اذا كان قرار المقاطعة النيابية من بعض مكونات فريق 8 اذار لا سيما التيار الوطني الحر وحزب الله تفوق على قانونية تأمين النصاب استنادا الى منطق عدم نضوج الطبخة الرئاسية واستمرار المرشحين غير التوافقيين، فان إرجاء الجلسة الى 7 ايار وما يحمل هذا الموعد من رمزية حمل الكثيرين لا سيما من فريق 14 اذار على عدم التفاؤل بما سيحمله من مستجدات، وقد اعلن المرشح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان تعطيل الجلسة هو 7 ايار جديد رابطا بين هذه السياسة وما وصفه بالمظاهرات المفتعلة، في اشارة الى الاضراب الذي نفذه الاتحاد العمالي العمالي العام اليوم بالتزامن مع الجلسة الرئاسية، والذي قرأت فيه اوساط سياسية في قوى 14 اذار محاولة لتهميش الاستحقاق خصوصا ان لا جلسة تشريعية تبحث في مطالب حياتية او حقوق عمالية بل محطة وطنية على أعلى مستوى توجب التعاطي معها بمسؤولية ووقار لا باستخفاف وازدراء، متسائلة عما اذا كان بعض القوى السياسية يوظف المطالب العمالية كأحد اوراق الضغط في الاستحقاق الرئاسي لهدف معين قد يرتقي الى مستوى الدفع نحو احداث شغور في الموقع الرئاسي وصولا الى اعادة البحث في اسس النظام ومعادلة الطائف وانشاء هيئة تأسيسية تعيد انتاج نظام وفق قواعد ومعادلات جديدة تؤمن مكاسب سياسية اساسية لفريق من اللبنانيين.
الا ان الاوساط المشار اليها اكدت ان الدول التي أمنت حتى الساعة مظلة الاستقرار للبنان لن تقف مكتوفة الايدي ازاء هذه المحاولات، على رغم انشغالاتها الكثيرة بازمات المنطقة وتراجع ملف لبنان من سلم اولوياتها، وهي اوكلت الى دبلوماسييها متابعة الاستحقاق. وتحدثت المعلومات الواردة من الخارج عن ان فرنسا تحديدا مكلفة من دول الغرب باخراج الاستحقاق لمنع الفراغ بمواكبة اميركية حيث تعقد في باريس لقاءات بعيدة من الاضواء تطرح المشكلة وتقارب الحلول لا سيما مع الدول المؤثرة. وفي السياق، يترقب ان يزور السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل الشهر المقبل المملكة العربية السعودية، بعدما جال على عدد من المسؤولين اللبنانيين واستطلع اراءهم ازاء الاستحقاق. وقالت مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” ان اخراج التوافق المنشود سيتم قبل 24 ايار خشية تسلل الفراغ، وان جل ما تبتغيه دول الغرب هو اتمام الاستحقاق في موعده من دون تحديد اسماء او تزكية مرشح على آخر او وضع فيتوات، وهي ستبارك وتدعم اي شخصية يتوافق عليها اللبنانيون.
