كيف تفكر القاعدة العونية هذه الايام؟

يرى كثير من العونيين ارتباطاً رمزياً بين الحالة العونية وقصر بعبدا. منذ ان كان العماد ميشال عون رئيساً للحكومة الانتقالية يسكن قصر بعبدا، ومنه يدير عملياته العسكرية. وبعد النفي والعودة، اصبح قصر بعبدا هو طموح الحالة العونية، بمعزل عن سعي عون الدائم للوصول الى كرسي الرئاسة، من عدمه.

يريد العونيون الحج الى بعبدا ثانيةً، فهم وقائدهم، خرجوا منه بقوة الاحتلال العسكرية. هكذا يقولون، ويبررون. وبعيداً عن كل ما يحكى من احقية سياسية، وشعبية لعون ليكون رئيساً، لا يخفي انصاره الجانب المعنوي للعودة الى بعبدا، “الجنرال خرج من القصر ومن لبنان.. واليوم عاد الى لبنان، ويجب ان يعود الى القصر”.

ويتحدث قياديون عونيون اليوم عن الحظوظ الاوفر لعون منذ عودته في الوصول الى بعبدا، يقولون بحسرة، انها الفرصة الاخيرة. في الرابية ومحيطها التكتم سيّد الموقف هذه الايام. لا تصريح، لا بيان، لا كلمة لها علاقة بالرئاسة، ولا بالتقارب مع اخصام الامس في “تيار المستقبل”. لا تأكيد ولا نفي. العونيون متفائلون. فعدم خروج اي تصريحات يعني ان هناك شيئاً جدياً يحضر، يقولون.
آخرون اكثر اطلاعاً يعتبرون ان ظروف المنطقة مناسبة لعون. فلاسباب كثيرة مطلوب اليوم استقرار لبنان، وهذا المطلب يحتاج الى وساطة بين السنة والشيعة، وهو دور ليس لغير عون القدرة عليه.

كثر ممن يمكن تسميتهم صقور الرابية يعيدون التسوية الى اسباب اخرى وظروف اخرى. يؤكدون ان وصول عون الى بعبدا يعود بالمصلحة على تيار المستقبل ورئيسه. اولاً سيضمن هؤلاء المشاركة في السلطة في العهد الجديد، وسيضمن رئيسهم ان يكون رئيس حكومات العهد، وهو امر قد لا يتوفر في حال عدم وصول العماد عون الى بعبدا، فالحريري لن يعود الا بعد التفاهم مع “حزب الله”، وهو امر يحققه عون. يضيف هؤلاء ان الفراغ يضرّ بالمستقبل اولاً، لانه يهدد صيغة الطائف او اقله يفتح النوافذ امام المؤتمر التأسيسي.

عن “حزب الله” يتحدث العونيون. يحاولون تجنب الدفاع عنه. لكنهم يجمعون، “عودنا الحزب على الوفاء، لا شكّ لدينا بنيته تجاه ترشح العماد عون”، يؤكد هؤلاء ان تقارب عون والحريري لن يؤثر سلبا على حلفاء مار مخايل، والامور في خواتيمها.
لا يضع كثر من العونيين فرضية عدم وصول العماد عون الى بعبدا. هذا امر غير واقعي بنظرهم. وصوله طبيعي، وليس عدمه. لكن عدم وصوله برأيهم ليس مضرا لهم، بل يضر بالمسيحيين اولاً، الذين يحصلون على الفرصة الاخيرة لايصال ممثلهم الى الرئاسة الاولى، كما يوصل المسلمين ممثليهم الى الرئاستين الثانية والثالثة.

لم يستطع احد من العونيين تحديد تاريخ لخروج التسوية الى النور، يقولون ان الفراغ قد يقع لكن ليس لفترة طويلة. لا امور سلبية في الاتصالات مع “المستقبل”، والدليل على ذلك ان الرئيس سعد الحريري لم يصرح بأي موقف سلبي من ترشح العماد عون حتى الساعة.

على الصعيد الدولي ايضاً، هناك ما يدفع العونيين الى تفاؤل. الاميركيون يريدون من يحاور “حزب الله” جدياً، فهم اصبحوا مقتنعين ان القوة لن تجدي نفعاً، فان لم نقل ان العماد عون هو مرشحهم، فالاكيد ان لا فيتو على وصوله وهذا كاف.

السابق
ضابط إسرائيلي: حزب الله نصب صاروخا باليستيا ببيروت بإمكانه ضرب تل أبيب
التالي
الأنظار إلى باريس لرصد نتائج لقاء الحريري – باسيل