مؤشرات الاستحقاق الرئاسي غيـر ناضجة اقليمياً

القصر الجمهوري

مع عودة وفد “المستقبل” من الرياض ومباشرة الاتصالات مع مكونات 14 اذار بزيارة الرئيس السنيورة ومستشار الرئيس سعد الحريري نادر الحريري للرئيس امين الجميل ثم اجتماع السنيورة مع النواب المستقلين في 14 اذار والحريري مع النائب وليد جنبلاط، حيث تم وضعهم في حصيلة المحادثات في المملكة، تحركت مجددا المياه الراكدة في الملف الرئاسي. وفي حين يعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ظهر غد برنامجه الرئاسي تحت عنوان “الجمهورية القوية”، احيطت نتائج الزيارة “المستقبلية” للسعودية بتكتم شديد، وحرصت مختلف الاوساط في قوى 14 اذار على عدم الافصاح عن مضمونها، الا ان المعلومات القليلة المستقاة من مصادر عدة أفضت الى حصيلة اولية مفادها ان لا قرار من الرياض حتى الساعة في شأن الاستحقاق الرئاسي وان المرحلة الراهنة لتمرير الوقت لا اكثر على ان تتخللها حركة مشاورات مع المرشحين بدأت امس مع الرئيس امين الجميل لتشمل لاحقا جعجع والنائبين بطرس حرب وروبير غانم بهدف البحث في مدى امكانية الوصول الى توافق مسيحي على مرشح واحد لقوى 14 اذار. واشارت الى ان الاتجاه ينحو الى دعوة من يرغب بالترشح لتقديم نفسه على غرار ما فعل جعجع فيحسم المجلس النيابي الخيار.

وقالت مصادر سياسية متابعة ان امكانات ترشيح جنبلاط عضو كتلته النائب هنري حلو احد ركائزه الاساسية للرئاسة ليس بعيدا من الواقع لكون هذا الترشيح يعزز الموقع التفاوضي للزعيم الاشتراكي.

في المقابل، تبدو الحركة الرئاسية خافتة في مقلب فريق 8 اذار الذي ينتظر ان تبت قوى 14 اذار اسم مرشحها خصوصا انه لا يعاني زحمة مرشحين كما 14 اذار، باعتبار ان مرشحه التقليدي هو رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون الى جانب النائب سليمان فرنجية.

وسط هذه الاجواء، نقلت مصادر سياسية عن دبلوماسيين اجانب انهم غير قلقين من امكان عدم اجراء الاستحقاق قبل انقضاء المهلة الدستورية، على رغم دعوات دول الغرب المتكررة لاحترام الموعد، الا انها اكدت ان هؤلاء يعتبرون ان الفراغ لم يعد مخيفا ما دامت تشكلت حكومة اصيلة يمكن ان تدير شؤون البلاد في ما لو تعذر انتخاب الرئيس راهنا.

ولاحظت المصادر ان من شأن اعلان القادة السياسيين ترشحهم للرئاسة تعطيل اي تسوية تعبد طريق الوصول لمرشحين آخرين. وتبعا لذلك توقعت ان يُنتخب الرئيس العتيد في جلسة ثانية تعقد بعد اولى يتبين فيها العجز عن ايصال احد القادة المشار اليهم، ليفتح انذاك باب التسويات والتوافق. واعتبرت ان حظوظ وصول احد هؤلاء الكبار لا يمكن ان ترتفع الا من ضمن توافق خارجي يشكل الاتفاق السعودي – الايراني، مشيرة الى ان ظروف الاستحقاق الرئاسي لم تنضج حتى الساعة وربما حتى نهاية الجاري، معولة على نتائج الانتخابات العراقية لتظهير طبيعة المرحلة.

السابق
الراي: لا رغبة للحريري الآن بالعودة الى رئاسة الحكومة
التالي
المجلس يصوت على اقتراح احالة السلسلة للجنـة اختصاص