حزب الله يطرح ثلاثية ’السيادة والمقاومة والدولة’

اتصل رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، بالمرشح الرئاسي سمير جعجع مهنئا بعيد الفصح، متبنيا ترشيحه لرئاسة الجمهورية، عبر قوله له: هذا أول اتصال لتهنئة مرشحنا لرئاسة الجمهورية لمناسبة عيد الفحص.

وزار موفدان لجعجع الرئيس فؤاد السنيورة وكتلة نواب المستقبل، والرئيس أمين الجميل والنائب وليد جنبلاط ونائب الجماعة الاسلامية عماد الحوت والنائب دوري شمعون، وسلموا كلا منهم نسخة من برنامج جعجع الانتخابي.

قال جنبلاط انه سيشارك في جلسة الأربعاء ويعلن اليوم اسم مرشحه.

بدوره، أكد جعجع في اتصال مع الجزيرة دعم الحريري له، كما أكد مشاركة 14 آذار في جلسة الغد، مشيرا الى وجود فرصة جدية لانتخاب رئيس صنع في لبنان، معتبرا أن الفراغ أمر ممكن إذا قرر الفريق الآخر تعطيل اللعبة الديموقراطية.

وعن إمكانية تعديل الدستور لانتخاب شخصيات من خارج النطاق السياسي كحاكم مصرف لبنان المركزي أو قائد الجيش، أشاد بالشخصيتين، لكنه لم ير أيا من الكتل النيابية ميالة لتعديل الدستور الى هذه الغاية.

وردا على سؤال رأى جعجع أن الدور الاقليمي والدولي منحسر جدا في لبنان باستثناء الدور الايراني، أما الدول الكبرى فمنشغلة بأمور أخرى، والغرب بحالة صمت تام مكتفيا بترداد لازمة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها.

مصدر في قوى 8 آذار رأى لـ «الأنباء» في زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى بلدة معلولا السورية المسيحية، القريبة من حدود لبنان الشرقية، لها دلالاتها اللبنانية التذكيرية بدور النظام السوري في صناعة الرئاسة اللبنانية أيضا، وليس الايراني وحسب، وفق إشارة جعجع.

وأوحى المصدر بأن الانسجام بين الموقفين السوري والإيراني في لبنان لم يعد كما كان في سالف الأزمان، موحيا بوجود دلالات كثيرة بعضها كان دمويا.

في غضون ذلك، تواصلت الاتصالات داخل 14 آذار وخارجها لبلورة موقف موحد من جلسة غد الأربعاء.

وفي معلومات «لإذاعة لبنان الحر»، الناطقة بلسان القوات اللبنانية ان الرئيس أمين الجميل ورئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون والنائب روبير غانم وافقوا على ترشيح جعجع من قبل فريق 14 آذار. كما أن معلومات أخرى أشارت الى أن هذا الفريق سيجتمع خلال ساعات لإصدار موقف بدعم ترشيح جعجع.

وفي هذا الاطار أعلن نائب بيروت محمد قباني أن سمير جعجع هو مرشح 14 آذار ونقطة على السطر، لأنه عنصر بارز وواضح في انتمائه لـ 14 آذار، أما الرئيس أمين الجميل فهو على حوار مع بعض الآخرين.

النائب في كتلة المستقبل محمد الحجار، أكد أن كل المؤشرات تدل على أن جعجع سيكون مرشح 14 آذار، ومثله النائب أحمد فتفت الذي وصف برنامج جعجع الرئاسي بالمتقدم وينطلق من تطلعات 14 آذار التي تؤيده بالمطلق، وان ترشحه للرئاسة خدمة للنظام الديموقراطي.

الوزير الكتائبي سجعان قزي قال من جهته: قد نصوت للدكتور سمير جعجع او لأي من الاقطاب الآخرين، على انه يفترض من هؤلاء التصويت ايضا للرئيس امين الجميل ونحن منفتحون على كل الاحتمالات والمهم ان يأتي رئيس قوي جامع ووفائي ومقبول من 8 و14 آذار ويستطيع ان ينقذ البلد.

وعلمت «الأنباء» ان الاتصالات على مستوى 14 آذار اكدت على قابلية التفاهم لدى «الكتائب» و«القوات» بخصوص الاستحقاق الرئاسي، وانه بالتالي لن يكون هناك خلاف.

وتبقى المسألة في انعقاد جلسة الانتخاب او عدم انعقادها، في احتمال اجراء الدورة الأولى من الانتخاب، وبمن يخوض فريق 8 آذار المعركة مع رفض العماد ميشال عون خوض غمار الرئاسة من خارج ادارة التوافق؟ علما ان النائب آلان عون توقع صدور الموقف الاخير للعماد عون بعد اجتماع تكتله النيابي اليوم الثلاثاء. في قناعة فريق 14 آذار، وبالذات القوات اللبنانية ان حزب الله سيسعى الى تطيير الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية غدا.

ويقول نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان المرشح الذي يؤمن بثلاثية السيادة والمقاومة وبناء الدولة هو الرئيس الذي سننتخب، واظنكم تعرفونه جيدا، ولن نتحدث عن اسمه.

الرئيس نبيه بري، وخلافا لما يتردد عن توجهات فريق الثامن من آذار لافتقاد جلسة غد الاربعاء النصاب، توقع ان تعقد الجلسة وان يكتمل نصاب الثلثين، مشددا على ان عملية الانتخاب شيء آخر.

ورجح رئيس المجلس ان يضطر الى الدعوة الى عدة جلسات لاحقة من اجل الدورة الثانية لان ايا من المرشحين المطروحين لن يحصل على الاكثرية المطلوبة من دون توافق مختلف الفرقاء.

ويذكر ان رئيس المجلس ثابر على الدعوة الى جلسة انتخاب رئيس عام 2007، بعد الدعوة الأولى عشرين مرة حتى اكتمل النصاب وتم التفاهم على انتخاب الرئيس ميشال سليمان بعد ستة اشهر من الاستحقاق الدستوري الأساسي، اي في 25 سبتمبر 2008 لكن الرئيس بري التزم بعدم تكرار مثل هذا الأمر الآن.

وفي السياق الرئاسي أمل وزير المال علي حسن خليل، وهو المعاون السياسي لرئيس المجلس، بمشاركة كل مكونات مجلس النواب في جلسة غد الاربعاء، مشيدا الى عدم جواز الدخول في الفراغ وعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، معتبرا ان الرئيس الجديد ووفق كل التجارب السابقة يحتاج الى ارادة توافقية تجعل للموقع قدرة على لعب دور جامع.

في هذا الوقت واصل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد حملته الضمنية ضد رافضي خيار المقاومة من خلال دعوة الذين دعموا ومولوا وسلحوا من وصفهم بنموذج الذبح على الهوية وقطع الرؤوس والتنكر للاديان، دعاهم الى اعادة النظر في رهاناتهم، وسأل هل هذا النموذج الحضاري الذي يريدون من خلاله تحقيق الاصلاح والديموقراطية في سورية وصولا الى لبنان.

بدوره نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق دعا الى العمل من اجل ايصال رئيس قوي الى سدة رئاسة الجمهورية تخشاه اسرائيل.

وقال: نحن لسنا حياديين في هذا الشأن.

وردت اوساط سياسية عبر اذاعة لبنان الحر على تحذير حزب الله من وصول سمير جعجع الى رئاسة الجمهورية، متسائلا كيف له ان ينظر في عيون الكثيرين ممن قاتلهم او كانوا ضحية له.

واكدت الاوساط ان هذا الكلام يصح على حزب الله نفسه، الذي قتل الطيار سامر حنا ويستخف بالجيش وسألت كيف لرموز حزب الله من وزراء ونواب ان ينظروا في عيون الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل وجمهوره والحزب متهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري؟!

السابق
عندما سقطت جمهورية الفاكهاني
التالي
أوساط قريبة من بكركي: جعجع أو الفوضى