الراعي: لن نقبل بأن يقع لبنان في الفراغ الرئاسي

البطريرك مار بشارة بطرس الراعي

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس السنوي على نية فرنسا في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه عدد من المطارنة والكهنة، وحضره السفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي وأركان السفارة.

وبعد القداس، أقام الراعي مأدبة غداء على شرف السفير الفرنسي وأركان السفارة، وألقى الراعي كلمة رحب فيها بالحاضرين، وقال: “لقد تعودنا عند الاحتفال بالصداقة التي تربط وطننا بفرنسا، ان نتبادل الحديث عن الهموم وعن المتوقع في المستقبل في لبنان والمنطقة التي تعاني من متاعب جمة”.

وتابع: “أذكر على رأس همومنا الحالية، مسألة الاستحقاق الرئاسي اللبناني الذي سيجري قريبا”، داعياً “نوابنا وكل المسؤولين السياسيين لانجاح انتخاب رئيس جديد ابتداء من الاسبوع المقبل”، وأضاف: “كما نعتمد ايضا على أصدقائنا وفي طليعتهم فرنسا لتأمين جو دولي واقليمي مناسب لهذا الانتخاب، لجهة الامن في لبنان ولجهة حياده الايجابي”، مشدداً على “أننا لن نقبل بأن يقع لبنان في الفراغ الرئاسي، سيكون انقسام يؤثر على استقراره ودوره الرسالي”.

وتطرق الى الصراع العربي – الاسرائيلي، داعياً “المجتمع الدولي أن يجد حلا لهذا الصراع الذي يعود الى العام 1948، هذا الصراع الذي يستمر حتى ايامنا هذه، في حين ان بلدنا وبلدان الشرق الاوسط لن تجد الراحة قبل هذا الصراع المركزي”.

ورأى الراعي أن “المجتمع الدولي مدعو لايجاد الحل لهذين الصراعين عبر تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالمسائل الآتية:

– عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم.

– اقامة دولة فلسطينية يكون لها حدود معترف بها دوليا.

– انسحاب الجيش الاسرائيلي من الاراضي العربية التي احتلها في لبنان، سوريا وفلسطين.

– اعطاء صفة خاصة لمدينة القدس، لكي تكون المدينة المقدسة مفتوحة لليهودية، المسيحية والاسلام”.

وتحدث عن تأثير الأمة السورية على لبنان، موضحاً أن “البلد يعاني اليوم من التبعات القاسية للازمة السورية، من خلال استقباله زهاء مليون ونصف لاجىء سوري، يشكلون ما نسبته ربع عدد السكان اللبناني”، وسأل “أي هيكلية او مساحة قادرة على استيعابهم، ولماذا على لبنان وحده ان يتحمل نتائج الحرب في سوريا، لما لهذا الامر من تبعات اقتصادية اجتماعية سياسية وأمنية”، وأضاف: “هنا أيضا على المجتمع الدولي أن يسعى لانقاذ لبنان، وبالتحديد لوضع حد لهذه الحرب الملعونة التي لا تنتهي مخلفة المجازر ضد الابرياء، تدمير المدن وكل مظاهر الثقافة والحضارة التي بناها طوال قرون المسلمون والمسيحيون”.

وتابع: “حسب رأينا، الحل السياسي المناسب لازمة الوطن العربي يتطلب شروطا ثلاثة:

– أن يصل المعتدلون الى السلطة بدعم من الجيش لا عودة العسكر او الاسلاميين، نأمل بالتالي أن تسود الانظمة السياسية المعتدلة كونها الاكثر احتراما لحقوق الانسان ولحرية الاعتقاد.

– أن تلعب الدول الصديقة دورا في تشجيع ايران والمملكة العربية السعودية على حل صراعاتهما عبر الحوار وليس بالمواجهة غير المباشرة والعنيفة. علما ان الصراعات القائمة بين السنة والشيعة في العراق وسوريا ولبنان، مرتبطة بالصراع الايراني السعودي.

– على المجتمع الدولي أن يساعد اليهود والمسلمين أن يحذو حذو المسيحية، في الفصل بين السياسة والدين، لان الخلط بينها يجعل من الدين اداة في السياسة، الامر الذي ينقل الدين بالسياسة التي تمليها المصالح.

ورأى ان “طالما تلك العملية لم تحصل، لا يمكننا الحديث عن ديموقراطية وحريات وحقوق انسان”.

السابق
رعد: الإستحقاق ما كان ليتم لولا فضل المقاومة
التالي
توقيف سوريين قتلاً مواطناً وقطعاً جثته ورمياها في حاوية نفايات