر فان هناك قنوات تواصل غير مباشرة بين قيادات اخوانية ومسؤولين في حزب الله لبحث التطورات والعمل من اجل مواجهة التحديات التي تواجهها الحركات الاسلامية.

اذن رغم استمرار الخلاف بين القوى والحركات الاسلامية حول الملف السوري فان هناك نقاط اخرى يمكن ان تشكل نقاط التقاء بين هذه القوى ولا سيما القضية الفلسطينية والعمل لمواجهة الاجواء المذهبية والطائفية، وقد اعتبرت الاوساط الاسلامية في بيروت ان التصريحات التي اطلقها الامين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الدكتور الشيخ علي قرة داغي والتي تندد بالدعوات التي اطلقت مؤخرا في اندونيسيا للجهاد ضد الشيعة قد تفتح الباب مجددا امام التواصل بين القوى والحركات الاسلامية وخصوصا من خلال الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين.

اذن هناك جهود متواصلة عبر اكثر من قناة لاطلاق حوارات اسلامية-اسلامية ورغم انه من المبكر الحديث عن نجاح هذه المبادرات فان العمل لدعمها والمساعدة على توفير المناخات المناسبة لانجاحها قد يكون الخطوة الأولى في الطريق الصحيح.

 

السابق
قرع الجرس لدخول النواب ولم يكتمل النصاب
التالي
كارول سماحة تفوز بجائزة الـMEMA