لم تمض 24 ساعة على استشهاد ثلاثة من الفريق التابع لقناة «المنار» في بلدة معلولا السورية، حتى انطلقت ماكينة إعلامية من قبل فريق 14 آذار، عبر موقعه الإلكتروني، والمعارضة السورية، من خلال صفحاتها على مواقع التواصل ومواقعها على الانترنت، لتنفي مسؤولية العصابات المسلحة عن الجريمة، ولتتهم جنوداً من الجيش السوري بارتكاب الجريمة.
ولم تكتف هذه الوسائل بذلك، بل عمدت الى رسم سيناريوات عن خلافات بين الجيش وبين مجموعات المقاومة الموجودة داخل الاراضي السورية.
وخلال ثلاثة أيام، عملت جهات تابعة لهؤلاء على توسيع دائرة انتشار هذه الأخبار، ما دفع جهات معنية الى الكشف عن تفاصيل تبقى عادة ضمن تقارير داخلية، لإيضاح حقيقة ما حصل.
معلوم أن قيادة المقاومة الاسلامية تحقّق في كل عمل تقوم به إحدى مجموعاتها. وهذه القاعدة تسري على مجموعاتها العاملة في سوريا. وفي العادة، تكون هناك مجموعة تقارير عن كل مهمة تنفذ هناك. ولدى حصول أحداث تؤدي الى خسائر بشرية، يجري التوسع في التحقيقات، لتقديم صورة كاملة الى عائلات الشهداء متى سألوا عنها.
وبعد استشهاد الزملاء حمزة الحاج حسن ومحمد منتش وحليم علوه، باشرت الجهات المعنية في المقاومة تحقيقاتها. وعلمت «الأخبار» أن كل التفاصيل تؤكد مسؤولية المجموعات المسلحة عن الجريمة، وكذلك عن سقوط 4 شهداء من أفراد الجيش السوري خلال العملية نفسها، إضافة الى جرحى.
وتكشف معلومات مصدرها التحقيق نفسه الرواية التالية، التي نوردها بتصرف:
بعد السيطرة على بلدة الصرخة، تقدمت الوحدات العسكرية نحو بلدة معلولا سالكة اتجاهين، الأول من الجهة الشمالية حيث تمت السيطرة على مرتفعات معلولا وفندق «السفير» والحارة الغربية، والثاني من الناحية الشرقية حيث حررت كامل الحارات الشرقية، ودوهمت المنازل داخل البلدة حيث عثر على بعض اﻻسلحة التي خلّفها المسلحون. عندها أُعلنت السيطرة الكاملة على البلدة واعتبرت منطقة آمنة، وسمح لوسائل الإعلام بالحضور الى معلولا.
ونتيجة إطلاق النار الكثيف على السيارات، أصيب كل من كان في داخلها، ما أدى الى استشهاد منتش على الفور، ثم علوه، كما أصيب الحاج حسن الذي حاول الرجوع بسيارته الى الخلف قبل أن يخرج منها، ليصاب برصاصة أخرى أدت الى استشهاده. وجراء إطلاق النار نفسه، استشهد 4 جنود سوريين كانوا في المكان. بعد ذلك، تم تقدير الموقف ميدانياً، وحُدد مكان وجود المسلحين، فشنّت المجموعات هجوماً مباشراً عليهم، ثم أرسلت عربة عسكرية من نوع (بي أم بي) لنقل الشهداء والجرحى ومتابعة اﻻشتباك مع المسلحين وقتلهم. وبعد حوالى الساعة عاد الهدوء.
وفي وقت لاحق، تبين أن المسلحين الثلاثة كانوا مختبئين في حفر سرية وفي شقوق الصخور وبعض المغاور الملاصقة للمنازل ولدير مار تقلا، ويقدّر المحققون أنهم لم يستطيعوا اللحاق ببقية المسلحين الذين فروا من البلدة، وعندما وصلت مجموعات عسكرية من المقاومة والجيش الى المرتفع نفسه، الذي يقع مباشرة فوق الدير، شعر الثلاثة بالخطر، وتوجهوا نزولاً الى المنازل القريبة، وتحديداً الى حيث بادروا الى إطلاق النار على سيارات «المنار»، مع الإشارة هنا الى أن أحداً لم يكن يعلم بقدوم فريق «المنار» من بيروت، كما أن قرار التغطية المباشرة من معلولا، وبالتحديد من داخل البلدة، اتخذ في لحظته».
(الأخبار)