رسالة تهديد ثانية الى الصحافي المعارض لحزب الله علي الأمين: بعد «تحسس رأسك» اقتحام منزله في الجنوب وتخريبه

علي الأمين

الرسالة التي كانت بالأمس القريب تعبر مقالة تدعوه وأمثاله من الشيعة المعارضين لحزب الله، الى ” تحسس رقابهم”، تطورت الى عملية تخريبية لمنزل الصحافي علي الأمين، في بلدة شقرا الجنوبية.

“المسألة لا تحتاج الى إتهام. المكتوب يقرأ من عنوانه”، هكذا علّق المعتدى عليه، على ما حصل في منزله. المقتحمون لم يسرقوا شيئا مما غلا ثمنه وقلّ حمله. لم يتركوا زاوية تسلم من عبثهم، حتى غرفة النوم، التي سبق وذكرها كاتب مقال ” تحسس الرؤوس”، إذ دعا الى قتل ” العملاء” في أسرّتهم.
وعلي الأمين، في مهنة المتاعب، معروف جدا. معروف بانتمائه الى تيار فكري يناهض “حزب الله” الخصومة، ويعتبر سلوكياته، ولا سيما تلك التي بدأت في 7 أيار 2008، خطرا على لبنان عموما وعلى الشيعة خصوصا.

والإعتداء على الأمين، جرى التمهيد له سابقا. اتّهم بأنه عميل للسفارة الأميريكة. ثم اتّهم، في ظل أجواء تحريضية عليه ، بسبب كتاباته، بأنه مسؤول عن إعادة نشر مقطع سابق من برنامج ساخر، وفسر بأنه هجوم من ” العوني” شربل خليل على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في ظل التقارب العوني مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري. تبرّّأ شربل خليل من ذلك كليا. إعتبر أن هناك من نبش مقطعا قديما وأخرجه من سياقه، وهدد، هو أيضا، بملاحقة من يستغله. تبرؤ شربل خليل جاء على وقع تهديد تلقاه مع علي الأمين ناشر هذا المقطع على موقع الجنوبية الذي يرأس تحريره. لم ينم التهديد. قبل أن يجف حبره، جرت ترجمته، باقتحام منزله وتكسير محتوياته.
سبق وتعرف جنوبيون معارضون لحزب الله على هذا الأسلوب. مروى عليق من النماذج.

وبحسب الأمين فإنّ المعتدين لم يسرقوا شيئا، رغم أنّ المنزل فيه ما يخفّ وزنه ويثقل ثمنه. لكنّهم حطّموا بعض المحتويات وبعثروا المنزل كلّه، حتّى غرفة نومه دخلها المعتدون وبعثروها.”
الأمين” لم يتّهم أحدا وترك كشف حقيقة ما جرى للقوى الأمنية. لكنّ المسألة لا تحتاج إلى اتهام. والمكتوب يُقرأ من عنوانه، هكذا قال.
وسبق أن هوجم الأمين من قبل قريبه رئيس تحرير جريدة الأخبار ابراهيم الأمين الذي توعده أن يتحسس رقبته، من دون أن يسميه، معتبراً اياه من “شيعة السفارة الأميركية”.

واستنكرت جمعية “إعلاميون ضد العنف” الاعتداء على منزل الصحافي علي الأمين في بلدة شقرا في الجنوب، ودانت الإرهاب الذي يمارس على أصحاب الأقلام الحرة والجريئة، ودعت السلطات الأمنية والقضائية إلى ملاحقة الفاعلين وتوقيفهم، واعتبرت أن المعتدين ينتمون الى بيئة حاضنة ترفض الاختلاف بالرأي وتستخدم مختلف وسائل الترهيب والعنف لإسكات الأصوات الحرة. وحمّلت الجمعية قوى الأمر الواقع الموجودة في تلك المنطقة مسؤولية ما حصل، لأن الأمين يجاهر بأفكاره الرافضة لكل مشاريع الدويلات، ويؤكد في كتاباته واطلالاته على مرجعية الدولة اللبنانية وحدها.

ودعت الجمعية إلى أوسع حملة تضامن مع الزميل الأمين في رسالة واضحة إلى المعتدين بأن هذا الاعتداء وغيره لن يرهب أصحاب الرأي والفكر.

السابق
سوريا: حالات من التسمم والاختناق في كفزريتا والمعارضة والنظام يتبادلان الإتهامات
التالي
علماء يؤكدون صحّة بردية «زوجة المسيح»