تجمع لبنان المدني: تحديات لبنان في زمن الأزمة السورية

نظم “تجمع لبنان المدني” ورشة عمل بعنوان “تحديات لبنان في زمن الأزمة السورية”، في منتجع “الويفز” في المنصورية.

وبعد كلمة افتتاحية لعضو المكتب التنفيذي في التجمع الدكتور حارث سليمان، كانت الجلسة الأولى التي أدارتها الدكتورة ليلى عازوري. واعتبر الدكتور وجيه كوثراني أن الميثاق ليس نصًا فقط، بل يرتبط بالتبدلات الاجتماعية والديموغرافية، منتقدًا القراءة الاستنسابية للدستور الذي اتسمت نصوصه بوجهين: أهلي أي طائفي، ومواطني فردي. ورفض الممارسة السياسية منذ نشأة لبنان التي أعلت من شأن الأهلي في شكل تعسفي للمحافظة على حقوق الطائفة دينياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً.
ولفت الدكتور أنطوان مسرة إلى أن وثيقة الطائف هي خلاصة ونتاج لبناني لبناني في كل عبارة وردت فيها، باستثناء واحدة خطها بيده الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وتناولت إعادة الانتشار السوري في لبنان تمهيداً للانسحاب من لبنان.
الجلسة الثانية أدارها الدكتور أنطوان حداد الذي لاحظ فقدان الدولة وظيفتها الأصلية بأن تمارس سيادتها على حدودها وداخل هذه الحدود، مضيفاً أن الأمر لم يقتصر على الاستيلاء على وظيفة الدولة الأساسية، بل تم تعطيل الحياة الديموقراطية عبر انتهاك فاضح لقواعد اللعبة السياسية الديموقراطية، وهو انتهاك لم يتفاقم إلى مستواه الحالي حتى في زمن الوصاية السورية.
وشدد النائب السابق الدكتور صلاح حنين على أن “تجاوزات حقبة الوصاية السورية استندت على محاولات مستمرة لتجريد لبنان من مقوماته ومناعته ومن عناصر قراره والسيطرة على مكامن إدارته ومفاصلها وقوته، عبر تعطيل النصوص الدستورية واستبدالها بمنطق القوة والقرار السلطوي”.
ودعا الدكتور محمد علي مقلد إلى “تغيير قواعد اللعبة من أجل ربيع لبناني يعالج مسألة الاستبداد المقنع فيه: الشعب لا يريد تغيير النظام، الشعب يريد استبدال رجال السياسة المحاصصين برجال دولة، الشعب يريد تطبيق القانون واحترام الدستور”.
الجلسة الثالثة أدارها المفكر كريم مروة مطالبًا بـ”إبعاد لبنان عن الانقسامات التي جعلته رهينة التدخل الخارجي بقرار من القوى اللبنانية”.
وتطرق النائب السابق سمير فرنجية إلى حجم المأساة والكارثة التي حلت في سوريا، إذ بلغت كلفتها البشرية أكثر من 300 ألف قتيل، والإنسانية أكثر من 6 ملايين لاجئ، والاقتصادية إذ يحتاج الاقتصاد السوري إلى 30 سنة لإعادة بنائه.
ونبّه المؤرخ والباحث فواز طرابلسي إلى ضرورة عدم إثارة فزاعة التوطين في ظل تنامي الهواجس من حرب أهلية سورية طويلة.
وتناول الصحافي علي الأمين في مداخلته الانعكاسات المباشرة للأزمة السورية على لبنان.

السابق
عن وقاحة البنوك اللبنانية.. حيتان المال والضرائب
التالي
فرع المعلومات اوقف الفلسطيني خ.د. لإقدامه على التهجم على رجال الأمن