الشيخ قاسم: الفراغ نتيجة طبيعية لعدم حسم البعض لخياراته التوافقية

الشيخ نعيم قاسم

دعا نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم إلى “التوافق على الرئيس”، معتبرا أن “هذا ما ينجز الاستحقاق، وإذا لم يتم التوافق، فهذا يعني أن الوقت سيطول وربما دخلنا في الفراغ”، مضيفا: “لا أقول أننا نريد الفراغ ولكن أقول بأن هذا الفراغ هو نتيجة طبيعية لعدم حسم البعض لخياراته التوافقية”.

ولفت إلى “أننا اليوم في لبنان ننتظر أن ننجز الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ونأمل أن يكون هذا الانتخاب قبل الموعد المقرر، وقبل انتهاء المهلة الدستورية”، لافتا إلى أنه “عندما كان يعيش بعض الفرقاء في لبنان تجربة المغالبة أي الرغبة بالاستفراد وإقصاء الآخرين، والاستحواذ على مقدرات الدولة، ومحاولات استثمار المواقع الطائفية، وبناء الاتفاقات على حساب الوطن تعزيزا لموقعه ودوره ومسؤوليته، كانت هذه المغالبة تتواكب مع لغة طائفية ومذهبية مقيتة ومصحوبة بإثارات فتنوية بين الناس، وكان الطابع العام للبلد عدم الاستقرار الأمني والسياسي”، قائلا: “هذا عندما كان يفكر فريق أو أفرقاء بالمغالبة في لبنان. ولكن عندما كان الجميع تقريبا يتفقون أن هذه المرحلة تتطلب توافقا، نرى أن اللغة المذهبية تختفي بقدرة قادر، وأن التحريض الطائفي يتوقف، وأن الفتنة تنحسر وأن اللغة السائدة يغلب عليها اللغة السياسية التي تحاول أن تبرز أحقية هذا الفريق أو ذاك الفريق، وهذا الأمر كان يؤدي إلى الاستقرار السياسي والأمني”.
وفي كلمة ألقاها في خلال احتفال لتكريم قارئ القرآن الشيخ سلمان الخليل والذي نظمته بلدية الغبيري، قال: “في أي مرحلة من مراحل لبنان عندما كان يعمل بعض الأفرقاء على المغالبة كان البلد يعيش حالة من التوتر وعدم الاستقرار، وعندما كنا نعمل باتجاه التوافق كان البلد يعيش حالة من الاستقرار والأمن. وهذا ما ينطبق على طريقة اختيار رئيس الجمهورية”، معتبرا أن “الرئيس العاجز ومن دون موقف لا ينفع لبنان، ومن يدعو إلى رئيس لا لون له ولا طعم ولا رائحة يخطئ خطأ كبيرا لأنه لن يكون هذا الرئيس قادرا على إدارة البلد، بل القادر على إدارة البلد، والقادر على أن يوجد حالة من الاستقرار الأمني والسياسي هو الرئيس القادر على صياغة اتفاق بين القوى السياسية اللبنانية، ويلتزم بها الاتفاق، ويضع برنامج عمل منسجم معه، ويقف عند كلمته والتزاماته وتكون له صدقية، هذا الرئيس هو الذي ينجح”، مشيرا إلى أن “هذا الرئيس هو الذي يمكن أن يأخذنا إلى موقع إيجابي في البلد”، مضيفا: “نحن نريد رئيسا يستثمر قوة لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته، ويحافظ عليها لمصلحة موقع لبنان وقدرة لبنان ومستقبله، نريد رئيسا يحرص على بناء الدولة للمواطنين وليس للمصالح الآنية والفرعية، نريد رئيسا يجد صيغة يتعايش فيها الأفرقاء المختلفون في تنسيق وتوازن معقول بحيث تعمل كل القوى السياسية معه، وتتمكن من أخذ السفينة إلى موقعها الآمن”.
وأعرب قاسم عن إعتقاده أنه “إذا عمل الجميع بذهنية التوافق يتم الانتخاب قبل 25 أيار، ولكن إذا تم العمل وفق منطق المغالبة، يعني أن يفكر هذا الفريق أن يأتي بواحد يكسر الآخرين ويبين أنه فاز في مقابلهم، فهذا يعني أن يقول الزمان أن التوازن السياسي الموجود بين القوى المختلفة لا يسمح لأية مجموعة أن تأتي برئيس على قياسها، بل لا بد أن يكون الرئيس رئيسا توافقيا بصرف النظر عن انتمائه وموقفه، لأن المهم أن يكون قادرا على صياغة الاتفاق بين الجهات المختلفة من أجل أن ينقل البلد إلى الحالة المستقرة العملية”.
ودعا الشيخ قاسم “لنكن موضوعيين أكثر”، مؤكدا أنه “قانونيا وميثاقيا وعمليا لا إمكانية لانتخاب رئيس من دون توافق، لأن المطلوب جلسة للمجلس النيابي فيها الثلثان، والثلثان يعني أغلبية البلد، وأغلبية القوى السياسية، وبالتالي هذا يتطلب تفاهما وتعاونا وتوافقا بين الفرقاء”.
وأضاف: “نحن قدمنا تجربة رائدة في لبنان من خلال التوافق، ونحن فخورون أننا أنجزناها وثبتناها ولطالما دعونا إليها، كنا دائما نقول: نحن مع حكومة وحدة وطنية، عندما كنا أقلية في الانتخابات وعندما تساوينا مع الآخرين في الانتخابات، وعندما لم نستطع ولا استطاع غيرنا أن يقلب المعادلة لمصلحته، في كل الاحتمالات كنا نقول: التوافق في الحكومة الواحدة أفضل، حتى قبل أن نعرف نتائج الانتخابات النيابية والتي كنا نتوقع أن نفوز فيها بالأكثرية كنا نقول: إذا أصبحنا أكثرية سندعو إلى حكومة وحدة وطنية، واليوم أثبتت التجربة عندما تتشكل حكومة وحدة وطنية البلد يرتاح ويستقر، وتبدأ الإنجازات”، قائلا: “اليوم هذه الحكومة الوطنية عمرها قصير ومن اللحظة الأولى كان الجميع يقول هي حكومة شهرين أو ثلاثة أشهر، ما صنعته حكومة الشهرين وثلاثة أشهر من استقرار أمني وسياسي وتعيينات وحركة في داخل البلد أرخت ظلالا من الطمأنينة بين الناس، وانصرافا إلى القضايا الحياتية المعيشية والاهتمام بالاقتصاد والتوقف عن التراشق الداخلي لم تحققه حكومات خلال سنتين أو ثلاث أو أربع سنوات”، مشيرا إلى أن “هذا يدل أن التوافق حل للبنان، وأن هذه الحكومة مصلحة للبنان بصيغتها، وكذلك اختيار الرئيس بالتوافق هو مصلحة للبنان”.
وأضاف: “لقد أعطى حزب الله نموذجا للاحتكام إلى الشعب على المستوى السياسي، واليوم إذا كان حزب الله يقيم على المستوى الداخلي يقيم بقوته النيابية والشعبية، ولا يقيم بقوته المقاومة التي تواجه إسرائيل ومفردات الارتباط بإسرائيل، لأن الحزب من اللحظة الأولى اعتبر أن السلاح لمقاومة إسرائيل ومشروعها الذي له تداعيات في المنطقة، ولكن في الداخل نحن نحتكم إلى صناديق الاقتراع وإلى المنافسة على أساس القوى الشعبية، وعلى أساس ضوابط القانون المعتمد”.

السابق
المستأجرون يعقدون اليوم مؤتمرهم الوطني
التالي
تجدّد الحريق بشكل محصور في وادي الرهبان في بعبدا