قرية ’الطفيل’ الحدوديّة نستها الدولة منذ الاستقلال وادّعت الاستفاقة عليها متأخّرة

هنا الطفيل تلك البلدة اللبنانية التي لم يسمع أحد عنها طوال عقود من الزمن ومنذ تاريخ الجمهورية اللبنانية، هي بلدة على الحدود اللبنانية مع سوريا شاءت الجغرافيا أن تكون متداخلة بين الأراضي السورية واللبنانية، طريقها من سوريا على الرغم من أنها لبنانية، كل شيء فيها سوري من الاقتصاد الى الكهرباء الى التعليم، فقط يربطها بلبنان طريق ترابي وهوية وانتخابات.

منذ اندلاع الازمة السورية وسيطرة المعارضة السورية على منطقة القلمون في ريف دمشق، اتخذت الاوضاع في بلدة الطفيل اتجاهاً اخر متعاطفاً مع المعارضة السورية، فكانت البلدة طريقاً لتهريب السلاح والمسلحين، الى رنكوس وعسال الورد كما تشير مصادر “النشرة”. وتلفت الى ان “المسلحين الذين فروا من معارك القلمون بعد سيطرة الجيش السوري النظامي على قرى القلمون القريبة من الطفيل، باتجاه البلدة، تمركزوا في جرودها وفيها، لان الجيش السوري لا يمكنه التوغل داخل الاراضي اللبنانية، لذا تشكل الطفيل مكانا امنًا بالنسبة لهم”.
وتلفت المصادر إلى أنّ “بعض شبان البلدة انخرطوا في صفوف المجموعات المسلحة، بسبب ايمانهم بمشروع المعارضة السورية المسلّحة او لحماية اهاليها من القتل”. وتشير الى ان “بعض السيارات المفخخة مرت من الطفيل الى لبنان بعد خروجها من رنكوس السورية، وان البلدة شكلت منطقة استراتيجية للمعارضة في الازمة السورية وقبل دخول الجيش الى القلمون، فضمت مستشفى ميداني، مخازن سلاح، وقواعد انطلاق لهجمات داخل سوريا، وقواعد لاطلاق الصواريخ باتجاه لبنان على النبي شيت وبريتال، وكانت طريقاً لتهريب المسلحين من لبنان الى سوريا”، وتقول المصادر ان “البلدة شكلت منطقة استراتيجية لان لا قوى عسكرية شرعية او نظامية موجودة فيها سورية او لبنانية كانت، ولانها جغرافياً بعيدة عن اقرب تواجد عسكري لبناني”.

 

ان تأتي متأخراً خير من الاّ تأتي…
مختار البلدة علي الشوم يشير، في حديث لـ”النشرة”، الى ان “الدولة غائبة تماماً عن الطفيل الاّ في الانتخابات”، ويلفت الى ان “الاهالي يصوتون الى كتلة “الوفاء للمقاومة” في كل انتخابات يشاركون فيها، لكن عتبهم على “حزب الله”، ان احداً تابعاً له لم يزرهم طوال عمر الازمة في سوريا للاطمئنان عليهم او مساعدتهم”.
وعن خطة الدولة لفتح طريق للقرية لاخراج الاهالي منها، يقول الشوم ان الدولة تأخرت كثيراً، لكن “ان تأتي متأخراً خير من ألاّ تأتي”. ويلفت الى ان “الاهالي يشعرون بغصة بسبب اهمال الدولة لهم، فالدخول الى لبنان يحتاج الى عبور الاراضي السورية، على الرغم من أنّ أبسط حقوق المواطن في اي دولة ان يكون هناك طريق للتنقل داخل بلده، لا ان يجتاز حدود بلد اخر للدخول الى اراضي بلده”. ويؤكد انهم “بحاجة الى مساعدات عاجلة من مواد غذائية وطبية وغيرها”.
ويشير الشوم الى ان “الوضع في البلدة في هذه الايام غير مستقر، والاهالي يعيشون حالة قلق، ومنهم من يريد المغادرة ومنهم من لا يريد ذلك”، ويؤكّد المختار على “وجود المسلحين في جرود البلدة”.
يذكر ان وزير الداخلية نهاد المشنوق أشار الى انه سيقوم “بأي شيء منطقي وعملي حتى ينقذ أهالي بلدة الطفيل الحدودية من المأساة التي قد يتعرضون لها”.
وكان المشنوق قد ترأس اجتماعاً امنياً لوضع خطة لإخراج الاهالي من البلدة، ولفتح طريق معبّد الى البلدة لربطها مع لبنان.

 

 

السابق
فطور ومولد لـ(امل) في تول
التالي
10 قتلى في وسط العراق