أعلن المكتب الاعلامي لرئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع، في بيان، أن جعجع افتتح في الذكرى العشرين لاعتقاله زنزانة في معراب تشبه تلك التي عاش فيها إحدى عشرة عاما.
لم ينس جعجع تفاصيل تلك الفترة، حتى أدقها، نقلها الى الإعلاميين، فأشار الى “الملابس التي كنت أرتديها، والسرير الذي كنت أنام وأجلس عليه، وعلى هذا المكتب كنت أقرأ، والى جانبه كنت أقوم بالرياضة”. وتوقف جعجع عند محطات عديدة داخل الزنزانة فقال “عند كل باب حديد مرقم هناك قصة”. الإعلاميون يسألون وجعجع يشرح بإسهاب، “غرفة رقم “1” قضيت فيها 48 ساعة، رقم “6” ثلاث سنوات، ورقم “3” سبع سنوات، لينقلوني في الأشهر الأخيرة الى غرفة فوق الأرض”. وأضاف “وراء هذه الأبواب الحديدية كنت أسمع أصوات شباب القوات وهم يتعذبون ب”البلانكو” الذي كان حاضرا في زنزانة معراب لكنني كنت احاول جاهدا طمأنتهم من خلال أداء اغنية “ما تخافيش انا مش ناسيكي”.
وشرح عن الوسائل التي اعتمدها لمقاومة السجن والسجان معا، “فالصلاة كانت في طليعة تلك الوسائل، والغناء والمطالعة والصبر وترتيب الغرفة الصغيرة بعد كل عملية تفتيش اذ انني كنت على يقين انني في مواجهة، كما انا اليوم، ولكنني كنت جاهزا لهذه الوضعية التي تحتاج فقط الى الصبر والهدوء وحسن التفكير وعدم الخوف والإنهيار حتى لا تقضي المواجهة علي، ولو كنت حذراً باستمرار من إمكانية قتلي بشتى الطرق”.
وعما اذا كان فكر يوما في السجن انه سيترشح لرئاسة الجمهورية، روى جعجع قصة حصلت معه في السجن فقال “في يوم نظر الي احد العناصر نظرة ازدراء فبادلته بالقول: لا تنظر الي هكذا، ستراني يوما جالسا وراء مكتب وزارة الدفاع.”
وعن الرسالة التي يوجهها الى اللبنانيين بعد 20 سنة لاعتقاله، حث جعجع الجميع على المحافظة على الحياة السياسة الحرة والشريفة، “وألا نسمح بدخول أحد بعد اليوم الى السجن على خلفية آرائه السياسية انطلاقا من قناعاته”.
وأكد “لست خجولا أبدا من ماضي وأنا اعترف انني لدي أخطاء ككل الناس وسبق أن اعتذرت علنا وأمام الجميع ولكن تاريخي هو تاريخ لبنان وأتمنى على الغير ان يتخذ منه العبر وأن يكون تاريخه تاريخ لبنان بدل ان يراشق الناس بالحجارة.”
وأضاف: “أخطائي ارتكبتها في زمن الحرب ولكن الخاطئ الأكبر هو من يستمر في ارتكاب الأخطاء بعد زمن الحرب وبعد قيام الدولة”.
وبعد ان تذكر جعجع كيفية اعتقاله وسبل التحقيق معه، شدد على ضرورة نسيان الماضي الأليم واتخاذ العبر منه للانطلاق بمرحلة جديدة خالية من الحقد والكراهية باعتبار أن الحقد يقتل صاحبه.
ونفى جعجع ان يكون يحمل في قلبه ضغينة لأي كان، حتى للذين ظلموه، داعيا الى وجوب التطلع الى الأمام بنظرة ايجابية تفاؤلية لبناء لبنان الجديد، مشيرا الى أن: تاريخي هو من تاريخ لبنان ولكن البعض للأسف، لا تاريخه من تاريخ لبنان ولا حاضره أيضا من حاضر لبنان”.