ورشة عمل لـ’تجمع لبنان المدني’: لربيع لبناني يعيد انتاج طبقة سياسية تلتزم إطار الدولة

تجمع لبنان المدني

نظم “تجمع لبنان المدني” ورشة عمل تحت عنوان “تحديات لبنان في زمن الازمة السورية”، عند العاشرة من صباح امس في منتجع الويفز في المنصورية. وناقشت الورشة التي قسمت الى ثلاثة ندوات تداعيات تدخل حزب الله في سورية على الداخل اللبناني وانعكاساتها على ميثاق العيش المشترك وتناقضها مع مفهوم الدولة ومؤسساتها في ظل الحديث عن جدوى استمرارية العمل باتفاق الطائف الذي لم يطبق ولم تراع احكامه ونفد منه ساسة لبنان خلال الوصاية السورية وبعدها للاجهاز على الدولة ومؤسساتها وبنيانها كاطار جامع للبنانيين.

الكلمة الافتتاحية كانت لعضو المكتب التنفيذي في التجمع الدكتور حارث سليمان الذي طرح الاشكالية التي ناقشتها الجلسات الثلاث معتبرا ان العامل المشترك الحاضر الدائم في كل عناوين الاستعصاء اللبناني القائم ، من الخروج عن قواعد العيش المشترك، الى تعطيل وظائف ومؤسسات الدولة، الى الانخراط الدائم في الاشتباك الاقليمي وفي تسعيرالتشنج المذهبي، وصولا الى اطالة أمد الأزمة السورية وزيادة الخسائر المترتبة عليها سوريا ولبنانيا. هي ظاهرة  حزب الله الفريدة ، سواء ببعدها الداخلي او ببعدها الاقليمي من حيث طبيعة ودرجة العلاقة العضوية التي تربطه بالجمهورية الاسلامية الايرانية.

 ونبه من خطورة تماهي الاطراف السياسية اللبنانية مع رعاتهم الاقليميين والدوليين متسائلا من أين ينتظر اللبنانيون ساعة قيام دولتهم؟ من الحدث السوري وحتمية التغيير هناك، أم من الحدث الايراني الخليجي والتفاهم الدولي مع سياسة ايرانية جديدة؟ أم يحق لهم ان يحلموا بمعجزة تتم بمبادرات داخلية يبادر حزب الله لها وتتجاوب الاطراف الاخرى معها

 .قسمت الورشة الى ثلاثة جلسات الاولى ادارتها الدكتورة ليلى عازوري وحاضر فيها الدكتوران انطوان مسرة ووجيه كوثراني وجاءت تحت عنوان  “الميثاقية اللبنانية بين الامس واليوم”.

كوثراني

 واعتبر كوثراني ان الميثاق ليس نصا فقط بل هويرتبط بالتبدلات الاجتماعية والديموغرافية منتقدا القراءة الاستنسابية للدستور الذي اتسمت نصوصه بوجهين واحد اهلي اي طائفي واخر مواطني فردي ورفض  الممارسة السياسية منذ نشأة لبنان التي  اعلت من شأن الاهلي بشكل تعسفي للمحافظة  على حقوق الطائفة دينياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً و اهملت متجاهلة حماية حقوق المواطن

مسرة

 وفي مداخلته شدد مسرة على ان وثيقة الطائف هي خلاصة ونتاج لبناني لبناني في كل عبارة وردت فيها باستثناء واحدة خطها بيده الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد وتناولت اعادة الانتشار السوري في لبنان تمهيداً للانسحاب السوري من لبنان.

الجلسة الثانية: عنوانها الحياة السياسية والمؤسسات الدستورية والادارة العامة، بحثت أصول اعادة بناء الدولة، وشروط عمل مؤسساتها والطريق المؤدي لاحياء الحياة السياسية الديموقراطية والالتزام بأصولها، ادارها الدكتور انطوان حداد وحاضر فيها النائب السابق الدكتور صلاح حنين والدكتور محمد علي مقلد.

حداد

لاحظ حداد فقدان الدولة لوظيفتها الاصلية بان تمارس سيادتها على حدودها وداخل هذه الحدود، مضيفا ان الامر لم يقتصر على الاستيلاء على وظيفة الدولة الاساسية بل  تم تعطيل الحياة الديموقراطية  عبر انتهاك فاضح لقواعد اللعبة السياسية الديموقراطية، وهو انتهاك لم يتفاقم الى مستواه الحالي حتى في  زمن الوصاية السورية

حنين

 وشدد حنين في مداخلته التي حملت تأثير الهيمنة السورية على الوضع اللبناني على ان “تجاوزات حقبة الوصاية السورية استندت على محاولات مستمرة لتجريد لبنان من مقوماته ومن مناعته ومن عناصر قراره والسيطرة على مكامن ومفاصل ادارته وقوته عبر تعطيل النصوص الدستورية واستبدالها بمنطق القوة والقرار السلطوي”.

ربيع لبناني

 في مداخلته دعا مقلد “إلى تغيير قواعد اللعبة من أجل ربيع لبناني يعالج مسألة الاستبداد المقنع فيه  : الشعب لا يريد تغيير النظام ، الشعب يريد استبدال رجال السياسة المحاصصين برجال دولة ، الشعب يريد تطبيق القانون واحترام الدستور”.

الجلسة الثالثة التي خصصت لفهم التداخل بين عوامل الانقسام اللبناني والصراع الاقليمي و ضمور حيز استقلالية القوى المحلية وتنامي تبعيتها واندماجها برعاتها الاقليميين ومعالجة التداعيات الخطيرة للأزمة السورية على المجتمع والكيان والاقتصاد في لبنان

ادارها المفكر كريم مروة وشارك فيها النائب السابق سمير فرنجية والمؤرخ والباحث فواز طرابلسي والصحافي علي الامين.  وطالب مروة بـ”إبعاد لبنان عن الانقسامات التي جعلت لبنان رهينة التدخل الخارجي بقرار من القوى اللبنانية”.

فرنجية

وتطرق فرنجية الى حجم المأساة والكارثة التي حلت في سورية حيث بلغت كلفتها البشرية اكثر من 300 الف قتيل ، والانسانية اكثر من 6 ملايين نازح والاقتصادية اذ يحتاج الاقتصاد السوري 30 عاما لاعادة بنائه.

وحذر فرنجية من خطورة مشاركة حزب الله وايران في الجريمة ضد الانسانية في سورية والتي ساهمت في تأجيج الانقسام السني – الشيعي”.

طرابلسي

ونبه طرابلسي الى ضرورة عدم اثارة فزاعة التوطين في ظل تنامي الهواجس من حرب اهلية سورية طويلة. واعتبر طرابلسي ان الشرعية التي اكتسبها حزب الله جراء مقاومته لاسرائيل وطردها افتقدها بتدخله في سورية.

الامين

وتناول الامين في مداخلته الانعكاسات المباشرة للازمة السورية على لبنان والطائفة الشيعية حيث حول حزب الله القرى الشيعية الى محطات لاستقبال الجثامين العائدة من سورية اذ لم يغير واقع التخلص من الاحتلال الاسرائيلي شيئا على اهل الجنوب.

يذكر ان محاور الورشة ونقاشاتها كافة والتي حضرها نواب سابقون ومحامون وناشطون في المجتمع المدني، ستنشر في كتيب يصدر عن التجمع خلال اسبوعين.

السابق
13 نيسان: تنذكر ما تنعاد؟ ها هي تنعاد
التالي
مقتل عنصر من حزب الله على يد ضابط سوري من الحرس الجمهوري