ضغط غربي لانجاز الاستحقاق خشية تعميم الفراغ الشامل

الفراغ السياسي تجلى في مجلس النواب

كل التحذيرات الصادرة في الداخل والخارج من مغبة التلكوء في تأمين نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية العتيد تلافيا للفراغ وتداعياته الفائقة الخطورة، سقطت مجددا اليوم امام اصرار بعض القوى السياسية على المضي في نهج التعطيل تحت شعار ضرورة التوافق على رئيس والا، دافعا البلاد الى مزيد من التأزم والاستحقاق الى مرحلة غامضة، يخشى ان يتحول المعطلون انفسهم او البعض منهم، أسرى أزمة يصبح معها قرار العودة عن الخطأ غير متاح والندم غير مجدي.

واذا كانت الدعوات المتكررة بدءا من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي لتأمين فرص انتخاب الرئيس لم تفلح في اقناع النواب المسيحيين اقله، في العدول عن قرار مقاطعة جلسة انتخاب رئيس جمهورية خشية السقوط في المحظور عبر افراغ الرئاسة وبعدها ربما السلطتين التنفيذية والتشريعية وصولا الى الشلل التام في المؤسسات وفرض مؤتمر تأسيسي يضرب ميثاق العيش المشترك، حيث لا يتوانى البعض، لا سيما في فريق 8 اذار عن الدعوة الى عقده، فان المعلومات الدبلوماسية الواردة من الخارج عربيا وغربيا تؤشر الى ارتفاع وتيرة الضغط لحث اللبنانيين على انجاز الاستحقاق في موعده الدستوري وقطع الطريق على الفراغ الذي ترى دول عدة ان بعض اللبنانيين لا يقدر حجم خطورته خصوصا في ضوء معطيات غير مريحة تملكها هذه الدول عن المرحلة المقبلة وما تحمل من تحديات اساسية. وفي هذا المجال، اكدت مصادر دبلوماسية غربية لـ”المركزية” ان السفير الاميركي ديفيد هيل الذي زار اخيرا المملكة العربية السعودية والتقى عددا من المسؤولين فيها اضافة الى الرئيس سعد الحريري ناقش معهم الاستحقاق اللبناني عموما من دون الدخول في الاسماء او التفاصيل او لوائح المرشحين او دعم اي منهم او تفضيله على الاخر، وتركز البحث حول ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية والمخاطر التي قد تترتب جراء الفراغ، وتأييد اي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون.

وتوازيا مع الزيارة الاميركية للسعودية، كشفت المصادر لـ”المركزية” عن حراك غربي على خط الاستحقاق وتحديدا اميركي – فرنسي حتمه شبح الفراغ، وتحدثت عما وصفته بورشة انجاز الاستحقاق اللبناني في العاصمة الفرنسية قبل 25 ايار، مع التركيز على استراتيجية عدم امتلاك فرنسا اي مرشح او تزكية اسم على آخر بل من زاوية دعم اي اتفاق بين اللبنانيين على هوية الرئيس العتيد بما يعزز حظوظ “لبننة الاستحقاق”، على امل ان تتحمل القيادات اللبنانية عموما والمسيحية خصوصا مسؤولياتها الجسام في هذا الظرف. واشارت الى حركة زيارات في اتجاه العاصمة الفرنسية لمسؤولين لبنانيين وغربيين محورها انتخاب رئيس للبنان، كاشفة عن لقاء عقد نهاية الاسبوع بين مسؤول من الادارة الاميركية ومستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الاوسط ايمانويل بون ركز على ضرورة توفير ظروف اجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده. وفي السياق اكدت المصادر الدبلوماسية ان تواصلا ايرانيا – فرنسيا بدأ بالتوازي مع الحراك الاميركي – الفرنسي بعيدا من الاضواء، لانجاز الاستحقاق، مؤكدة ان لا خريطة طريق اميركية او آلية محددة لكيفية اتمام المهمة اللبنانية وان البحث بقي في اطار العموميات، غير ان فرنسا تحاول تحديد رسم بياني للخريطة وصولا الى تحقيق الهدف.

واستنادا الى المصادر الدبلوماسية، فان الخشية من عدم اجراء الاستحقاق تنطلق من فرضية وجود سيناريو يعمل على تحقيقه بعض القوى السياسية في الداخل اللبناني يهدف الى تمدد الفراغ من الرئاسة الى سائر المؤسسات بدءا من مجلس الوزراء من بوابة امتناع وزراء فريق 8 اذار عن المشاركة في جلسات مجلس الوزراء بحجة رفض تكرار سيناريو حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي تفردت بالحكم بعد انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود، لتفقد الحكومة عندئذ الصفة الميثاقية الجامعة وتصبح مبتورة غير قادرة على تولي صلاحيات رئيس الجمهورية وعاجزة عن التمديد للمجلس النيابي الممدد له حتى تشرين الاول وتصبح البلاد في فراغ مطلق رئاسيا وحكوميا وبرلمانيا فيوضع الجميع امام خيار عقد مؤتمر تأسيسي يسعى اليه البعض وحذر منه الرئيس ميشال سليمان اخيرا.

السابق
اشتباكات في المصيدة عرسال على خلفية خطف مواطنين وابتزاز مالي
التالي
أبو فاعور دعا لتقصي الحقائق قبل نشر المعلومات: لا إصابات بفيروس كورونا