سلام: من مصلحة كل القوى السياسية بأن يتم التوافق على انتخابات الرئاسة

رأى رئيس الحكومة تمام سلام أن “لبنان ما يزال يتأثر بمحيطنا العربي والإقليمي الذي يتأثر بدوره بالواقع الدولي. ونحن نشهد للأسف وضعا غير مريح اقليميا ودوليا، وهذا يتطلب منا المزيد من التضامن والتوحد، فهناك جزء من أراضينا ما يزال محتلا، وهناك عدو إسرائيلي متربص بنا ويهددنا من حين لآخر بوسائل وطرق مختلفة. اما الوضع في سوريا فهو مأسوي ومزعج وينعكس علينا ان كان على مستوى النازحين او على المستوى السياسي. وقد تبنت الحكومة السابقة ونحن أيضا سياسة النأي بالنفس ولكن بين الموقف والواقع هناك مساحة غير منضبطة وغير مريحة في لبنان، ونحن نسعى ونبذل جهدنا لضبطها والحد من تداعياتها السلبية لكي نستطيع تحصين نفسنا في هذه المرحلة الصعبة”.
وأوضح في تصريح له أمام السفراء اللبنانيين المشاركين في مؤتمر الدبلوماسية الاغترابية في حضور وزير الخارجية جبران باسيل، أنه “أمامنا مرحلة ليست سهلة وتحد كبير يتمثل بالاستحقاق الدستوري الكبير أي انتخاب رئيس جديد للجمهورية. حتى هذه اللحظة لم يظهر شيء يعطي إشارة الى ان هذا الاستحقاق سينجز بشكل مريح، وكلنا أمل انه وبناء على المناخ الذي انتجه توافق القوى السياسية على تشكيل الحكومة من دون اي تدخل خارجي، ان يجري انتخاب رئيس للجمهورية في مناخ مماثل، وأعتقد أن للقوى السياسية اللبنانية بمختلف أطيافها مصلحة كبيرة وملحة في ان يتم التوافق على انتخابات رئاسة الجمهورية.”
واكد “انه عند انتخاب رئيس للجمهورية جديد سيشهد لبنان نهوضا وتقدما ننتظره منذ سنوات. اما اذا تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية ستكون هناك معاناة جديدة  في لبنان لا يتمناها احد. وانا قلت منذ أيام إنها كأس مرة قد تواجهنا. انا كرئيس للحكومة لن أكون في موقع مريح اذا لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية، ولن يكون احد في لبنان مرتاحا. لقد سبق وشهدنا في لبنان فراغا في مؤسسات دستورية ودفعنا ثمنا غاليا لذلك. وآمل ألا نعيد الكرّة”.
ولفت الى أنه “كان من أولى مهام الحكومة أن تضع لنفسها برنامجا وخارطة طريق مستندة إلى طبيعتها باعتبارها حكومة مرحلة انتقالية تبدأ من يوم نيلها الثقة وتنتهي يوم تسلم رئيس الجمهورية الجديد مهامه. وعلى هذا الاساس كان البيان الوزاري للحكومة مقتضباً حددت فيه اولوياتها، فكان الأمن أولى المعالجات لأن البلد كان يعاني من جروح تنعكس فوراً على هيبة الدولة ودورها ويشكل تحديا لها. وقد تصدينا لهذا الوضع بقرار جامع ومسؤول من كل القوى السياسية الممثلة في الحكومة واتخذت الإجراءات الأمنية اللازمة بغطاء ساسي من الجميع” .
وأشار الى أنه “عندما اتخذنا هذا القرار لم يكن أمراً سهلاً. لكن عدم اتخاذ القرار كان سيؤدي إلى الدماروالخراب. وقد تبين انه عندما تحزم الدولة أمرها وتتخذ قرارها وتوحّد كلمتها لا يستطيع أحد أن يتحداها. من هنا كانت النتيجة إلتئام شمل أبناء المناطق التي كانت عرضة للخطف الأمني لقرارها ووجودها ونجحت الخطة الأمنية بطريقة لم تكن متوقعة، ألأمر الذي انعكس ايجابا على الاستحقاقات الاخرى”.
وإستطرد “بعد إستتباب الأمن كان لا بد أيضاً للحكومة أن تسعى إلى معالجة أمور اخرى كأزمة النزوح السوري إلى لبنان والذي يشكل عبئاً كبيراً غير مسبوق في أي دولة في العالم. صحيح أن هناك جوانب إنسانية لهذا الموضوع، لكن هناك أيضاً جوانب سياسية يلزمها وحدة القرار والموقف، فعمل مجلس الوزراء على تشكيل لجنة وزارية للتصدي لهذا الملف وكلّف وزير الخارجية بمتابعته من خلال التواصل مع الخارج”.
وتطرق سلام الى الوضع الاقتصادي والمالي فأشار الى أن “هناك قضية سلسلة الرتب والرواتب التي تعالجها السلطة التشريعية، وهي معضلة كبيرة إذا لم تتم معالجتها بالشكل الذي يعطي لأصحاب الحق حقهم كاملاً، ويعطي للدولة ولمواردها ومكانتها المالية والإقتصادية أيضاً حصانة في مواجهة كل الإستحقاقات التي لها هذه الطبيعة في المستقبل”.
وتابع “إن موجوداتنا المالية قوية ومتينة وقادرة على التصدي للكثير من الصعوبات” مشيرا الى ان الحكومة اجرت تعيينات ادارية عديدة بعد جمود طويل “ونأمل أن تضخ هذه التعيينات حيوية ونشاطا في إدارات الدولة لاعادة الثقة بها”.
وشدّد على أن “أمام الحكومة تحديا كبيرا وفي غاية الأهمية هو التحدي المتعلق بثروتنا النفطية والغازية. هذ أمر كبير ومستقبلي ويرتبط به مستقبل الوطن. ولذلك تم تشكيل لجنة وزارية للتصدي له ومتابعته ونأمل أن نخرج قريبا بقرارات تخدم البلد”.
من جهة أخرى، التقى سلام في مكتبه في السراي الحكومي السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل وتم عرض للاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة .
كما التقى وزير الاقتصاد والتجارة الان حكيم الذي اطلعه على شؤون وزارته، كما التقى منسق الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار النائب السابق فارس سعيد، والمدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود، ثم عائلة المرحوم الصحافي ياسر هواري التي شكرته على تعزيته لها.

السابق
فتفت: الرأي العالم اللبناني بات يعرف من يعطل ومن قد يسمح بالفراغ
التالي
سليمان: تدخل الدول في اختيار الرئيس مرفوض وتعطيل النصاب نقيض للديموقراطية