موقف الجنرال من تأييد السلسلة «بروفة» غير مشجعة

لم يكن قلب رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» على حقوق الشعب الفقير حين طعن نوابه سلسلة الرتب والرواتب في الظهر، للاسف، صاحب «الابراء المستحيل» تلطخت ايديه بدم الفساد المالي والاقتصادي «ببلاش» لان الرحلة الى قصر بعبدا لا تمر حكما عبر تقديم تنازلات من هذا النوع، هكذا تقرأ مصادر قيادية في آذار ما حصل في جلسة السلسلة الثلاثاء الماضي.

لا يختلف اثنان على ان الجنرال عون قام بخطوة ناقصة في «15 نيسان» تحتسب من رصيد تحالفه مع 8 آذار، فالرجل خرج للمرة الاولى من تحت عباءة هذا التحالف وقدم مجانا لهذه القوى «بروفة» مصغرة غير مشجعة عن مستقبل التعامل معهم فيما لو وصل الى رئاسة الجمهورية.
قبل الواقعة الاخيرة، كان الجنرال يشاور حلفاءه في كل شاردة وواردة.. مثلا، لم يكن «حزب الله» بعيدا عن لقاءات عون مع «رئيس الحكومة» السابق سعد الحريري، اكثر من ذلك، كثر لا يعلمون بان الجنرال استبق لقاءه الاول مع الحريري بلقاء جمعه بسماحة «الامين العام » للحزب السيد حسن نصرالله جرى خلاله الاتفاق على ادق التفاصيل وكيفية ادارته للحوار مع الشيخ سعد.
لربما ثقة الجنرال الزائدة عن اللزوم بوعود تيار المستقبل وهمس الدبلوماسيين الفاعلين بامكانية السير به للرئاسة ودعم حلفائه اللامتناهي له في هذا الملف، منعته من التبصر بالوقائع ودفعته الى الانقلاب على قناعاته… الا ان الحقيقة كما ترويها قيادات سياسية لبنانية من الصف الاول تبدو مغايرة لاحلام الجنرال.
«عون مش راجع عبعبدا »، جملة رددها مصدر سياسي مطلع جدا على مسار التحضير لرئاسة الجمهورية، جازما بكثير من الثقة بان هناك شبه استحالة لترؤس العماد عون كرسي بعبدا، عازيا الاسباب الى عوامل داخلية وخارجية ضاغطة ومنها:
اولا: لم تبد المملكة العربية السعودية ولا الولايات المتحدة الاميركية وجهات اقليمية فاعلة اية رغبة حقيقية في دعم ايصال عون الى الرئاسة الاولى، ولم تلمس الاطراف الاساسية في الداخل اي توجه ايجابي لتغيير هذا الموقف.
ثانيا: ان اتخاذ قرار على مستوى تركيب عون في بعبدا صعب جدا ويستلزم اتمام صفقات سياسية ضخمة واجراء تغييرات جذرية في تحالفات «اقليمية – عربية – دولية» غير متاحة في المدى المنظور.
ثالثا: لا يمكن لتيار المستقبل المجازفة بفرط عقد 14 آذار والسير بانتخاب عون رئيسا للجمهورية، وفي الاصل لا يحتمل المستقبل هذا الترف السياسي وفق مبدا المقايضة بين الاتيان بعون رئيسا مسيحيا قويا له مونة كبيرة على «حزب الله»، في مقابل عودة الحريري الى السلطة كواجهة للاعتدال السني قادرة على مواجهة التطرف.
رابعا: ثمة عقدة يتجاهلها البعض تتعلق برفض رئيس «مجلس النواب» نبيه بري والنائب وليد جنبلاط فكرة وصول مرشح استفزازي الى سدة الرئاسة الاولى، هذا اذا اردنا تبسيط الموضوع وعدم ربطه برفض هذا الثنائي لشخص عون في الاساس.
خامسا: بمعزل عن التاييد المطلق الذي يحظى به عون من قبل حلفائه، الا ان الحقيقة المجردة تصب في مصلحة رئيس من خارج «8 و14» وهذا الامر محسوم للاسباب التي ذكرت سابقا، ولسبب اضافي يتعلق بعدم مصلحة معظم الاطراف اللبنانية في الاتيان بعون «الرجل القوى والمستقل» رئيسا للجمهورية.

السابق
فصح اليهود اعتداءٌ واغتصاب
التالي
روحاني: لم نعتد على أحد..لكن نواجه بقوة اعتداء الآخرين