فتفت: جعجع لم يحرجنا بترشيحه واذا كان يوم الانتخابات المرشح الوحيد فانا سأنتخبه

احمد فتفت

أكد عضو “كتلة المستقبل” النائب احمد فتفت أن “الوفاق الوطني هو المطلوب، وكل ما يحصل اليوم تسويات مرحلية لا تستمر. والوفاق لا يحصل بين الاطراف اذا لم يكن لديها حد ادنى من المشروع المشترك الذي يجب أن يكون الدولة اللبنانية”.

وقال فتفت، في حديث الى إذاعة “الشرق”: “لقد انقذنا مدينة طرابلس تكتيكيا لكن استراتيجيا “حزب الله” لا يزال في موقعه، لذلك ستبقى معركتنا ضد السلاح وليس ضد الحزب، فمعركتنا هي من أجل بناء الدولة اللبنانية”.

من جهة أخرى، أوضح فتفت “أن هذا التحرك العمالي الذي نراه اليوم هو نتيجة تراكمات من المرحلة السابقة. فقد كنا نعيش ازمة سياسية منذ انقلاب القمصان السود أضيف إليها ازمة اقتصادية. رافق هذه المرحلة كلام تصعيدي من قبل بعض الافرقاء”.

وتابع: “عندما طالب الاساتذة الرئيس نجيب ميقاتي بغلاء المعيشة قال لهم إنه سيقدم لهم “السلسلة”. وفي وقت من الاوقات اقتربت النار السورية وكاد ان يشتعل البلد. نتيجة كل هذا التراكم بات للناس حقوق ناتجة عن ارتفاع غلاء المعيشة، انهيار النمو، رؤية شعبوية بالشعارات وخطيئة مميتة للمجلس النيابي عندما قرر رفع معاشات القضاة والاساتذة 100%، آنذاك نبه الرئيس فؤاد السنيورة وزير المال ورئيس الحكومة وقال لهم انهم يأخذون البلد للخراب. هذه الاسباب عبأت الشارع وعندما اصبح هناك حكومة ومجلس نيابي من الطبيعي أن يكون هناك ردات فعل”.

ولفت الى أن “الهيئة العامة بالجلستين التشريعيتين الأخيرتين اتخذت قرارات تكلف الدولة اللبنانية فوق الـ500 مليار من دون قانون الايجارات. وهناك قوى سياسية لها مصلحة أن ترسل رسائل ضغط في الشارع وتتلقفها في مكان آخر لتقول إنها حققت مكاسب”. وقال: “لا يجب أن نتخذ قرارا بالسلطة التشريعية من دون الاخذ في الاعتبار المسؤولية الوطنية المالية والاقتصادية”.

وعن قانون التعرض للاطفال، أكد فتفت أن هذا القانون “تطور كثيرا واليوم أي ضرب يمارسه استاذ مدرسة على تلميذ أصبح ممنوعا. أما في ما خص ضرب الاهل للاولاد لا يزال يعتبره البعض جزءا من أعرافنا الاجتماعية وهذا مؤسف جدا، إذ أن التربية لا تحصل بالضرب. وفي موضوع العنف ضد النساء الجمعيات النسائية ظلمت المجلس فما حصل متقدم جدا، يريدون خطوات اكثر هذا حقهم”.

وعن الخلاف بين الرئيس نبيه بري والمصارف، وجه فتفت “تحية لرئيس جمعية المصارف فرونسوا باسيل لأنه كان لديه الجرأة لإعادة الامور الى نصابها، هذا جزء من اللعبة الشعبوية واحيانا ندخل في مزايدات وتهديدات. التهديد بالدعاوى لا معنى له، والمصارف ليست مخالفة هي كغيرها تقول إنها غير راضية بهذا القانون”.

كما ذكر بأن “المصارف مؤسسات توظف 22000 لبناني وتؤمن للدولة مبالغ ضخمة لتستمر. وهناك التقاء مصالح. نحن في ازمة اقتصادية ومالية نبحث عن حلول وهذه الحلول بحاجة لقوانين ضرائبية جديدة”، مشيرا الى أن “المصارف تربح ويجب أن تدفع ضريبة. حتى الآن لم يقل أحد أن المصارف خارج القانون، ولكن القانون يتغير ويزيد العبء على المصارف، لكن لا مصلحة لأحد بضرب هذا القطاع معنويا”.

وعن موضوع الدفاع المدني، لفت فتفت الى أن “الدفاع المدني مؤسسة لديها موظفون ولديها عدد كبير من المتطوعين، لكن ثقافة التطوع في لبنان غير موجودة. اليوم الدفاع المدني بحاجة لموظفين ما يقال إنه يحق للاجراء والمتعاقدين والمتطوعين بالتقدم لمباراة في مجلس الخدمة المدنية للمراكز الشاغرة في الدفاع المدني وليس الموضوع أن يُثبّت كل متطوع أو أجير في موقعه. لدينا حلم بدولة ولكن كيف يكون هناك دولة في ظل وجود أطراف سياسية وأمنية وعسكرية خارج إطار الدولة”.

وتابع: “لاعادة بناء الدولة يجب أن يكون لدينا مشروع استراتيجي موحد لكل اللبنانيين، هذا المشروع غير موجود، هناك خلاف استراتيجي كبير بين فريقين بالسياسة، فريق يريد دولة والآخر يعتبر أن خطه الاستراتيجي يمتد من بيروت الى طهران”. وتوقع أن “تكون جلسة الهيئة العامة الاثنين أو الثلاثاء فالرئيس بري على عجل. واعتقد اننا سنذهب نحو اقرار السلسلة، فالعمل التحضيري الذي حصل في اللجان المشتركة مهم جدا”.

وأردف فتفت: “وقف الهدر اساسي، لكنه ينطبق على الخيارات الاستراتيجية في هذه الدولة. واليوم هناك مشاريع اصلاحية والبنود الاصلاحية يجب أن تكون جزءا اساسيا من السلسلة، وبالتأكيد سنكون مضطرين لطرح ضرائب جديدة”. ورأى أن “النزوح السوري ليس قنبلة موقوتة بل قنبلة انفجرت بسبب الغباء المحكم من الحكومة السابقة وبعض وزرائها الذين رفضوا مخيمات النزوح على الحدود”.

وعن الاستحقاق الرئاسي قال فتفت: “انا مقتنع أنه في 26 ايار المقبل، سيكون لدينا رئيس جمهورية جديد. فمن اللحظة التي حصل فيها تفاهم اميركي – ايراني في المنطقة اصبحت الامور تتجه نحو الايجابية”.

ووجه فتفت “تحية للذهب اللبناني أي (الدستور) عند الرئيس ميشال سليمان الذي انقذ أمورا كثيرة برفضه للتمديد. واذا حصل انتخاب رئيس في 25 ايار هذا يعني انتخاب مجلس نيابي في تشرين. واذا لم يحصل الانتخاب يصبح لدينا حكومة تستلم مهام رئاسة الجمهورية وهي حكومة كاملة الصلاحية ليست حكومة تصريف اعمال، ولكن بذلك يصبح من الاصعب إجراء قانون انتخابات جديد والذهاب الى انتخابات نيابية، وآنذاك اما سنذهب للفراغ الكبير وتستلم الحكومة كل شيء أو سنذهب لتمديد جديد للمجلس النيابي ما يعني نهاية الحياة الديمقراطية اللبنانية”.

واعتبر فتفت أن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “قدم بترشيحه خدمة للديمقراطية اللبنانية”. وشدد على أن “جعجع لم يحرجنا بترشيحه كنا نتوقع هذا الترشيح والاتصالات كانت جارية. انما تيار المستقبل يهتم جدا بـ14 آذار ووحدتها وتجري مساع لإخراج جيد ضمن 14 آذار. كما سيكون هناك اجتماع قريب لكتلة تيار المستقبل للبحث في هذه الامور وقد لا تجتمع 14 آذار بل تتشاور مع بعضها. واذا كان يوم الانتخابات المرشح الوحيد هو جعجع فانا سأنتخبه”.

وتابع: “الامين العام لحزب الله حسن نصر الله تحدث عن رئيس “صنع في لبنان” كنت اتمنى لو يستطيع نصر الله القول إن قراره “صنع في لبنان”. اذا كان مقتنعا بهذا الشعار، عليه أن يقتنع معنا بشعار “لبنان اولا” ولنتفق على كل شيء”. أضاف: “لا نعلم من هو مرشح نصر الله وحسب الاشارات هناك اكثر من مرشح، وقرأت أن مرشحه المفضل هو قائد الجيش وأنه يلتزم ايضا بالعماد ميشال عون”.

وجزم أن “محور الممانعة لم ينتصر في سوريا، من انتصر هو الدمار والفوضى العارمة. والمنتصر الوحيد هي اسرائيل اذ سحبنا السلاح الكيماوي والنووي ودمرنا الدولة السورية والجيش السوري، بالتالي ما قام به حزب الله في سوريا هو خدمة لاسرائيل على المدى الاستراتيجي”. وأوضح أن طهران تحمل الورقة السورية واللبنانية لتساوم بها الاميركيين مقابل الملف النووي والاميركيون يهمهم أمن اسرائيل وامنه بالكيماوي والنووي”.

وختم فتفت: “ان مرشحي 14 آذار قد يكونون سمير جعجع، امين الجميل، بطرس حرب وروبير غانم، رغم أنه اعتبر نفسه حياديا، واضيف اليهم جهاد ازعور الذي اعتبره مناضلا في 14 آذار”. ورأى أن “هناك اتفاقا دوليا على ألا تمتد النار السورية الى لبنان وأن يبقى حد ادنى من الاستقرار”.

السابق
بري يدعو لجلسة تشريعية الثلاثاء لدرس سلسلة الرواتب واقرارها
التالي
إطلاق النار على قريب مسؤول أمني رفيع بالضاحية