هذا ما قاله باتريك سيل قبل رحيله

رحل باتريك سيل، الا ان مؤلفات الكاتب البريطاني الشهير عن سوريا والشرق الاوسط ستترك بصماتها في تاريخ المنطقة الحديث. أكثر من 30 عاماً مرت على كتابه الشهير عن “أسد سوريا والصراع من أجل الشرق الأوسط”. لا النزاع توقف ولا النظام السوري تزحزح. والصحافي البريطاني الذي أثار مؤلفه آنذاك تساؤلات كثيرة حيال علاقته بعائلة الاسد التي طبعت تاريخ سوريا، كان ادلى بحديث طويل الى “النهار” خلال زيارته لبنان في ايلول 2009. حديث لخص فيه نظرته الى الصراعات العربية- الاسرائيلية والعربية-الايرانية محددا موقع لبنان فيها. وقبل اعوام من اندلاع شرارة “الربيع العربي”، رأى سيل ان “أمام العرب طريق طويلة للوحدة والديموقراطية والاستقلال”، هو الذي خبر الطريق الى المنطقة، بجدارة بين عمله مراسلاً لـ”رويترز” وصحيفة “الاوبزرفر”. وكان للبنان حصته، حيث أمضى فيه 5 أعوام مطلع الستينات درس خلالها اللغة العربية في “مركز الشرق الأوسط للدراسات العربية”، اللغة التي يفهمها كما يقول لكنه لا يزال ضعيفاً في تحدثها. والطريق الى المنطقة تكللت أيضاً بروابط عائلية، تمثلت في اقترانه برنا قباني، ابنة السفير السوري سابقاً الى الولايات المتحدة.

وكان سيل اعتبر في مقابلة مع “النهار” اجرتها الزميلة ريتا صفير ان “لبنان هو ساحة المعركة، حيث يقود جيرانه صراعاتهم” مناشدا اللبنانيين “ان يطوروا مفهوم المواطنية، فيتّحدوا، بدل ان يلعبوا لعبة المتخاصمين الاقليميين.” ورأى ان “الاعتداءات الاسرائيلية ادت الى بروز الطائفة الشيعية التي عانت الحرمان في الفترة الماضية، فشهدنا ظهورا للامام موسى الصدر، وحركة “امل” و”حزب الله” معتبرا ان “المسألة تكمن في طريقة احتواء هذه الطائفة ضمن العائلة اللبنانية. والتحول الديموغرافي الذي شهده البلد، يفرض تظهير مفهوم المواطنية اللبنانية.”
وفي الصراع العربي الاسرائيلي، اكد انه “تمت خسارة الزخم بسبب السياسة التي اتبعها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو (…) ملاحظا “ان الرئيس الاميركي (باراك اوباما) يتقدم بحذر شديد” ومبديا خشيته “من ان يفقد الحل المبني على اساس الدولتين زخمه. وقد يشكل ذلك كارثة للعرب واسرائيل والولايات المتحدة واوروبا والمنطقة. “وطالب “بفكفكة المستوطنات وليس تجميدها، وانسحاب اسرائيل الى ما وراء حدود الـ67 (…)” داعيا الى “انشاء صندوقين كبيرين، واحد هدفه تعويض المستوطنين الاسرائيليين لاخراجهم من الضفة الغربية وآخر يتولى تعويض اللاجئين الفلسطينيين، ويمكن ان يكونا بادارة صندوق النقد الدولي او غيره .” وناشد العرب ان ينظروا “الى حق العودة بواقعية كبيرة. فالعودة الكبيرة الى اسرائيل لن تتحقق، الا اذا هزمت اسرائيل في حرب. ويفترض ايجاد حل آخر للفلسطينيين، فيعاد توطينهم ويكون لهم دولة خاصة بهم وتخصّص اموال كبيرة لاعادة بناء الاقتصاد وحل مشكلة اللاجئين.” واكد الرئيس الاميركي “يدرك انه في استطاعة سوريا منع التسوية، وهو ادرك الحاجة الى تسوية عادلة مع سوريا ولبنان وفلسطين، وهذا اختراق كبير. كما ادرك ان عليه جلب ايران الى “المركب”. فقد تحولت طهران لاعبا اساسيا في المنطقة، شئنا ام ابينا. ولديها مصالح فيها وقوة نافذة في الخليج (…). ”

السابق
جريحان على طريق صور
التالي
الدول العربية التي طلبت معلومات عن مستخدمين