الراي عن أوساط متابعة: لا عامل واقعي حتى الآن يشير لإتضاح آفاق الاستحقاق الرئاسي

مجلس النواب

نقلت صحيفة “الراي” الكويتية عن أوساط معنية بمواكبة المشاورات السياسية الجارية بعيداً عن الاضواء استعداداً لانخراط القوى السياسية والكتل النيابية في الاستحقاق الرئاسي قولها إن “اشارة انطلاق العدّ العكسي لمرحلة الدخول في الاستحقاق ستبدأ فعلاً مع توجيه رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة الى الجلسة الانتخابية الاولى بعد عطلة الفصح والتي لم يستكمل بري بعد المشاورات في شأنها مع الكتل في انتظار ان يفرغ البرلمان من بتّ ملف سلسلة الرتب والرواتب”.

ولكن الواضح، في رأي هذه الاوساط، ان “توجيه الدعوة لن يعني حتماً أن أوان بلورة صورة الرئيس العتيد للجمهورية قد حان ونضج وخصوصاً ان ليس هناك اي عامل واقعي، داخلي او خارجي، حتى الآن يبعث على توقّع اتضاح آفاق الاستحقاق الرئاسي على رغم اقتراب المهلة الدستورية للانتخاب الرئاسي من استهلاك نصفها الاول في 25 نيسان”.

ولفتت الاوساط إلى “أهمية انطلاق المشاورات على محور فريق 14 اذار في الساعات الاخيرة والتي باشرها رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة باجتماعات مع الرئيس امين الجميل ونواب من فريق 14 اذار فيما زار مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري الزعيم الدرزي وليد جنبلاط”.

واشارت الاوساط الى ان “هذه الحركة انطلقت عشية اعلان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع اليوم برنامجه الذي يخوض على أساسه معركته الرئاسية. وبدا واضحاً ان كتلة “المستقبل” لم تتسرع في اتخاذ موقفها بعد من ترشيح جعجع او شخصية سواه من فريق 14 آذار وتركت الامر لمزيد من المشاورات قبل اتخاذ الموقف النهائي وخصوصاً انها ترى ان الوقت لا يزال متاحاً ولا داعي تالياً للاستعجال. ويبدو ان المشاورات الجارية تهدف الى حمل الافرقاء المسيحيين ضمن قوى 14 آذار على توحيد موقفهم من ترشيح جعجع اولاً ومن ثم التحسب للمراحل التالية اذا لم تؤد الجلسة او الجلسات الانتخابية الاولى لأيّ نتائج”.

وفي المقابل، لاحظت الاوساط نفسها ان “البرودة الظاهرية تغلب على فريق 8 آذار الذي لا يبدو في وارد إشاحة الأنظار المركزة حالياً على معسكر خصومه من منطلق السعي الى تحصيل مكاسب معنوية وسياسية يطمح فريق 8 آذار الى تحصيلها في حال برزت خلافات معلنة بين صفوف 14 آذار حول الترشيحات وظروف المعركة”.

وقالت الاوساط ان “مجمل هذه المعطيات باتت تعكس بما لا يقبل الجدل ان الاستحقاق الرئاسي يواجه ظروفاً شديدة التعقيد والغموض وان الحركة الداخلية المتواضعة حياله تترجم برودة واسعة خارجية مما لا يشجع على توقّع اتضاح اي أفق للاحتمالات التي تواكب الاستحقاق في موعده”.

وأدرجت هذه الاوساط مجمل الحركة الداخلية وما يساق عن تعويم أسماء مرشحين او فرض فيتوات على آخرين، في سياق ملء الفراغ لا اكثر ولا اقل. ولفتت الى ان هذه الاجواء تتسم بسلبيات كبيرة اذ من شأنها ان ترفع نسبة الفراغ المحتمل في الرئاسة الى حدود كبيرة ولو ان الامر لا يزال مبكراً لخوض هذا النوع من السيناريوات قبل انقشاع الرؤية اقليمياً وتلمّس امكانات تفاهم ايراني – سعودي يتيح إمرار «رئاسية» لبنان عل قاعدة «مواصفات» تشبه التي حكمت تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام.

السابق
الانكفاء المسيحي + التصادم الاسلامي = الفراغ
التالي
الداخلية السعودية تعلن ترحيل 500 ألف مخالف لقانون الإقامة