14 اذار تتوحد و8 آذار يكتنفها الغموض في جلسة الاستحقاق غدا

مجلس النواب

أبواب المشاورات مفتوحة على مصراعيها لتبديد الرؤية الضبابية لسيناريو الجلسة الرئاسية غدا، وحركة الاتصالات تكاد لا تتوقف مستفيدة من عطلة عيد الفصح لتبديد الغموض الذي يحكم المشهد على مسافة ساعات من انطلاق اول جولة من الاستحقاق الانتخابي الاهم. ومع ان كثيرين يجزمون ان الجلسة لا تعدو كونها جس نبض للقوى السياسية حول مدى استعدادها لتوفير النصاب وتحديد مرشحيها، وتاليا لا رئيس جديدا للجمهورية من الجلسة الاولى، فان ايا من هذه القوى لا يسقط من حساباته عنصر المفاجأة ولئن كانت حظوظه شبه معدومة، الا انه يتعامل مع الحدث مستندا الى قاعدة “الاحتياط واجب”.

ومع تقدم ساعات النهار بدا فريق 14 اذار يقترب من اعلان تبني ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ليتوجه الى جلسة الغد موحدا صفوفه وحاسما خياره، على ان يعقد لقاء موسعا لاعلان تبني الترشيح او يستعيض عنه، بحسب ما افادت مصادر نيابية لـ”المركزية” ببيان مشترك متضمنا الموقف المشار اليه، واكدت خلافا لما يشاع ان تبني ترشيح جعجع ليس مناورة او استعراضا او محاول حرق مراحل واوراق، وستثبت قوى 14 اذار مجتمعة وضوح خيارها وجديتها بالمضي في دعم مرشحها في كل الدورات وليس في الدورة الاولى فحسب متخطية اعتبارات يعترض عليها البعض.

وفي انتظار بيان 14 اذار التي نجحت في تجاوز مطب اثبات وحدتها بفعل كثرة الطامحين في صفوفها لاعتلاء سدة الرئاسة بعد مشاورات واتصالات وجولات مكوكية من المفاوضات الماراتونية، فان كرة الاتهام قذفت في مرمى فريق 8 اذار الذي لم يعلن حتى الساعة اسم مرشحه الموحد، وهو امر وضعته مصادر سياسية في واحدة من خانتين: المناورة السياسية ومحاولة حرق الاصوات لكشف ورقتها المستورة في اللحظة المناسبة او العجز عن التوحد على مرشح واحد في ضوء الخلافات المستترة التي تطل برأسها في الاستحقاقات المهمة لا سيما في الانتخابات النيابية خصوصا بين كتلتي التغيير والاصلاح والتنمية والتحرير التي عقدت اجتماعها اليوم وناقشت الاستحقاق الرئاسي وآلياته وقررت حضور الجلسة غدا والتعبير عن موقفها في هذا الشأن، في حين بقي حزب الله معتصما بالصمت.

وازاء هذا الواقع تتجه الانظار الى ما ستخرج به اجتماعات الكتل خلال الساعات الباقية على انعقاد الجلسة غدا لا سيما تكتل التغيير والاصلاح عصرا وما اذا كان سيرشح رئيسه النائب ميشال عون ام يستمر في لعبة شد الحبال تاركا قراره حتى اللحظة الاخيرة. اما جبهة النضال الوطني التي تعقد اجتماعها في كليمنصو عصرا برئاسة النائب وليد جنبلاط ودعت اليه النواب مروان حمادة وفؤاد السعد وانطوان سعد بعد قطيعة استمرت ثلاث سنوات، فلم تحسم مصادرها لـ”المركزية” طبيعة قرارها لجهة ما اذا كانت ستعلن ترشيح النائب هنري حلو للرئاسة ام تتريث وتستعيض عن الخيار بالورقة البيضاء كمخرج يوفر لها هامش البقاء خارج مسرح تكريس الانقسامات السياسية.

ووضعت المصادر السياسية اكثر من سيناريو لجلسة الغد يتراوح بين عدم تأمين النصاب من فريق 8 اذار، الا ان هذا الخيار مكلف، ويحمل 8 اذار تبعة تعطيل جلسة انتخاب الرئيس، خصوصا امام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، وبين توفير النصاب من دون اعلان مرشح وتجيير اصوات الفريق لمصلحة الورقة البيضاء.

في غضون ذلك، وفي حين توقعت النائب ستريدا جعجع التي استكملت وفريق نواب القوات اللبنانية الجولة على المسؤولين ورؤساء الكتل لتسليمهم برنامج ترشح جعجع للرئاسة ان يحصل الاخير على نحو 50 صوتا على الاقل في جلسة الغد، باعتبار ان ثمة موانع تحول دون مشاركة بعض نواب فريق 14 اذار كالرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر، تسارعت حركة المشاورات بين نواب طرابلس واعلن النائب محمد كبارة عن اتصالات مع نواب المدينة لعقد اجتماع اليوم في بيروت واتخاذ قرار موحد بشأن التصويت غدا لان لطرابلس خصوصيتها وهناك حساسية تجاه ترشيح جعجع.

من جهته، اجرى الرئيس نجيب ميقاتي اتصالات مع نواب المدينة على ان يعقدوا اجتماعا غدا في ساحة النجمة قبل جلسة الانتخاب لتنسيق الموقف.

وأكد النائبان ميشال المر ونائلة التويني، حضورهما الجلسة غدا، كما نواب “كتلة وحدة الجبل”، وكتلة التضامن”، فيما لم يصدر اي موقف حتى اللحظة من نواب الارمن ونواب الحزب القومي السوري الاجتماعي وحزب البعث حيال جلسة الغد.

وفي “بوانتاج” أولي للاصوات، يتوقع ان ينال جعجع 50 الى 55 صوتا موزعا كالآتي: 26 صوتا من “تيار المستقبل”، 6 أصوات من “كتلة نواب زحلة”، 5 اصوات من “كتلة القوات اللبنانية”، 4 أصوات من “كتلة الكتائب اللبنانية”، 3 اصوات من كتلة “نواب القرار الحر”. ومن النواب المستقلين، يتوقع ان ينال جعجع أصوات النواب بطرس حرب، وتمام سلام ودوري شمعون، وروبير فاضل ومروان حمادة (وهو ربما موجود خارج البلاد)، وانطوان سعد وفؤاد السعد.

السابق
عكاظ: إيران ستنحني كما انحنت في حكومة سلام
التالي
جنبلاط يعلن باسم اللقاء الديمقراطي ترشيح هنري حلو الى رئاسة الجمهورية