المسلمون الأميركيون: أزمة الهوية والتحديات المعاصرة

المسلمون الأميركيون
إذا كان المسلمون الأميركيون يعانون تهم الإرهاب وعقدة الإسلام فوبيا، فثمة مشكلة أكبر تواجههم في المجتمع الأميركي المعاصر عنوانها: ذوبان هويتهم الدينية وإنسرابهم من مبادئهم وقيمهم. وهذه المشكلة تمثّل أزمة حقيقية تواجه خصوصاً الجيل الجديد من أبناء المهاجرين من البلدان الإسلامية، وهي تحمل انعكاسات وخيمة على النواحي النفسية والفكرية والسلوكية لهؤلاء"، يقول الكاتب الشيخ باقر برّي في كتابه: "المسلمون الأميركيّون: أزمة الهويّة والتحدّيات المعاصرة".

“المسلمون الأميركيّون: أزمة الهويّة والتحدّيات المعاصرة”، هو عنوان كتابٍ للشيخ باقر برّي، المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، وهو يعالج موضوع كتابه هذا (الصادر في ط. أولى 2002 عن المجمع الإسلامي الثقافي في ديربورن – ميشيغان – الولايات المتحدة الأميركية ودار الولاء لبنان)، انطلاقاً من معايشته هذه الأزمة، وهو يقول في مدخليّة هذا الكتاب، الذي يقدّم الكاتب دروساً ثقافية، مبسّطة للشباب الأميركي المسلم، موضحاً الدافع إلى إصداره، والهدف منه:

إذا كان المسلمون الأميركيون يعانون تهم الإرهاب وعقدة الإسلام فوبيا، فثمة مشكلة أكبر تواجههم في المجتمع الأميركي المعاصر عنوانها: ذوبان هويتهم الدينية وإنسرابهم من مبادئهم وقيمهم. وهذه المشكلة تمثّل أزمة حقيقية تواجه خصوصاً الجيل الجديد من أبناء المهاجرين من البلدان الإسلامية، وهي تحمل انعكاسات وخيمة على النواحي النفسية والفكرية والسلوكية لهؤلاء، وتمثل مصدر قلق حقيقياً على حياتهم الأخلاقية، وعلى مستقبل المسلمين كأقلية دينية ناشئة في المجتمع الأميركي المتنوع الثقافات والأديان والأعراق.

ويتلخص أحد أبرز أسباب هذه المشكلة، في عدم وجود إطار واضح يجعل من السهل على المعتنقين الجدد والجيل الجديد، التعرف على الهوية الدينية الإسلامية والانخراط فيها ضمن ظروف الحياة الأميركية.

وفي الواقع فإن من يعايش الجاليات المسلمة في أميركا ويحتكّ بأفرادها عن قرب يلمس مدى ضبابية المعرفة التي يعيشها أبناؤها وبناتها تجاه حقيقة الإسلام وتجاه قيمه وتعاليمه؛ فنسبة مرتفعة من أبناء الجيل الثاني والثالث من أبناء المهاجرين المسلمين لا يعرفون من دينهم سوى بعض الشكليات فقط، بل إن البعض منهم وللأسف لم يعودوا يحتفظون من صفتهم كمسلمين إلا بالأسماء الإسلامية التي سمّاهم بها أهلهم المسلمون، أما الهوية التي ينتمون إليها فهي هوية وثقافة وتقاليد للبيئة العلمانية التي ترعرعوا ونشأوا فيها…

ونحن في هذه الدروس المبسّطة سنسعى إلى استعراضها وشرحها عسى أن تكوّن مضامينها انطلاقة مقبولة لعودة الأجيال المسلمة في أميركا إلى الانتماء إلى الهوية الإسلامية وتطبيق المعنى الإسلامي الأصيل.

وعلى ذلك فإن الدروس الذي يحتويها هذا الكتاب (إضافة إلى مضمون مدخله) تتمحور حول الشؤون الآتية: الهوية الإسلامية هي هوية الفطرة – الهوية الإسلامية وخصوصية الصبغة الإلهية – مفهوم الهوية الدينية – الصبغة الإلهية – الهوية الإسلامية وخصوصية الصلاة – فلسفة الصلاة في الإسلام – الهوية الإسلامية ومكارم الأخلاق – تزيز العمل الخيري والتربوي – الهوية الإسلامية وخصوصية طلب العلم – الإسلام والتوسع المعرفي للبشر – إشكالية عناية الإسلام بالعلم فيما يتخلف بعض المجتمعات الإسلامية – الهوية الإسلامية وخصوصية اللغة العربية – الهوية الإسلامية والمشاركة في المجتمع الأميركي – الإسلام ورسالة الإصلاح – المسلمون في أميركا والمشاركة السياسية وصياغة الهوية الإسلامية.

السابق
حنين: بري وهيئة المكتب النيابية قررا بدلا من النواب تأجيل جلسة الإنتخاب
التالي
فتفت: 7 ايار اجتماعي” تنفذه 8 آذار