يا منتهِك منزل علي الأمين..من يحمي منزلَكَ غدا؟

انتهاك بيت

يُمهِل ولا يُهمِل. والدهر يومان، يوم لك ويومٌ عليك. فإن كان عليك فاصبر. وإن كان لك فلا تبطر. فكلاهما سينحسر. وما طار طيرٌ وارتفع إلا كما طار وقع. والدنيا دولاب. والآيات الكريمة والأقوال الشريفة والأمثال الصادقة لا تنتهي.

ربما يكون اقتحام منزل الأمين بدافع السرقة. أو ربما بدافع مجهول ليس سياسيا. لكنّه بأيّة حال ينكأ جراح المختلفين مع قوى الأمر الواقع في الجنوب، لأنّ “صوقتهم حمراء”.

ونذكّر: بالأمس في جبل عامل كان الأسعديون حاكمون. نكّلوا ببعض الناس. حاولوا قتل جدّي محمد جواد أكثر من مرّة. ثم راحوا واندثروا. وجاء “البعث” فتشاوف أبناؤه على أهل الجنوب. ثم راحوا. وجاء الفلسطينيون من أحزاب وتنظيمات، ثم خرج أبو عمّار من الجنوب ولم يَعُد. ثم جاء الشيوعيون وكانوا الأقوى. وأرسلوا الآلاف إلى الاتحاد السوفياتي. ثم راحوا. وجاء جيش أنطوان لحد. ثم دحره المقاومون.

يمكن القول إنّ أيّا من الذين سبقوا قوى الامر الواقع اليوم لم يدخلوا غرف نوم أخوتهم وجيرانهم وأولاد عمومتهم. لم يسبق أن دخل شيوعيّ غرفة نوم أمليّ. ولا دخل بعثيّ غرفة نوم متحالف مع “فتح”.

ما فعله عناصر مجهولون في شقرا أمس الأوّل، من دخول منزل رئيس تحرير “جنوبية” الزميل علي الأمين لهو جديد. كان مسبوقا باعتداء سافر بالضرب على احد الاكاديميين المعروفين وامام الملأ من قبل عنصر حزبي، من دون ان تتم اي مساءلة او استنكار من قبل من يعنيهم الامر، هذا وغيره من الاعتداءات المعلومة والمكتومة في آن، ينذر بتغيير كامل في قواعد اللعبة في جبل عامل. تلك المنطقة التي تضمّ محازبين لكلّ التيارات السياسية في لبنان، بل والعالم أيضا. من يمين ويسار ووسط وما بينها من جهات وأبواب وشبابيك.

الدخول إلى منزل الزميل علي الأمين، وهو للمناسبة يقع في الطبقة الاولى اذ يعلوه منزل والده العلامة السيّد محمد حسن الأمين في الطبقة الثانية، أمر خطير جدا. وهو أكثر خطرا على من قاموا به، ممن تعرّضوا له. لأنّ العرف يقول بحريّة الانتماء السياسي، رغم التضييق. ورغم أنّ القوة الحاكمة في الجنوب تضايق المختلفين معه باساليب شتى، إلا أنّ دخول البيوت وكسر أبوابها وبعثرة محتوياتها وانتهاك حرمات غرف نومها، لم يسبق أن حصل بهذه الطريقة،

السابق
تقدم للحر في حلب و«المخابرات الجوية» على وشك السقوط
التالي
13 نيسان: تنذكر ما تنعاد؟ ها هي تنعاد