‘ستاتيكو’ جديد في طريقه الى سوريا

خارطة توزيع سوريا عسكريا

تدخّل سلاح الطيران الأردني في التصدّي لمحاولة تسلل “مجموعة مسلحة” عبر الأراضي السورية نحو الأردن، لعله يظهر من بين ما يظهره، أن محاولات التلاعب بالوضع الأردني هو خط أحمر ليس مسموحاً به.
صحيح أن الردّ قد لا يكون متوازياً مع حجم المحاولة في الأساس. فبضع آليات لا يحتاج لسلاح الطيران ، خصوصا انها رُصدت بنحو مبكر، وقصفها تمّ داخل الأراضي السورية، وليس داخل الأردن .
لكن يبدو ان ما حصل كان رسالة حازمة من عمّان ردا على محاولات دمشق التلويح بإمكانية تحريكها ما يمكن من أدوات ، في ظل تصاعد وتيرة الكلام عن نقل وانتقال العديد من الوحدات العسكرية المعارضة التي جرى تدريبها حديثا نحو مواقع قتالية ، تنتشر من محافظة درعا والقنيطرة ، وصولاً الى محافظتي اللاذقية وحلب .
بل هناك من قرأ الرسالة على انها “إعتراضات” أولية مباشرة تصدر عن الرئيس السوري بشار الأسد على ألانباء التي تحدثت عن تسلم بعض فصائل المعارضة المعتدلة صواريخ الـ”لاو” الأميركية المضادة للدروع ..
وتقول أوساط أميركية مطلعة “إن احتدام المواجهات الميدانية بات يأخذ خطا تصاعديا ، في ظل تواتر الحديث عن بدء رسم خطوط التماس الممتدة ، ليس فقط على الخارطة السورية ، بل من اوكرانيا الى جنوب اليمن” ! وتشير الى أن “الإجتماع الرباعي الذي احتضنته جنيف لبحث ملف الأزمة الأوكرانية في الأساس، لم تكن الأزمة السورية غائبة عنه، على الرغم من أن لا شيء يوحي بحصول اختراق يسمح مثلاً ، بالحديث مجدداً عن عقد جلسة ثالثة لـ”جنيف السوري” قريبا “.
من جهتها، تؤكّد مصادر ديبلوماسية عربية في واشنطن “أن في الأمر ترجمات عدة لفحوى الإتفاق الأميركي ـ السعودي ، بعيداً من لغة المهاترات التي تسعى الى إظهار العلاقات بين الرياض وواشنطن على غير حقيقتها ، وتحاول استغلال تنحي رئيس الإستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان من منصبه ، لتصور الأمر خلاف واقعه”. واذ تشير الى ان الأخير لن يبتعد عن “مطبخ” القرار السعودي، تلفت الى ان ما يحصل لا يختلف إطلاقا عما نادى به في تعاطيه مع الملف السوري على وجه التحديد” .
وعلى الرغم من عدم قدرة هذه المصادر على تفسير ما قد يحصل على صعيد تطور الأوضاع في سوريا ، الا انها ترى أن تحصين المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة، مقابل المناطق التي يستعيدها النظام ، توحي بأن “ستاتيكو” جديدا هو في طريقه الى الإستيطان في سوريا طويلا ، في الوقت الذي يتخذ فيه النزاع الدولي والإقليمي ، سواء حولها او في غيرها من الملفات ، بعداً جديداً ، مع اتجاه النزاع بين الغرب وروسيا الى آفاق مغايرة، على الأقل في المرحلة المقبلة .
وتعتقد تلك المصادر ان تمسّك النظام السوري بإجراء الإنتخابات الرئاسية، في ظل الحديث الأخير عن اتجاه رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام الى تحديد موعد لها خلال الأسبوع المقبل ، يحمل في طياته تصعيداً في وجه كثيرين، وليس في وجه معارضيه فقط.
“فالإعتراضات” السورية على كلام “الحلفاء” الذي صدر عن المسؤولين الإيرانيين أو اللبنانيين ، وترجمت بدماء طاقم “قناة المنار”، تعكس خشية دمشق من صفقة ما، قد تشق طريقها في بازار المقايضات الدولية الجارية.
والحديث عن مخرج “فيدرالي” ما في شرق اوكرانيا، يترافق مع تأكيدات إيرانية بلسان وزير الخارجية محمد جواد ظريف، ان حكومة طهران قادرة على لجم اعتراضات المتشددين على توقيع اتفاق مع الغرب ، فيما تستعدّ الإدارة الأميركية للإعلان عنه ، تاركة باب الإحتمالات مشرعة على شتى المواجهات السياسية والميدانية في المنطقة برمتها ، من دون “الملف النووي الإيراني” الذي قد يُطوى قريبا .

السابق
ماذا كانت آخر كلمات ركاب العبارة الكورية قبل غرقها؟
التالي
انصار بوتفليقة يبدأون الاحتفال قبل اعلان النتائج