هل الـ«صفقة الرئاسية» بين الحريري وعون قابلة للتحقيق؟

لا تشير المعطيات السياسية المحلية منها والإقليمية إلى أن خرقاً ما سيحدث على خط الانتخابات الرئاسية في لبنان في الجلسة الثانية يوم الأربعاء المقبل. وبينما تشير المعلومات إلى أن فريق “8 آذار” سيعمد إلى مقاطعة الجلسة وبالتالي تعذر النصاب المطلوب بـ86 صوتا، يرى البعض أن الحراك الأخير الذي يقوم به البطريرك الماروني بشارة الراعي ودعوته الكتل النيابية لـ”القيام بواجبها” من شأنه أن يؤدي إلى تراجع هذا الفريق عن قراره، وحضوره إلى الجلسة في مشهد لن يكون مختلفا كثيرا عن مشهد الجلسة الأولى، الأربعاء الماضي.

وفي حين تشير بعض المعلومات إلى أن العمل يجري باتجاه دعم وزير الخارجية الأسبق جان عبيد وطرحه مرشحا توافقيا، من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، يحاول فريق “8 آذار” الترويج للنائب ميشال عون، كمرشح توافقي أيضا، في موازاة المشاورات التي يقول “التيار الوطني الحر” إنه يجريها مع “تيار المستقبل”، ويتحدث عبرها عن “صفقة” بين الطرفين تقضي بعودة النائب سعد الحريري، زعيم تيار المستقبل، إلى رئاسة الحكومة في مقابل وصول عون إلى سدة الرئاسة، وهو الأمر الذي ينفيه “المستقبل” و”القوات”، مؤكدين على صلابة العلاقة بينهما، وأن جعجع، لا يزال المرشح الوحيد إلى الآن.

وفي هذا الإطار، رجح مصدر وزاري بارز في “تيار المستقبل”، ألا تجرى الانتخابات الرئاسية ضمن المهلة الدستورية، أي قبل 25 أيار المقبل، وبالتالي الوصول إلى الفراغ.

وأكد في حديثه لـ”الشرق الأوسط” أن كل المعلومات التي تزعم وجود “صفقة رئاسية بين عون والحريري” هي “مستبعدة وغير دقيقة”، وهي إن حصلت فستكون ضمن تسوية كبرى لا يبدو أنها قابلة للتحقيق في المدى القريب. وعد المصدر أن الحريري “إذا قرر العودة إلى تولي رئاسة الحكومة فسيعود متى أراد ذلك من دون حاجة إلى صفقة مع عون كتلك التي يروج لها”.

الموقف الرافض نفسه لـ”الصفقة”، أكده أيضا ملحم رياشي، رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية”، مؤكداً في حديثه لـ”الشرق الأوسط” أن “كل ما يطرح ليس إلا أوهاما تتعمد أوساط قوى “8 آذار” ترويجها في محاولة منها لتشويه الحقائق ونقل المعركة إلى مكان آخر”.

بدوره، أكد فارس سعيد، منسق الأمانة العامة لقوى “14 آذار”، أن التحالف بين “المستقبل” و”القوات” بشكل خاص، وفي “14 آذار” بشكل عام يتجاوز الوقائع السياسية إلى ما هو “مسألة أخلاق”.

وقال في حديثه لـ”الشرق الأوسط” إن “مرشح 14 آذار هو جعجع والقرار لا عودة عنه إلى الآن، و”هندسة المعركة” لن تتغير قبل جلسة الأربعاء، بينما يشكل كل المعنيين في فريق “14 آذار”، بما فيهم حزب الكتائب اللبنانية ورئيسه أمين الجميل، إدارة جماعية لمواكبة المراحل الانتخابية اللاحقة”.

وفي حين رأى سعيد أن هناك التباسا في موقف الراعي الأخير ولا سيما لجهة ما نقل عنه، من أنه لا يريد رئيسا لا من فريق “8 آذار” ولا من “14 آذار”، وخاصة أنه هو من ساهم في تكريس “الزعماء الموارنة” الذين ينتمون إلى الفريقين، رأى أنه يسجل للبطريرك حرصه على انتخاب رئيس وتجنب الدخول في الفراغ.

في المقابل، واصل المقربون من عون الترويج لصفقة مع الحريري. وقال النائب في “تكتل التغيير والإصلاح” آلان عون أن هناك تواصلا مع “تيار المستقبل”، ولم يستبعد أن يتبنى الأخير ترشيح عون. وقال في حديث تلفزيوني إن “عون ليس من فريق “8 آذار” بل هو في موقف توافقي مع هذا الفريق”.

وتابع عون أن التكتل سيعلن عن قراره النهائي حول حضور جلسة الانتخاب أو عدمه، بعد اجتماع التكتل الثلاثاء المقبل، لافتا إلى أن “تعطيل النصاب حق سياسي للكتل النيابية”. وأوضح في حديث تلفزيوني أن “المهزلة تكون في تأمين النصاب لجلسة يكون انتخاب الرئيس فيها لم يتوافق عليه من قبل القوى السياسية المسيحية”.

في هذه الأثناء، قال النائب في كتلة حزب الله، نواف الموسوي، إنه “من الطبيعي أن نتجه إلى تبني المرشح الذي يأخذ موقفا إيجابيا من المقاومة بوصفها قوة تحرير ودفاع وبوصفها مكونا أساسيا من مكونات الشعب اللبناني، جزءا أساسيا من ميثاق الوفاق الوطني اللبناني”. وأضاف مشددا على ثوابت حزب الله: “نحن معنيون بالبحث عن المرشح الذي يستطيع جمع اللبنانيين باختلاف انقساماتهم، وأن يجمعهم إلى طاولة حوار لا أن يكون متحيزا أو منحازا بل أن يكون قادرا على الإفساح بالمجال للجميع للتلاقي من موقع الحوار ليواصل عملية بناء المجتمع والدولة الواحدة العادلة والقوية، ومن الطبيعي أيضا أن نتطلع إلى رجل الدولة القادر على بناء المؤسسات والحفاظ عليها، وبذلك فإننا في المواقف التي سنتخذها سنحرص على مراعاة هذه المبادئ التي باعتقادنا تأتي برئيس للجمهورية على قدر تطلعات اللبنانيين ورؤيتهم”.

السابق
عمل عسكري ضد سوريا انطلاقاً من لبنان!
التالي
جلسة الأربعاء: لا نصاب ولا انتخاب!