ريفي: طرابلس لن تشهد جولة عنف جديدة

    رعى وزير العدل اللواء اشرف ريفي مصالحة بين عائلتي الاسود والليزا في دارته في طرابلس، في حضور ومشاركة اولياء الدم من العائلتين، ووجهاء ومشايخ من باب التبانة، حيث تمت المصالحة والمسامحة والاتفاق على فتح صفحة جديدة.

وقال ريفي في مؤتمر صحافي عقب المصالحة: “سعينا بكل جهد و اخلاص مع اولياء الدم و فاعليات التبانة إلى إتمام هذه المصالحة الحساسة بسبب عدد الشهداء والجرحى، الذين سقطوا بين العائلتين، وقد تمت في منزلي بكل محبة وصدق واخلاص دون ان يتوقف اي من اولياء الدم عند اي مطلب معنوي، او مادي. وبذلك نكون قد اوقفنا حمام دم كبيرا في منطقة التبانة، وبمساهمة فعالة وجبارة من فاعليات التبانة، الذين ساهموا معنا في هذا الحدث، الذي ترك ارتياحا واسعا في الاوساط الشعبية في التبانة”.

اضاف ” كنا قد بدأنا منذ فترة وجيزة بمصالحة بين عائلتين كريمتين، هما شرف الدين وعثمان، وتمت هذه المصالحة وازلنا كل العوائق بين العائلتين، ونعمل على اجراء مصالحات جدية في كافة انحاء مدينة طرابلس لاراحة المدينة واهلها”.

وتابع “ان طرابلس سعيدة، وفرحة جدا بنجاح الخطة الأمنية فيها، وبدات بالإنتقال من الإجراءات الأمنية الى مرحلة تعويض المتضررين كافة، الذين أصيبت منازلهم في باب التبانة، وجبل محسن. وستباشر لجان التخمين والكشف التابعة للجيش خلال منتصف الأسبوع القادم في منطقتي التبانة، وجبل محسن بتحديد الخسائر وقيمتها، ثم الإنتقال فورا الى خطة النهوض الإقتصادية، التي ستوفر فرص عمل للشباب من باب التبانة، وجبل محسن، واحياء طرابلس الباقية، كي يعيش الناس بكرامة، ومن عرق جبينهم”.

وأردف “لقد عادت الدولة الى طرابلس، بعدالة ومساواة، وها هي المدينة تعيش فرحة كبرى من خلال مهرجان الفيحاء الرياضي، الذي أقامته مدرسة روضة الفيحاء التي نوجه الشكر الكبير لإدارتها ولمديرها العام مصطفى المرعبي. وقد شارك في المهرجان عشرات آلاف الطرابلسيين والشماليين، مما اظهر وجه طرابلس الحقيقي والحضاري الذي ساهم في ازالة غمامة من التشويش، والعمل المشبوه الذي كان قائما لتشويه صورة المدينة”.

ووجه الشكر “للرئيس سعد الحريري لمساهمته الكبيرة ومتابعة الدقيقة للخطة الامنية والانمائية، التي نفذت في طرابلس”، ولفت إلى أن الحريري “كان يتابع معنا لحظة بلحظة كل مجريات الامور، وما كان يحصل ميدانيا، و نحن نؤكد للرئيس الحريري بان مدينة طرابلس هي مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بخيارها السياسي، وتكن كل احترام ومحبة له، وتقدر دوره الوطني والانساني والدور الذي يلعبه في تقديم المساعدات للمدينة عبر تيار المستقبل، وبواسطة الصديق الدكتور مصطفى علوش”، داعيا كل الميسورين في طرابلس إلى “تقديم المساعدات لاهلنا في التبانة، وجبل محسن لكي ينهضوا من واقعهم الاجتماعي الصعب نحو مرحلة اجتماعية مقبولة”.

وأكد أن “لا جولة عنف جديدة بعد اليوم في طرابلس، وان الرئيس سعد الحريري يفكر جديا بتحويل شارع سوريا الى شارع نموذجي، وتحفة فنية يفاخر بها، على غرار ما فعل الرئيس الشهيد رفيق الحريري في بيروت، وان يصبح الصراع العسكري والقتال والحروب والقصف من الماضي”.

وشدد على “ان الخطة الأمنية مستمرة وأهل طرابلس والشمال، داعمون لها، ورغبتهم في الحياة، هي رغبة كل مواطن مسالم يريد الحياة الطبيعية. وقد اصبح أغلب المطلوبين خارج البلاد، وبناء لمعلومات مؤكدة أن رفعت عيد هو خارج البلاد، بعكس ما تحدثت بعض المعلومات”.

وعن سلسلة الرتب والرواتب قال: “هذا مطلب محق، ومن حق كل الموظفين والعاملين في الدولة اللبنانية أن يلقوا تحسنا في معيشتهم ورواتبهم، والعيش بكرامتهم، إنما على الحكومة ومجلس النواب أن يعملا توازنا بين الإرادات والنفقات، حتى لا نستلم بيد اليمنى، ونخسر باليسرى”.

وأشار إلى ان “يوم الثلاثاء ستعقد جلسة نيابية هيئة عامة لمجلس النواب لإقرار عملية التوازن، حتى يعترف الجميع بحق الموظفين بتحسين معيشتهم ورواتبهم. وانا اعود وأكرر أن هذا أمر محق، ويجب أن يحصل، إنما لا نعطي باليمين لنأخذ باليسار، ويجب أن تجد الدولة إيرادات تكفي لتأمين حاجة الموظفين، وحقهم”.

وعن جلسة إنتخاب رئيس للجمهورية قال: “نحن اليوم ليس لدينا أي عذر أن نعمل أي إستحقاق دستوري، إلا في وقته الطبيعي. نحن على أبواب أيام معدودة لإجراء الإستحقاق الإنتخابي لرئاسة الجمهورية، في وقته الطبيعي. نحن نمتاز في منطقة الشرق الأوسط كاملة، بأننا نحترم مواعيدنا الدستورية، نحترم تبادل السلطة، وأنا أدعو اللبنانيين ليس لدينا أي عذر أمني أو أي عذر يحول دون هذا إقامة الإستحقاق الدستوري، وأتأمل أن يكون في وقته الطبيعي، وليس متأخرا كما الدورة الماضية”.

وردا على سؤال، أجاب: “بمعنى الفراغ ليس هناك فراغ الدستور يلحظ من يملأ الفراغ، إنما أنا مع أن يجري الإستحقاق بوقته الطبيعي، وليس لدينا أي تبرير، أو عذر يغفر لنا التأخير فيها نهائيا، الحمد لله الامن إنتقل الى المرحلة الطبيعية، وبدأ في الشمال ونجح، وبدأ في البقاع وسينجح، وسيكون في بيروت، وليس هناك أي تبرير للبنانيين، أن لا يعملوا هذا الإستحقاق في وقته الطبيعي. هذا الإستحقاق هام جدا ويجب أن يجري في وقته الطبيعي”.

وعن موضوع التعويضات من الهيئة العليا للاغاثة، قال: “لقد اجتمعنا مع رئيس مجلس الوزراء، وكان القرار واضحا، أولا زيادة الحصص الغذائية الى ثلاثة آلاف لأهالي باب التبانة، وجبل محسن. أكيد نحن نتعامل بتساو مع الجميع، وقد وزعت ثلاثة آلاف حصة وهناك ثلاثة آلاف حصة إضافية. وكان هناك ممثلون عن قيادة الجيش، ووعدوا خلال أيام معدودة أن يرسلوا مندوبين موثوقين للتخمين الموضوعي، لتبدأ الهيئة العليا للاغاثة بعدها بدفع التعويضات المستحقة حسب القيمة الحقيقية، من دون غش، أو خطة أو واسطة أو أي شيء آخر”.

أضاف “الخطوة الثانية للتعويضات، هي خطوة النهوض الإقتصادي، وهنا أعد جميع الطرابلسيين بأن هناك كان توافق في مجلس الوزراء على أن تبدأ الدولة بإجراءات إقتصادية هامة جدا سواء في طرابلس والشمال، أو في البقاع الشمالي، المنطقتين المحرومتين. وأعتقدأن أي خطة أمنية لا يمكن أن تستمر طويلا إلا إذا ترافقت بخطة نهوض إقتصادي، والحكومة ومجلس الوزراء، وجميع المسؤولين واعون لهذا، وأتصور أنها ستكون مترجمة بإنعاش الإقتصاد سواء في شمال البقاع، أو في شمال لبنان”.

وردا على سؤال اخر، أجاب: “اؤكد لكل اللبنانيين والشماليين والطرابلسيين ان الخطوات العملية بشان تنفيذ مشاريع حيوية، وتفعيل البعض الاخر، هي واضحة وقيد البحث الجدي، للبدء بمباشرة العمل، وثمة مرافق مهمة انطلاقا من معرض رشيد كرامي الدولي، ومرفأ طرابلس والمنطقة الاقتصادية الخاصة، ومصفاة طرابلس، ومطار الرئيس الشهيد رينيه معوض، وسكة الحديد”.

وختم “نلاحظ ان لدينا مرافق كبرى، وبمجرد تحريكها، وتفعيلها ستتحرك الدورة الاقتصادية في طرابلس والشمال، وستخلق فرص عمل عديدة للشبان العاطلين عن العمل وستجلب الاسثمارات والمتمولين الى طرابلس والشمال”.

السابق
حفارات تهدد بهدم منزل على سكانه
التالي
الحروب الصغيرة والمصالح الكبيرة