مٍن البقاع إلى المرفأ: مَن يحمي الكابتاغون؟

الكبتاغون

في موازاة الخطة الأمنية التي قطعت شوطاً مهمّاً حتى الآن، حقّقت قوى الأمن الداخلي، لا سيما مكتب مكافحة المخدرات المركزي وشعبة المعلومات، إنجازاً أمنياً نوعياً تمثّل بضبط أكبر عملية تهريب مخدرات (حبوب كابتاغون)، كشف النقاب عنها المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، وتضمّنت وقائع تثير الشكوك وتطرح علامات استفهام حول مَن يقف وراء هذه العملية، ومَن هي الجهة المتواطئة مع الفاعل داخل مرفأ بيروت.

وفي معلومات كشفتها مصادر أمنية لـ»المستقبل» أنّه «جرى توقيف أربعة أشخاص على علاقة بالعملية وهم: «خ.ع«، المسؤول عن تحميل البضاعة في مستودع في منطقة المرج في البقاع، وهو ابن خال شخص سوري يدعى محمد أبو التوت الذي تمكّن من الفرار من لبنان قبل أربعة أيام من ضبط العملية والذي كان كلّف «خ.ع» بشحن الذرة من المستودع.

وتفيد المعلومات أنّ أبو التوت (25 سنة) ربّما يكون واجهة لتاجر أكبر لكنه هو الذي أدار العملية في لبنان.

أمّا الموقوف الثاني فهو «أ.م» وهو مخلّص جمركي لديه مكتب في المصنع، عمل مع هذه العصابة منذ الصيف الماضي، وشارك في تهريب أكثر من صفقة.

الموقوف الثالث «أ.س» هو مَن حرّر البيان الجمركي لصالح شركة «طريق النجاح» في دبي المرسَل إليها شحنة الكابتاغون الموضّبة في مستوعبين كبيرين، بينما ترك مستوعبان آخران فارغين للتمويه.

أمّا الموقوف الرابع فهي زوجة «ح.هـ» صاحب مؤسسة «هـ.غروب» وهي مَن نظّمت «مانيفست» الشحنة باسم الشركة.

وتكشف المصادر أنّ مكتب مكافحة المخدرات، الذي لا وجود لعناصره على أي من المعابر البرّية والبحرية والجوّية، تمكّن من الحصول على معلومات حول دور «أ.م» في هذه العملية. وقد جرى التواصل معه بصورة مموّهة، حيث تجاوب وساعد بإفشاء المعلومات بهدف إبعاد الشبهات عنه، ومن خلال هذا الشخص جرى استدراج السوري أبو التوت الذي زعم أنّه موجود في الأردن بداعي الزواج، وتمّ التمكّن من معرفة مكان البضاعة في المستوعب الذي يبلغ طوله 40 قدماً، حيث تبيّنت صحة معلوماته، وأفاد بمعطيات دقيقة عن أنّ حبوب الكابتاغون موجودة في أكياس الجنفيص من منتصف المستوعب حتى آخره.

وتضيف المعلومات أنّ «بعض أفراد هذه الشبكة استأجروا مستودعاً في بلدة المرج البقاعية مع شقة تقع فوقه حيث كانوا يرتادونها لدى توضيب البضاعة في المستودع، إذ كانوا يشترون الذرة (للعلف) من تجّار بقاعيين وينقلونها إلى المستودع ليوضّبوا بداخلها حبوب الكابتاغون داخل أكياس من الجنفيص، علماً أنّ هذه الشبكة حوّلت ماكينات خاصة بصنع الشوكولا والسكاكر إلى آلات لتصنيع الكابتاغون بعد تغيير بعض القطع العائدة لها.

ولا تستبعد المصادر أن «تكون بعض كميات الكابتاغون مهرّبة من سوريا إلى لبنان بدليل إدارة هذه الشبكة من شخص سوري يستسهل التنقّل عبر المعابر الرسمية ما بين سوريا ولبنان.

وتكشف المعلومات أنّ «عملية ضبط هذه الكمية تمّت في العاشر من الشهر الحالي، مع توجّه مجموعة من مكتب مكافحة المخدرات إلى مدخل مرفأ بيروت، حيث من هناك جرى إبلاغ السلطات المختصّة داخل المرفأ ببدء العملية. ثم جرى ضبط الكمية بشكل مباغت في المستوعبين قبل نقلها إلى السفن، بالإضافة إلى شاحنة كانت محمّلة بهذه البضاعة وكانت لا تزال مركونة خارج المرفأ.

وفي مؤتمر صحافي عقده في ثكنة الشهيد يوسف حبيش في الحمراء، كشف المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء بصبوص «ضبط أكبر عملية تهريب للحبوب المخدّرة (الكابتاغون) في لبنان، مخبأة داخل ثلاثة مستوعبات لحبوب الذرة في مرفأ بيروت، وهي معدّة وجاهزة للتصدير إلى احدى الدول الخليجية». وأوضح بصبوص أنّ «البضاعة تحوي 15 مليون حبّة كابتاغون معدّة للتصدير إلى دبي»

السابق
وزير الداخلية الأوكراني: سقوط ضحايا في اشتباكات «سلافيانسك»
التالي
رحمة: ليعود الحريري الى السراي وعون الى الرئاسة