مخيم عين الحلوة «يقاوم» الانفجار على وقع الاغتيالات

توتر الوضع الامني في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان وبدا قاب قوسين او ادنى من الانفجار بعد اغتيال الشاب علي نضال خليل، الساعد الايمن للناشط الاسلامي المتشدد بلال بدر وابن شقيقة القيادي البارز في «فتح الاسلام» الشيخ اسامة شهابي، في كمين داخل احد ازقة حي الصفصاف وهو الحادث الامني الاخطر بعد اغتيال مسؤول «جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية» المعروفة بـ «الاحباش» الشيخ عرسان سليمان منذ اسوعين.

وتحدثت مصادر فلسطينية لـ «الراي» عن ان عملية الاغتيال كانت تستهدف بدر نفسه، عبر كمين مسلح، اذ كان يقوم بزيارة الى شهابي، غير انه في طريق العودة الى منزله في حي الطيرة، اختار ازقة لم يعتد سلوكها، وبعدعودة خليل من مرافقته، اقدم مسلحان ملثمان على اطلاق وابل من الرصاص في اتجاهه، فأصيب في بطنه ورأسه اصابات خطرة نقل على اثرها الى مستشفى الاقصى داخل المخيم ومنها الى مركز لبيب الطبي في صيدا، ثم ما لبث ان فارق الحياة.

واشارت هذه المصادر الى ان نبأ وفاة خليل لم يعلن سريعاً بسبب مساعي التهدئة التي كانت تبذل لمنع انفجار الوضع الامني بعدما اطلق انصار بدر النار ونفذوا استنفاراً مسلحاً في المنطقة، قابله استنفار «احترازي» من حركة «فتح» والقوى الفلسطينية الاخرى في المخيم تحسباً لاي طارئ، وذلك على وقع اشاعات كثيرة عن نوايا باقتحام مقرات عسكرية تارة والكلام عن معرفة الجهة الفاعلة طوراً، قبل ان يتبين بعد مراجعة كاميرات المراقبة في المنطقة، ان اللذين نفذا عملية الاغتيال ملثمان ولم يتم التعرف على هويتهما مباشرة وان رشاش «الكلوك» الذي كان يحمله خليل قد اصيب بطلقة مباشرة في المقدمة وكأنه رفع مسدسه ليدافع عن نفسه قبل اغتياله.

وتفاوتت قراءة ملابسات عملية الاغتيال في الوسط الفلسطيني، فالبعض اعتبر انها نتيجة للامن الهش الذي يؤرق ابناء المخيم منذ فترة، واستمراراً لمسلسل التوتير بهدف ايقاع الفتنة بين الطرفين الاسلامي و«الفتحاوي»، والبعض الاخر رأى انها مرتبطة بتداعيات اغتيال سليمان بعد اتهامات ضمنية وجهت الى ناشطين اسلاميين بالوقوف ورائها، والبعض الثالث تعاطى مع الحادثة على انها «رسالة دموية» مؤداها انه «ممنوع الاستقرار ونجاح المبادرة الفلسطينية الموحدة» التي اطلقتها القوى والفصائل الوطنية والاسلامية الفلسطينية نهاية شهر مارس الماضي لحماية المخيمات من التوتير والانجرار الى الفتنة والحفاظ على العلاقات الفلسطينية – اللبنانية.

ونجحت القوى الفلسطينية في تطويق تداعيات عملية الاغتيال، وحالت دون انفجار الوضع الامني برمته، لكنها في المقابل رسمت مشهداً سوداوياً لما يمكن ان يكون عليه الحال في المرحلة المقبلة، لجهة استمرار مسلسل الاغتيالات وتصاعده ليطول كل الاطراف ودون اي سبب لمجرد ايقاع الفتنة او الشك والانتقام، ما يجعل المخيم في دائرة الخطر الحقيقي وفي سباق محموم مع مساعي تفعيل القوة الامنية المشتركة وتحويلها «قوة ضاربة» تعتقل المخلين بالامن والمتهمين بجرائم الاغتيال بعد رفع الغطاء السياسي عنهم.

السابق
’14 آذار’ تكمل اليوم توافقها على دعم جعجع
التالي
السبب الرئيسي للإمساك هو..