البناء: لا رئيس الأربعاء والبازار لم يفتح بعد 8 مع عون

كتبت البناء: «من حضر السوق باع واشترى، بهذا العنوان يختصر وزير سابق عايش انتخابات رئاسية متعددة، مواقف الكثير من الكتل النيابية والكثير من المرشحين الرئاسيين في التعامل مع الاستحقاق الرئاسي، معتبراً أن لا مرشحاً جدياً حتى الآن سوى العماد ميشال عون، باعتباره المرشح الوحيد الذي يحمل ميزتين لا تتوافران لسواه، تتصلان بواقعية افتراضه رئيساً ممكناً سواء في ذهن فريق واسع جداً من المسيحيين، أو لجهة وجود فرصة حقيقية لحصول نسبة من التوافق على انتخابه رئيساً.

وبعيداً عن تقييم مع وضد أو صح وغلط، يضيف الوزير السابق المخضرم رئاسياً أن هاتين الميزتين تجعلان عون مرشحاً جدياً وحيداً، لأن ما عداه فشل بامتلاكهما.

رئيس القوات اللبنانية يخلق في ذهن أكثر المسيحيين تأييداً له ومن أقرب المقربين إليه أنه مرشح تسجيل الموقف المبدئي، ولكن الذي يستحيل وصوله للرئاسة ولو حصل على دعم كل الرابع عشر من آذار وانسحب له المرشحون الآخرون، فهو لن ينال ثلثي أصوات مجلس النواب، بينما نواب تحالف حركة أمل وحزب الله والمردة والبعث والقومي والكتلة العونية يزيدون عن العدد اللازم لحرمانه من الوصول إلى بعبدا، وهم يشكلون استحالته الرئاسية إن منحه النائب وليد جنبلاط أصواته ومعه التكتل الطرابلسي.

لذلك يخوض جعجع ترشيحه على مراحل تبدأ من حسمه مرشحاً للرابع عشر من آذار، وبعدها بدء التفاوض على ثمن الإفراج عن الترشيح، خصوصاً أنه يعلم أن الإجماع عليه سيتبدد بعد الجولة الانتخابية الأولى، وترتفع أصوات الداعين إلى إفساح المجال لمرشح قادر على إحداث اختراق لا يملكه جعجع في بلوك الثامن من آذار، لأن ضمان تأييد جنبلاط لأي مرشح على رغم مساهمته بتوفير النصف زائداً واحداً، إلا أنه لا يضمن طريق الفوز طالما النصاب اللازم سيبقى الثلثين، ولن يوفر أحد لأحد النصاب مجاناً لمجرد الخوف من أن يقال أنه طير النصاب.

تأمين الثلثين سيكون سبباً ليدوخ مرشحو الرابع عشر من آذار بحثاً عن كيفية إحداث الاختراق، ليبدأ المرشح بالبحث عن تسلسله الترقيمي كمرشح معتمد، وينتهي بمن حضر السوق باع واشترى، والحضور والبيع والشراء هو مال وسياسة وحق فيتو على المرشح التوافقي، بحسب حجم المرشح المفترض.

ما يصح في حالة جعجع يصح في حالة الرئيس السابق أمين الجميل المتحمس رئاسياً منذ أيام، ليتمركز القرار بيد من يدفع سياسة ومال ووعوداً وهو تيار المستقبل، بعد إبراء الذمة مع المرشحين من داخل الصف.

مقابل لا توازن العرض والطلب على ضفة الرابع عشر من آذار، تتصرف قوى الثامن من آذار بهدوء واطمئنان، فلديها مرشح واحد هو العماد ميشال عون إن أراد ومتى أراد، وإلا فهي تفضل تلقي العروض لا تقديمها.

هكذا الأربعاء الرئاسي سلة فارغة وما بعده مواعيد ضبابية حتى تحين ساعة التوافق وهي ساعة تبدو خارجية أكثر مما هي داخلية.

حماوة الانتخابات الرئاسية

وسط هذه الأجواء، دخل الاستحقاق الرئاسي مرحلة «تجميع الأوراق
قبل حسم المواقف من تأييد هذا المرشح أو ذاك، بعد أن كان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد حدّد الجلسة الأولى للانتخاب في 23 الجاري، الأمر الذي دفع الأطراف لتكثيف اتصالاتها ومشاوراتها لكي تتمكن من حسم خياراتها في موضوع المرشحين قبل الجلسة، وإن كانت الجلسة الأولى ليست أكثر من «بروفه، بينما كل التوقعات تشير إلى أن النصاب سيطيّر في الجلسة الثانية.

طبخة المرشّحين غير ناضجة

وبذلك أصبح الاستحقاق الرئاسي شبه الوحيد في دائرة الحركة والاهتمام، على رغم ذلك فإن الأجواء والمناخات المحيطة بما يجري تؤكد أن طبخة الرئاسة لم تنضج، وبالتالي فإن جلسة الأربعاء لن تلد رئيساً جديداً. ومن المؤكد أن يدعو الرئيس بري إلى جلسة ثانية تليها بعد أيام وربما أسبوع.

وقد نُقل عن الرئيس بري أمس أنه لا توجد أجواء ناضجة حتى الآن، ولكن من اليوم إلى الأربعاء قد تحصل بعض التطورات. ولاحظ أن هناك مرشحاً في 8 آذار وهو ميشال عون، بينما في 14 آذار هناك أكثر من مرشّح وتتعدد السيناريوات التي يمكن أن تحصل في جلسة الأربعاء، حيث يُرجّح حتى الآن انعقادها بنصاب الثلثين من دون أن يحتل أحد من المرشّحين أكثرية الثلثين في الدورة الأولى. وبالتالي، فإن الدورة الثانية لن تحصل، إما بسبب انفراط النصاب أو بسبب طلب التأجيل، وفي هذه الحال يختم الرئيس بري الجلسة ويدعو إلى جلسة أخرى التي يبقى نصابها الثلثين، مع الإشارة إلى أن فوز المرشح في الدورة الثانية يحسب على أساس النصف زائداً واحداً.

قوى 8 آذار مرتاحة لوضعها

وبحسب مصادر سياسية في قوى 8 آذار، فإن هذا الفريق مرتاح لوضعه، خصوصاً أن مرشح هذه القوى أصبح محسوماً، وهو العماد ميشال عون، ومن الواضح أن مسألة التصويت له في الدورة الأولى متروكة للقرار الذي سيتخذه عون نفسه وما إذا كان سيتطلب هذا الأمر عدم زجّه في لعبة التصويت التي يسعى إليها رئيس «القوات سمير جعجع. بالإضافة إلى حسابات أخرى تتعلق بنظرة عون للمسار الانتخابي، وما يمكن أن تسير به الأمور في المرحلة اللاحقة.

إرباك داخل «14 آذار

وفي المقابل، تبدو حالة الإرباك كبيرة داخل فريق 14 آذار ومردّ هذا الإرباك، تعيدها مصادر متابعة إلى جملة اعتبارات أهمها:

1 ـ إن الموقف العام لهذا الفريق يبدو ضعيفاً بالمقارنة مع موقف قوى 8 آذار، والاعتبار الأول لذلك يعود إلى ضعف الحلفاء الإقليميين للفريق «الآذاري، خصوصاً ما يتعلق بمسار الأزمة في سورية.

2 ـ لقد أدّى ترشّح جعجع إلى مزيد من الضعف والانقسام داخل هذا الفريق، ولن تغيّر في ذلك مكابرة البعض حول تفسير هذا الترشّح، وتقول المصادر إن عدم إعلان أي من الكتل النيابية داخل هذا الفريق دعمها ترشح جعجع مؤشّر كبير على ذلك.

3 ـ إن اتجاه رئيس حزب الكتائب أمين الجميل إلى تقديم ترشّحه وربما إعلان ذلك رسمياً، سيفاقم من الإرباك داخل هذا الفريق. وتقول المصادر إن إعلان حزب الكتائب ترشح الجميل هو قضية جدية ولا تراجع عنها، وقد وسّع الخلاف بين الكتائب و«القوات
اللبنانية لأن مجرد هذا الإعلان من الجميل والكتائب إشارة الى تفاقم الخلاف داخل هذا الفريق، خصوصاً أن قيادات عدة في الكتائب تعتبر أن الجميل هو الأوفر حظاً من بين مرشّحي 14 آذار. ولذلك ترجح المصادر حصول تشتّت في الجلسة الأولى من الانتخابات داخل قوى 14 آذار لصعوبة التوصّل إلى مرشح واحد.

مصادر الكتائب: لا تراجع عن ترشّح الجميّل

وأوضحت مصادر قيادية في الكتائب لـ«البناءأنه ليس من الضروري أن يعلن الجميل عن ترشّحه رسمياً، فهذا الموضوع لا يتوقف على إعلان كهذا. وقالت إن المكتب السياسي للكتائب سيعقد اجتماعات خلال عطلة الفصح لمناقشة الأمر، لكن الأكيد بحسب المصادر أن هذا الترشّح سيستمر. وأوضحت أيضاً أن حزب الكتائب سيجري اتصالات باتجاهات مختلفة ليس داخل فريق 14 آذار فقط، بل باتجاه القوى الأخرى وبالأخص الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط.

وبحسب المصادر، فإن اتصال النائب سعد الحريري قبل أيام برئيس الكتائب أمين الجميل ولقاء الأخير مع رئيس كتلة «المستقبل فؤاد السنيورة، ركّزا على كيفية الدفع عند وصول الكتل إلى رئيس توافقي لأن قوى 14 آذار على دراية تامة بأنها لن تتمكّن من إيصال أي اسم من دون توافقات مع قوى 8 آذار.

السابق
توقيف مواطن في بلدة مجدل السلم الجنوبية بتهمة اساءة امانة
التالي
مصادر حزب الله:لن نتبنى ترشيح عون حتى يعلنه بشكل رسمي