حراك دولي على محور الرئاسة.. وجهات دولية تفضِّل سلامة

المشهد الرئاسي في لبنان على حاله، الكل بانتظار الجولة الانتخابية الثانية يوم الاربعاء، دون الأمل بحصولها، حيث لا جديد على قديم الاربعاء الماضي، سوى القليل من الاتصالات خلف الكواليس المحلية، والكثير من المهاتفات الخارجية.

وذكرت صحيفة “الأنباء” نقلاً عن من مصادر 14 آذار أن الحريري تجنب الانتقال الى روما حتى لا يعطي للقاء تفسيرات انتخابية تتجاوز الواقع.

ونقلت “الأنباء” عن جهات دولية، أن بعض الدول الكبرى بدأت، عبر سفرائها، التحرك على مسرح الرئاسة اللبنانية وتداولت اسم حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، مع بعض “المرجعيات اللبنانية” المشاركة في حياكة الثوب الرئاسي، انطلاقا من حاجة البلد الى شخصية وسطية في السياسة، ومتشددة في لعبة المال، وان هذه الاتصالات شملت من لديهم مرشحوهم أيضا.

وفي الرياض التقى الرئيس سعد الحريري وزير الخارجية الاسبق المرشح الرئاسي جان عبيد، الذي كان التقى عددا من المسؤولين السعوديين، ويُعد عبيد أول مرشح رئاسي لبناني يزور الرياض في هذه المرحلة.

في المقابل مصادر التيار الوطني الحر، قالت إن مسألة ترشح العماد عون بلغت مرحلة متقدمة في ظل اتصالات تقريبية.

وكشف النائب ألان عون أن العماد عون ينتظر ردا من الرئيس سعد الحريري حول دعمه كمرشح توافقي للرئاسة، وقال ان النقاش مستمر، ولاحظت أوساط التيار الوطني الحر سرعة التحضيرات لتولية الوزير جبران باسيل مسؤولية التيار كمؤشر على قرب تحول اهتمامات العماد عون الى نواح سياسية أخرى.

النائب دوري شمعون أيد استمرار ترشح الدكتور سمير جعجع، لكنه رأى أن على 14 آذار أن تبحث عن مرشح آخر حال فشل جعجع في الدورة الثانية.

بدوره النائب وليد جنبلاط الذي ينسق خطواته الرئاسية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري عادة، كشف أمس عن مساع توفيقية للتقريب، بحثا عن حلول وسطية على طريقة ما حصل لدى تكليف الرئيس سلام وبإجماع الكتل النيابية.

واستبعد جنبلاط انتخاب رئيس الأربعاء المقبل، تبعا لعدم التوافق على شخصية معينة، وأعلن تمسكه بمرشحه هنري حلو، وقال إنه مع رئيس يدير الأزمة بالشكل الذي يزيل التأزم.

وفي باريس ثمة نشاط لبناني ـ فرنسي، هادف إلى تجنيب لبنان خطر شغور الموقع الرئاسي نتيجة تنافر الزعامات المارونية.

وفي المعلومات المتواترة في بيروت، أن الديبلوماسية الفرنسية قررت التواصل مع العاصمة الأميركية لهذه الغاية، وسط الرغبة في إنجاز الانتخابات الرئاسية اللبنانية، قبل 25 أيار، وبمعزل عن الانتخابات السورية، وغيرها من الاستحقاقات الإقليمية الأخرى، وان هناك موفدا أميركيا سيصل قريبا إلى باريس لهذه الغاية.

ويدخل في هذا السياق التحرك الذي يقوم به السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل، رغم الانطباعات اللبنانية العامة، بأن هم لبنان آخر مما يشغل الإدارة الأميركية، في ضوء المستجدات الأوكرانية الساخنة، والكورية الشمالية المتسارعة التداعي، والفلسطينية ـ الإسرائيلية المعقدة، إلى جانب اعتقاد أطراف لبنانية كثيرة ان الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، قررت تحويل سورية إلى ساحة تصفية لقوى التطرف على اختلافها، والتي ساهمت هذه الدول في نشأتها وتمويلها بالمال، والأفكار المغذية للتناقضات المذهبية والاثنية.

ومع ذلك مازالت حركة السفير الأميركي، توحي للناس هنا، بأن واشنطن على الخط، وهذا ما أوصت به زيارة السفير هيل إلى وزير الاتصالات بطرس حرب، الذي شدد بعد اللقاء على أهمية الوصول إلى رئيس جمهورية قوي، وألا تعترض مسيرة هذا الرئيس مصالح شخصية، قد تطيح بالرئاسة، لافتا إلى خطورة سياسة تعطيل انتخاب الرئيس، والانعكاسات السلبية لها.

السابق
‘خيبة أمل’ أميركية من الفلسطينيين: عن أي أمل نتكلم؟
التالي
عمل عسكري ضد سوريا انطلاقاً من لبنان!