عودة إلى المية ومية: حزب الله فاز في معركة لم يطلبها!

المية و مية
كان يرتشف فنجان قهوة عندما استقبلني قائلاً: "أوافقك على النتيجة السياسية التي توصلت إليها في تقريرك عن حادثة المية ومية وأعني إمساك حزب الله بالواسطة بموقع استراتيجي فوق مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة، لكني أوضح أمراً أن هذه الحادثة لم تكن على جدول أعمال حزب الله، بل أتته الفرصة على طبق من فضة بدون تخطيط وبدون تعب".

كان يرتشف فنجان قهوة عندما استقبلني قائلاً: “أوافقك على النتيجة السياسية التي توصلت إليها في تقريرك عن حادثة المية ومية وأعني إمساك حزب الله بالواسطة بموقع استراتيجي فوق مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة، لكني أوضح أمراً أن هذه الحادثة لم تكن على جدول أعمال حزب الله، بل أتته الفرصة على طبق من فضة بدون تخطيط وبدون تعب”.

صمت ذلك الفلسطيني المخضرم برهة وسحب نفساً عميقاً من سيكارته قبل أن يكمل: “سأخبرك تفاصيل ما حصل، شكّل أحمد رشيد مرجعية اجتماعية وسياسية في مخيم المية ومية، لا تسألني من أين أتى بالأموال، لكنّني أكيد أنه كان شريكاً مع طرف لبناني فاعل في جني الأموال بمختلف الطرق. بنى بيوتاً وأعطاها لبعض الشباب وفق سياسة التقسيط المريح، كان يؤمن أثاث بيوت للمتزوجين الجدد لقاء دفعات شهرية لا تتجاوز الـ200 دولار أميركي، كان يقوم مساعدات نقدية وعينية للنازحين الفلسطينيين القادمين من سورية. كل هذه الأعمال حوّلته إلى مرجعية ترفع في مكاتبها صور أبو عمار وأبو مازن، وتشارك في جميع المناسبات الوطنية، فصار مصدر قلق للأطراف التي ترى نفسها المرجعيات الوحيدة للاجئين في المية ومية”.

كانت له ديوناً بذمة الكثيرين تقدر اليوم بأكثر من مليون ونصف المليون دولار أميركي، هذا هو المدخل إلى المشكلة الأخيرة التي وقعت في المخيم، أساسها مال بحت، ولا تبعات سياسية جدية لها.

 أحمد رشيد (أحمد رشيد)

يتابع المخضرم سائلاً: “لماذا وقع خلاف قبل الحادثة الأخيرة بأسبوع بين أحمد رشيد وأحد مسؤولي أنصار الله؟ ما حصل لا يتعدى حدود المال والاستدانة. وأحب أن أوضح أمراً آخر، أحد مسؤولي فتح م. ش. اتصل بحزب الله عند بداية الاشتباكات وطلب من الحزب التدخل وضبط العملية بالحدود التي تمت. وعندما اتصل أحد مسؤولي حزب الله بقيادة أنصار الله كانت العملية قد انتهت”.

وحول النتائج السياسية للعملية يختم “المخضرم”: “أحمد رشيد خسر كلّ شيء والأهم حياته وحياة عدد من أصدقائه، وخسرت فتح موقعاً رئيساً ولم تستعِد مرجعيتها في المخيم، أما أنصار الله، وإن عادت عناصرهم المسلحة إلى مواقعهم السابقة، فقد كرّسوا تنظيمهم كمرجعية أساسية في المخيم، وهنا أتفق معك أن الرابح العام هو حزب الله الذي حقق انتصاراً في معركة لم تكن على جدول أعماله”.

السابق
أجواء لقاء عباس ومشعل
التالي
شاب يقتل والدته في القرعون!