جلسة اليوم منافسة بين جعجع وحلو والأوراق البيض ستكون الفائز

كتبت “الجمهورية” : “فخامة” الورقة البيضاء، هي المتوقّع لها أن تفوز في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي سيعقدها مجلس النواب اليوم بدعوةٍ من رئيسه نبيه برّي، إذ تشير كلّ المعطيات إلى أنّها ستشهد تنافساً بين مرشّحين اثنين لا ثالث لهما، وهما رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والنائب هنري حلو الذي رشّحه أمس رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط. 

يفتتح برّي جلسة الانتخاب اليوم بنصاب مكتمل ويبدأ الدورة الأولى من الاقتراع. ومن المتوقع أن يفوز جعجع بـ45 إلى 50 صوتاً، فيما يفوز حلو بـ 12 إلى 14 صوتاً، والبعض لم يستبعد أن ينال 17 صوتاً من أصوات “اللقاء الديموقراطي” الذي أعيد إحياؤه أمس، إضافةً إلى أصوات نوّاب مستقلين كالرئيس نجيب ميقاتي والنائب أحمد كرامي وآخرين.

أمّا الناخب الأكبر والفائز الأكبر في الجلسة فستكون الأوراق البِيض، وغالبيتها سيقترع بها فريق 8 آذار وحلفاؤه، إضافةً إلى بعض النواب المستقلين والـ14 آذاريين، بحيث يتوقع أن يراوح عدد هذه الاوراق ما بين 60 إلى 65 ورقة.

سيناريو آخر
ووفقَ معلومات “الجمهورية” أنّ سيناريو الجلسة الاولى للانتخاب ستكون على الشكل التالي:

نوّاب 14 آذار سيصوّتون لجعجع ويتوقّع أن ينال ما بين 48 و50 صوتاً. نوّاب 8 آذار (حركة “أمل” و”حزب الله” و”التيار الوطني الحر” والقومي والبعث) سيصوّتون بأوراق بِيض. أمّا النائبان ميشال المر ونايلة تويني فموقفهما لم يتظهّر بعد، علماً أنّ المر كان أوضحَ أنّه سيحضر الجلسة إلى تويني، وسيحكّم ضميرَه.

كتلة النائب وليد جنبلاط (جبهة النضال الوطني واللقاء الديموقراطي اللذان يضمّان 11 نائباً بعد اندماجهما مجدّداً) ستصوّت لهنري حلو، إلى جانب الرئيس نجيب ميقاتي والنائب أحمد كرامي (صوتان لحلو). أمّا النائب محمد الصفدي فيرجّح أن يقترع بورقة بيضاء. وبذلك يتوقّع أن ينال حلو بين 13 و14 صوتاً. وعليه، فإنّ الدورة الأولى التي سيتأمّن نصابها بـ 86 نائباً لن تحسم الأصوات لمصلحة أيّ مرشّح.

وعلمت “الجمهورية” أنّ تيار”المستقبل” أبلغَ إلى رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون عندما فاتحَه بموقفه المؤيّد ترشيح جعجع، أنّ للأخير ديناً على “التيار” وسيسدّده له في الدورة الأولى من الاقتراع، وبعد ذلك سيكون لكلّ حادث حديث.

وفي المعلومات أنّ برّي سيدعو إلى دورة اقتراع ثانية وثالثة ورابعة إذا ظلّ النصاب مكتملاً، أمّا إذا فُقد هذا النصاب فإنّه سيختم محضر الجلسة، على ان يواظب على الدعوة الى جلسات لانتخاب رئيس جمهورية بنحو متلاحق ومتتابع بما يُبقي الهمَم مستنهضة للوصول الى انتخاب رئيس.

وعُلِم أنّ برّي سيدعو إلى الجلسة الانتخابية الثانية ابتداءً من مطلع شهر أيار المقبل إلّا في حال توافرت ظروف تتيح الاتفاق على انتخاب الرئيس العتيد قبل ذلك التاريخ، بحيث يمكن أن يقرّب موعد الجلسة حتى ولو كان قد حدّده مسبقاً.

وقالت مصادر نيابية بارزة لـ”الجمهورية” إنّ برّي عندما سيدعو رؤساء البعثات الديبلوماسية ورؤساء الجمهورية السابقين الى حضور جلسة الانتخاب فسيكون ذلك مؤشّراً على اتّفاق يكون قد حصل على شخص الرئيس الجديد الذي سيتمّ انتخابه في هذه الجلسة.

وقالت هذه المصادر إنّ برّي أبلغَ إلى الجميع أنّه مستعدّ لعقد جلسات انتخابية بعد ظهر بعد غدٍ الجمعة وخلال عطلة نهاية الاسبوع إذا لمسَ أنّ هناك إمكانية لانتخاب رئيس. وأكّدت انّ مرحلة الانتخاب الرئاسي ما تزال في طور المنافسة بين المرشذحين، ولكن بعد جلسة اليوم ستبدأ المشاورات للوصول الى مرشّح توافقي ينتخبه الجميع.

مناورة تحاكي الانتخابات
وقالت مصادر تابعَت مشاورات اليومين الماضيين حول الاستحقاق الرئاسي بين الكتل لـ”الجمهورية” إنّ جلسة اليوم هي مناورة تحاكي الانتخابات الرئاسية، وعلى الرغم من أنّها لن تكرّس أيّ صورة للرئيس العتيد، إلّا أنّها فرضت بعض الوقائع ومنها أنّها أعطت مشروعية لجعجع الذي أصبح ترشيحه واقعاً لدى الجميع، وهو الشخصية نفسها التي شكّلت إشكالية كبيرة ودار حولها خلافات كثيرة.

وأضافت المصادر إذا كانت جلسة اليوم ستحرق جعجع كمرشّح، إلّا أنّه سيكسب من ورائها هذه المشروعية، لا سيّما وأنّه سيخرج بأصوات لا يُستهان بها. وتوقّعت المصادر أن يمرّ هذا النهار كاستعراض وأن يشكّل مقدّمة للانتقال الى مرحلة البحث الجدّي في مصير الاستحقاق.

مصادر ديبلوماسية

من جهة أخرى تقاطعت مصادر ديبلوماسية عربية وغربية على القول لـ”الجمهورية” إنّه على رغم كلّ الدفع الدولي باتّجاه إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها إلّا أنّ أيّ دولة من دول القرار لا تملك بعد أيّ تصوّر لمسار هذا الاستحقاق ولا لشخصية الرئيس، وهي لا تضع جانباً احتمال ان يطول مسار الاستحقاق ويشغر مركز الرئاسة الأولى.

برّي
وعشية الجلسة قال برّي أمام زوّاره: “نحن سنكون أوّل مَن يدخل الى الجلسة وآخر مَن يخرج منها”. وأضاف: “قلت وأكرّر إنّها فرصة للبنَنة انتخاب رئيس جمهورية، وحتى الآن لسنا في حاجة الى أيّ تدخّل خارجي، وآمل في ان لا نحتاج الى هذا التدخّل”.

وأكّد “أنّنا ذاهبون الى الجلسة وليس لدينا مرشّح محدّد، وسنبني على الشيء مقتضاه”. وقال: “كنت اوّل من توقّع اكتمال نصاب الجلسة، وقد دعوت إليها بناءً على نتائج المشاورات التي أجريتُها، ومشاورات اللجنة النيابية التي كلّفتها الاجتماع بالكتل لهذه الغاية”.

وإذ أكّد برّي أنّه يتوقع اكتمال نصاب الجلسة اليوم، أشار الى أنّه سيضطرّ إلى تسمية أيّ فريق يتغيّب عنها مُناقضاً تعهّده بحضورها الذي أبلغه إليه عبر اللجنة النيابية الثلاثية.

سليمان
وإلى ذلك، إعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان انّ التحدّي الأكبر يبقى في إكمال المسيرة وإنجاز الاستحقاق ضمن المهل الدستورية المحددة، داعياً المجلس النيابي والقوى السياسية الممثلة فيه الى إتمام هذا الاستحقاق عبر تأمين النصاب القانوني واختيار من هو الأصلح لقيادة البلاد.

وتوقّع من المجلس النيابي “أن ينتخب رئيساً جديداً للجمهورية يستحقّه اللبنانيون، قبل 25 أيّار 2014”. ورأى أنّ من واجبه “مواكبة مجريات هذا الاستحقاق بما يتّفق مع دور رئيس الجمهورية الجامع وفقاً لأحكام المادة 49 من الدستور”.

سلام
من جهته، أملَ رئيس الحكومة تمّام سلام في أن تنتج جلسة اليوم رئيساً جديداً، معتبراً أن “ليس هناك ما يمنع من الاتفاق على اسم الرئيس إذا وُجدت النيّة والإرادة لدى القوى السياسية، مثلما حصل عندما اتُفق على تأليف الحكومة”.

وفي تفسير لهذا الموقف قالت مصادرسلام لـ”الجمهورية” إنّ “هذا التمنّي جاء في توقيته السياسي الصحيح، فنحن عشيّة استحقاق انتخابيّ كبير لا يمكن التوقّف عنده بنحو عاديّ. فالرئيس سلام يرغب في أن تؤدّي جلسة الغد (اليوم) إلى انتخاب رئيس جمهورية جديد لكي يستعيد البلد توازناته الدقيقة على مستوى المؤسسات الدستورية”.

وأضافت: “مهما قيل في هذا الموقف فإنّه موقف صادق ويمكن تكريسه بتأمين النصاب وانتخاب الرئيس العتيد في لعبة ديموقراطية يجب ان نستعيدها في لبنان. وحتى ولو اعتبر هذا الموقف طوباوياً فإنّه يرغب في أن يتحقّق للعبور بالبلاد إلى مرحلة جديدة ومهمّة تعزّز الاستقرار والأمن”.

حراك بلغ ذروته
وكان الحراك السياسي بلغ ذروته على خطوط متعدّدة عشية الجلسة، فواصلَ برّي مشاوراته الرئاسية لتأمين نصابها القانوني، وترأّس اجتماعاً لكتلة “التنمية والتحرير” قرّرت بعده حضور الجلسة.

فيما شهدَت عين التينة حركة لافتة، أكّد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر إثر زيارته برّي، أنّه سيحضر والنائب نائلة التويني جلسة الانتخاب، على أن يصوّت وفق ما يمليه عليه ضميره وإحساسه الوطني.

كذلك التقى برّي وزير الصحّة وائل ابو فاعور موفداً لجنبلاط، فالنائب طلال ارسلان ووفداً من “الجماعة الإسلامية”، ووفد “القوات” الذي استكمل جولته لاحقاً أمس بزيارة المر ووزيري السياحة والاتصالات ميشال فرعون وبطرس حرب.

جنبلاط
أمّا في كليمنصو فرأسَ جنبلاط اجتماعاً لنواب “اللقاء الديموقراطي” أعلن إثره ترشيح أحد أعضائه النائب هنري حلو للرئاسة، مؤكّداً أنّ هذا الترشيح “ليس مناورة”، ومُعلناً عودة “اللقاء الديموقراطي” كتكتّل نيابي في الساحتين النيابية والسياسية، بعدما كان النوّاب مروان حمادة وفؤاد السعد وأنطوان سعد قد غادروه إلى 14 آذار لدى انفصال جنبلاط عن هذا الفريق.

وقد بدأ حلو وأبو فاعور ليل أمس جولة على القيادات السياسية والحزبية استُهلّت بزيارة الرئيس نجيب ميقاتي لشكرِه على موقفه المؤيّد ترشيح حلو. وتخلّل اللقاء تشاور في كلّ ما رافقَ الإتصالات في الساعات الأخيرة، والظروف التي فرَضت إعلان حلو”مرشّحاً وسطيّاً” مطروحاً لأن يكون توافقياً بعد الجلسة الانتخابية الأولى المقرّرة اليوم.

موقف حلو
وقالت مصادر حلو لـ”الجمهورية” إنّه “لم يكن ليقبل ترشيحه لو لم يكن يرى أنّ هذا الترشيح يمكن أن يكون حلّاً ومخرجاً، إذ هو يرى أنّ الإصطفافات الموجودة اليوم إزاء الترشيحات الأخرى قد تؤدّي إلى حائط مسدود وبالتالي إلى فراغ، ولذلك قبِلَ أن يترشّح على أمل فتحِ كوّة في الجدار، ومسار آخر يمكنه إنقاذ البلد من خطر الفراغ”.

وشدّدت على أنّ حلو “لم يقبل الترشيح من منطلق طموح شخصيّ، ومن الخطأ تصوير الأمر على أنّه انساقَ وراء إغراءات شخصية، بل هو قبِلَ بهذا الترشيح، رغم إدراكه ما سيُرتّبه عليه من أثمان، لاقتناعه بأنّ هذا الترشيح قد يكسر حلقة الإصطفافات وقد يجنّب البلد خطر الفراغ”.

ولفتت المصادر الى أنّ حلو “سليل عائلة لا تهمّها المناصب إلّا بمقدار ما تخدم من خلالها مصلحة لبنان. فعندما كان منصب رئاسة الحكومة الإنتقالية مشروع فراغ رفضَه والده بيار حلو، وعندما كان منصب رئاسة الجمهورية مشروع وصاية سورية، امتنعَ بيار حلو عن القبول به.

أمّا اليوم، فهنري حلو قبِلَ ترشيحه لأنّه يرى أنّه قد يكون باباً للحلّ”. وشدّدت على أنّ حلو “لا يطرح نفسه منافساً لأيّ من المرشحين، وهو لا يعتبر نفسه منافساً لجعجع أو النائب ميشال عون أو أيّ مرشّح آخر، بل إنّه ينافس الفراغ، وتالياً هو مرشّح ضد الفراغ، وترشيحه هدفه منعُ الفراغ من التحوّل رئيساً”.

مشاركة الكتل
إلى ذلك، أعلن حزب الكتائب مشاركته في جلسة اليوم والتصويت لجعجع الذي اتّصل بالرئيس أمين الجميّل شاكراً، فيما تمنّت قيادات 14 آذار بعد اجتماع استثنائي في “بيت الوسط” مساء أمس على جميع النواب “جعل يوم غدٍ (اليوم) يوماً مميّزاً على طريق العبور الى الدولة. وأكّدت دعمها ترشيح جعجع معتبرةً “أنّ هذا الترشيح يمثّل المبادئ التي قامت عليها ثورة الأرز وانتفاضة الاستقلال وقوى 14 آذار”.

وأعلنت كتلة “المستقبل” إثر اجتماعها أمس أنّها تؤيّد ترشح جعجع لرئاسة الجمهورية وتدعمه، وأنّها ستلتزم هذا الدعم في جلسة الانتخاب اليوم.
“التكتّل” وفي المقلب الآخر، أعلن تكتّل “التغيير والإصلاح” المشاركة في جلسة اليوم والاقتراع “بورقة بيضاء”.

سعيد لـ”الجمهورية”
وقال منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ”الجمهورية” إنّ “تبنّي ترشيح الدكتور جعجع من “بيت الوسط” ومن قوى 14 آذار له رمزية واضحة بأنّ معركة رئاسة الجمهورية هي معركة وطنية بامتياز، وأنّ الشراكة المسيحية – الإسلامية التي أخرجت الجيش السوري في العام 2005 هي الوحيدة القادرة على العبور بلبنان إلى شاطئ الأمان”، وأكّد سعيد أنّ 14 آذار أسقطت مجدّداً كلّ الرهانات على انفراط عقدها، كذلك أكّدت عبر تبنّي جعجع أنّها تتبنّى مشروعاً وطنياً في مواجهة المشروع الآخر.

ميقاتي لـ “الجمهورية”
ومن جهته، أكّد ميقاتي لـ”الجمهورية” أنّه سيصوّت وزميله نائب طرابلس أحمد كرامي لحلو، وأنّ هذا الموقف لا يُلزم أيّاً من نوّاب طرابلس الآخرين حتى مساء اليوم (أمس).

وقال إنّه اتّفق ونواب طرابلس على لقاء يُعقَد في الحادية عشرة والنصف قبل ظهر اليوم في ساحة النجمة، للبحث في توحيد موقف نوّاب طرابلس من الانتخابات، على قاعدة احترام الخصوصية الطرابلسية إزاء ترشيح جعجع.

السابق
البلد : جلسة اختبار أحجام ونيّات… بلا رئيس
التالي
محاولة اغتيال ناشط بمخيم عين الحلوة متهم بالانتماء لكتائب عزام