الطاشناق اعتصم أمام السفارة التركية في الذكرى الـ 99 للإبادة

بعدما حال انعقاد جلسة مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية اول من امس دون تمكن الاحزاب الارمنية من تنظيم اعتصامها السنوي الحاشد في ساحة الشهداء تنديداً بـ”الابادة الارمنية “، وجّه حزب الطاشناق بوصلة تحركه الى الرابية وتحديدا امام السفارة التركية.

الاعتصام الحاشد ذكر بالمجازر بحق الشعب الارمني قبل 99 عاماً وعلى عادتهم حمل انصار حزب الطاشناق الاعلام الارمنية واللافتات المنددة بـ”الجريمة التركية بحق الشعب الارمني”، وتزامن الاعتصام مع تعزيزات امنية مشددة شاركت فيها فرق مكافحة الشغب التابعة لقوى الامن الداخلي وسط انتشار أمني كثيف لقوى الامن الداخلي وعناصر الجيش وحالت الاجراءات دون وصول المعتصمين الى مبنى السفارة.

“مطلب واحد: الاعتراف بالابادة”

لم يكن لدى المعتصمين امام السفارة التركية سوى مطلب وحيد، يكرره الارمن منذ نحو قرن، وهو اعتراف انقرة بالابادة الجماعية لمئات الوف المواطنين الارمن العزل خلال الحرب العالمية الاولى، وتردد هذا المطلب على لسان جميع المشاركين في الاعتصام. واللافت انه على رغم مرور 99 عاماً على المجازر، لم يبدل الارمن اقتناعهم بأن السلطنة العثمانية ابادت اكثر من مليون ارمني عن سابق تصور وتصميم، وهو ما يردده كبار السن والشبان وحتى الاطفال، وينم عن تصميم الارمن على انتزاع اعتراف من تركيا بـ”الجريمة الفظيعة بحق الشعب الارمني”.
الاعتصام الحاشد لم يسجل خلاله اي حادث يذكر رغم الاجراءات الامنية وحماسة المشاركين ورمي بعض الشبان مفرقعات في اتجاه السفارة انفجرت امام القوى الامنية وآلياتها، وبعدها احرقوا العلم التركي وداسوه، وكذلك احرقوا دمية تمثل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان كانوا رفعوها على ما يشبه المشنقة في اشارة الى “طلب الاعدام جزاء لمن اقترف الجريمة البشعة بحق الارمن”، “بحسب ما اوضح معتصمون لـ”النهار”. ومن جهته رفض السفير التركي اينان اوزيليدز التعليق لـ”النهار” على الاعتصام، و”نصحنا بالعودة الى تصريح وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو والمسؤولين الاتراك الذين تقدموا بالتعازي للشعب الارمني في الذكرى الـ99″.

وخلال الاعتصام ذكرت مسؤولة مكتب الإعلام في حزب الطاشناق تسولير كالاتينيان بأن “مرور 99 سنة على الابادة الأرمنية، لا يجعلها مجرد حدث تاريخي يمكن تدويره. فتبعات الإبادة الأرمنية يحملها الملايين من أبناء الشعب الأرمني، الذين يولدون ويترعرعون في الشتات الأرمني، وتبعات هذه الإبادة تحملها ايضا جمهورية ارمينيا التي لا تضم كل أراضيها وهي في حاجة الى ظروف افضل من أجل التقدم والإزدهار”.

وذكرت بالوثائق الدولية التي “تثبت حصول هذه الإبادة المنظمة من السلطنة العثمانية عام 1915”.

مطالبة بتعويض الشعب الارمني

ولفتت الى ما يحدث في سوريا وتحديداً في كسب: “99 عاما مضت على الارتكابات التركية وتركيا لا تزال مستمرة في محاولة تهجير الأرمن والهجوم على مدينة كسب السورية والمساندة التركية للارهابيين بدخولها هي مثال حي على البربرية التركية. تحاول تركيا التقدم أمام العالم كدولة معاصرة ومتقدمة، لكن عليها المصالحة مع صفحات تاريخها المليء بالإجرام (…)”.
وفي سياق متصل أقيم في كاثوليكوسية الأرمن في انطلياس قداس الهي في الذكرى الـ 99 للإبادة ترأسه مطران الطائفة الأرمنية في لبنان شاهي بانوسيان وتحدث بعد القداس أمام ضرائح الشهداء الكاثوليكوس آرام الاول الذي لفت الى ان الارمن ليسوا في حاجة الى التعازي والدروس في الاخلاق من الدولة التركية بل الاعتراف بالإبادة والتعويض”.

السابق
جعجع: ترشحّي للرئاسة ليس ضد حزب الله
التالي
إميل كنعان: 65 نائباً هو النصاب القانوني لانعقاد جلسات انتخاب الرئيس بعد الدورة الأولى