مسيحيو «14 آذار» للحريري: تبني ترشيح عون للرئاسة يعني فرط عقد تحالفنا

أبلغ مسيحيو “14 آذار” عبر أكثر من وسيط وبأكثر من طريقة رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري أن تبنيه ترشيح رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية يعني حكمًا فرط عقد فريق “14 آذار”.

في بادئ الأمر، حين سرت أخبار التقارب المستقبلي-العوني، لم يُعِرها مسيحيو هذا الفريق أيّ اهتمام واضعين إيّاها في خانة سعي العونيين التسويق لترشيح زعيمهم لرئاسة الجمهورية، لكن وبعد أن تمّ الاعلان عن لقاء الزعيمين المسيحي والسني في إحدى عواصم أوروبا، بدأوا يدركون أنّ ما ظنّوه مزحة قد يكون جديًا فيتحقق كابوسهم المرير ويدخل عون عدوّهم اللدود ليتربّع على كرسي قصر بعبدا بين ليلة وضحاها بـ”انقلاب” أبيض ينفذه الحريري.
حتى الساعة لا يزال هؤلاء يحاولون اقناع أنفسهم بوجوب تبني مواقف الجناح المتشدد في تيار “المستقبل” والذي يتزعمه رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والذي يؤكد أن لا وجود لأي صفقة بين التيارين البرتقالي والأزرق بالملف الرئاسي، فهذا الجناح كان يصرّ في بادئ الأمر على نفي وجود أيّ حوار أو تقارب بين الجانبين، حتى تم لقاء عون–الحريري فحاول بعد ذلك خلق المبرّرات والحجج ليؤكد أنّ تحالف “14 آذار” يبقى أولوية لن يُفرّط بها الحريري.
اليوم لا يزال نواب وقياديو تيار “المستقبل” في الداخل وخاصة البعيدين عن جو الحريري في حالة ارتباك لم يعيشوها من قبل، فهم الذين تم شحنهم الى حد بعيد في السنوات الماضية لمواجهة عون سياسيا، لم يستوعبوا بعد ظروف التقارب السريع معه، حتى انّهم اذا حاولوا تخطي الأمر، يجزمون بعدم قدرتهم على التعاطي مع جمهورهم في حال تم تبني ترشيح عون للرئاسة.
وتقول مصادر مطلعة في هذا الاطار: “يُدرك نواب وقياديو المستقبل تماما انّه واذا تم ما لا يرغبون فيه لجهة اقتراعهم مرغمين لصالح عون رئيسا للجمهورية، فذلك سيكون نتيجة تسوية اقليمية ودولية كبرى سيكون للمستقبل والمملكة العربية السعودية فيها حصصا كبيرة، وهو ما يهدّىء قليلا من روعهم”.
وتشير المصادر الى أن أي تسوية من هذا النوع سترتكز على قرار أميركي باعطاء فرصة للعماد عون بحل موضوع سلاح “حزب الله” على طريقته بعدما سقطت كل الخيارات الأخرى العسكرية منها والسياسية، وأثبت حلفاء أميركا الدائمون عدم قدرتهم على تحقيق أي انتصار يُذكر في هذا المجال، “فلا يهم الولايات المتحدة الأميركية أن يكون الرئيس اللبناني والمسيحي الوحيد في المنطقة قويا، ولا أن يعيد العزّ لمسيحيي الداخل والشرق، فالأولوية الأميركية كانت ولا تزال درء، ما تعتبره، خطر حزب الله، ومن هذا المنطلق تتعاطى مع الاستحقاق الرئاسي المقبل ومع أي استحقاق آخر مرتقب”، وتضيف المصادر: “لا تزال أميركا تنتظر جوابا سعوديا في هذا المجال وهي لا تبدو مستعجلة عليه تماما كما المملكة، فكلتاهما منهمكتان بملفات الدول المحيطة التي تبدو أكثر سخونة من الملف اللبناني الذي يحتمل برأيهما الانتظار حتى ايلول أو تشرين الأول المقبل على أبعد تقدير”.

السابق
375$ لمشاهدة المونديال في لبنان ووزارة الاعلام تتحرك والاتصالات تترقب
التالي
الاستحقاق الرئاسي المملّ