ايران امام امتحان مصداقية تعاطيها مع الانتخابات العراقية والسعودية تستمهل اميركا

كل المؤشرات المتجمعة في أفق الاستحقاق الرئاسي توحي بصعوبة الوصول الى موعد انتهاء المهلة الدستورية مع رئيس جديد للبلاد على رغم كل المساعي المبذولة من القوى السياسية المعنية لا سيما المسيحية منها وعلى رأسها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ذلك ان ايا من المرشحين المطروحة اسماؤهم على بساط البحث راهنا لا يمكن ان يؤمن الاصوات الـ65 لانتخابه، هذا اذا ما تأمن نصاب انعقاد الجلسة التي تبدو قوى 8 اذار ماضية في مشروع تعطيله من دون ان تؤثر خطابات سيد بكركي في دفع الفريق المسيحي منه، خصوصا التيار الوطني الحر وتيار المردة الى اداء الواجب وحضور جلسة الانتخاب وفاء بالالتزام الذي قطعوه في اجتماع الاقطاب في بكركي.

هذا في الجانب الداخلي، اما في الشق الاقليمي المؤثر في الاستحقاق فترى اوساط سياسية مواكبة ارتباطا وثيقا بين الاستحقاق الرئاسي اللبناني ونتائج بعض المحطات البارزة اقليميا فتؤكد ان جل ما يمكن ترقبه في مسار الملف للبناني القائم راهنا على قاعدة تسوية اجازت تشكيل الحكومة وتطبيق الخطة الامنية بنجاح هو انتخاب رئيس استنادا الى القاعدة نفسها، قادر على حفظ التوازن السياسي ومنع الانهيار الامني حتى تأتي ساعة حسم مستقبل الوضع اللبناني التي يحددها مسار التسويات في ملفات المنطقة.

وتعتبر ان الحوار الاميركي – الايراني منذ لحظة انطلاقه، ابدت الولايات المتحدة الاميركية رغبة في ضم دول الخليج اليه وتحديدا المملكة العربية السعودية لتكون على بينة من مسار الامور وتوضع كافة الملفات العالقة التي تشكل عناوين صراع في المنطقة مادة حوارية من ضمنه، غير ان المملكة ابلغت الحليف الغربي انها تفضل التريث قبل الانخراط الفعلي في هذا المسار في انتظار استحقاق مهم لا بد ان يشكل امتحانا جديا لمدى مصداقية الجمهورية الايرانية في البحث عن حلول وتسويات متوازنة لمختلف الملفات، يتمثل في كيفية تعاطيها مع نتائج الانتخابات في العراق. فاذا كانت ايران ستصر على انتاج سلطة تابعة لها في استكمال لحلقات سياسة الانقلاب على التفاهمات السابقة فذلك يعني ان لا تبديل في سياستها ازاء ملفات المنطقة وان الرئيس حسن روحاني هو الوجه الآخر لهذه السياسة ووظيفته محددة بتغطيتها وليس بإحداث تغيير في جوهرها بما يؤشر الى ان ايران ليست في وارد الولوج في مرحلة انتاج سياسات حوارية حول الملفات بما يفترض الاستعداد مجددا للتصدي لسياستها ذات الاطماع المحددة ولئن تكن غير معلنة في الخليج وسوريا ولبنان انطلاقا من الامساك الكامل بملف العراق.

وتضيف المصادر: اما اذا تبين استنادا الى التعاطي مع حصيلة الانتخابات العراقية ان الجمهورية الايرانية راغبة في تسوية للملف العراقي تأخذ في الاعتبار مصالح الجميع عبر انتاج سلطة “حكومة” لا تدير ظهرها لكل المكونات العراقية انما يكون تشكيلها متوازنا على الصعيدين الداخلي وفي علاقات العراق مع جواره الخليجي والسوري ايضا فان الوصول الى هذه التسوية في العراق يشكل نقطة انطلاق جدية ومحكا لمصداقية الموقف الايراني للبحث في الملفات الاخرى.

وتشدد على ان الاستمهال السعودي يبنى على قاعدة امتحان الموقف الايراني في العراق وفي ضوء نتائجه واذا ما تبين ترجيح الاحتمال الثاني على الاول يصار الى ترقية مرتبة الاتصالات السعودية – الايرانية التي تحقق شيء متواضع منها قبل 10 ايام في عُمان، فتصبح هذه العلاقات على مستوى التفاوض الرسمي وتنتقل لتلامس مجمل الملفات.

وتختم المصادر: هذه طبيعة الصورة التي ترتسم الان حول مقدمات التسويات لملفات المنطقة وتبعا لذلك لن يسجل اي جديد في الملف السعودي قبل نقطة البداية من العراق وكل ما هو منتظر حول ملف لبنان لن يتعدى انجاز تسوية في الملف الرئاسي على غرار ما جرى حكوميا منعا للانهيار الداخلي وحفاظا على التوازن القائم، وحتى تتظهر الصورة بوضوح وتنقشع الرؤية الضبابية.

السابق
السنيورة: نأمل الا نصل لـ25 أيار بدون رئيس جديد وجهود على أكثر من صعيد
التالي
فنيش: موقفنا من طاولة الحوار لم يتغيّـر