جنبلاط: سوريا لم تعد رائدة الاستقرار بالشرق الأوسط

وليد جنبلاط

أشار رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط إلى أنه “بالأمس رحل عروبي بارز وكاتب موهوب وصحافي مرموق، وهو باتريك سيل”، لافتا إلى أن “سيل أمضى أول 14 عاماً من حياته في سوريا قبل أن يدرس في كليتي “باليول” و”سان أنطوني” في أكسفورد البريطانية حيث تخصص بتاريخ الشرق الأوسط”، قائلا: “لقد قابلته مرّات عديدة في بيروت، في ذاك الزمن الجميل، زمن الستينات، ولاحقاً حتى خلال مرحلة الحرب الأهليّة، كما إلتقينا وزوجتي في باريس في صيف 2011 في أوج الانتفاضة السوريّة السلمية، عندما تظاهرت الجماهير السورية للمطالبة بإسقاط بشار الأسد، وكان رد النظام إطلاق النار على الجموع غير المسلحة”، مضيفا: “تجادلنا طويلاً حول بشار الأسد، وكان باتريك الذي كتب سيرة ضخمة عن حياة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، يدافع عن النظام ملقياً المسؤولية على شقيقه والدائرة المحيطة به”، قائلا: “ظن لوهلة، كما ظننت مخطئاً، أن بشار بإستطاعته إجراء الإصلاحات”.
وفي موقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء” الصادرة عن “الحزب التقدمي الإشتراكي”، أشار جنبلاط إلى أن “سيل غادر إلى لندن، ولم نلتقِ بعد ذلك، للأسف، وفي سوريا، تحولت التطورات لتصبح أكثر فأكثر دمويّة ثم إندلعت الحرب الأهليّة”، مضيفا: “الآن، ومع التدمير المنهجي لسوريا من قبل النظام والمجموعات المسلحة المتعددة، ومع تحول سوريا لتكون أرض المعركة للقوى الدولية والاقليمية، أقول أن باتريك إرتاح بمغادرة الحياة، في هذه اللحظة، كي لا يكون شاهداً على محنة سوريا وإنتفاء دورها، وأحب باتريك سوريا كما أحبتتها أنا”.
وأضاف جنبلاط: “سأفتقد باتريك سيل كما سأفتقد سوريا التي عرفتها، سوريا التي لم تعد رائدة الاستقرار والتصدي في الشرق الأوسط، سوريا التي ستسقط في الفوضى”، قائلا: “مع رحيل باتريك سيل رحل جيل عروبي نادر بأكمله، فليرقد بسلام”.

السابق
عكاظ: حزب الله لا يمكنه ترك مقام السيدة زينب
التالي
السلسلة بين سناريو الاقرار المروتش والاعادة الى الحكومة