يسار AUB في 2014: السنديانة الحمراء ترث جبل عامل

تظاهرة طلابية
في العام 2014 وخلال مرور لبنان بأسوأ جيل من المناضلين، ثمة شباب ما زالوا يؤمنون بالتغيير والتطوّر اليساري. وما زال هناك شباب في الجامعة الأميركية يعتصمون ضدّ رفع أقساط جامعتهم، وما زالت النوادي العلمانية في الجامعات الأخرى، مثل الجامعة اليسوعية واللبنانية الأميركية والجامعة اللبنانية، تتحرّك من أجل توعية الشباب حول قضايا مطلبية واجتماعية.

“لست مهزوما ما دمت تقاوم”. هو القول الأشهر لمهدي عامل (حسن حمدان)، ابن بلدة حاروف الجنوبية قضاء النبطية، الذي كان منظّر الحزب الشيوعي اللبناني، والعضو البارز  في اتحاد الكتّاب اللبنانيين والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي، ورابطة الأساتذة المتفرّغين في الجامعة اللبنانية، وعضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي عام 1987. وهو عُرف بماركسيته العريقة وإيمانه بالانتفاضة الاجتماعية ضدّ الرأسمالية والحكم اليميني الديكتاتوري، قبل اغتياله في 18 أيّار عام 1987.

بعد 27 سنة، نظّم “نادي السنديانة الحمراء” بالجامعة الأميركية يوم الأربعاء 9 نيسان 2014 ندوة في الجامعة الأميركية ضمن سلسلة محاضرات عن “الأبعاد الفكرية لمهدي عامل والماركسية العالمية وتأثيرها اللبناني”.
داخل قاعة عصام فارس للمحاضرات، عند الساعة الخامسة من بعد ظهر ذلك اليوم أطلّ الماركسي الهندي فيجاي رشيد ليتحدّث عن مهدي عامل والماركسية. وهو أيضاً محاضر وأستاذ في الجامعة الأميركية ببيروت!

شادي رشيد، أحد أعضاء “نادي السنديانة الحمراء” قال لـ”جنوبية” إنّ “النادي تأسّس رسمياً منذ شهرٍ ونصف الشهر فقط، وهو يذكّرنا بنادي جبل عامل اليساري، الماركسي الذي كان يقوم بتحريك الطلاب للمطالبة بحقوقهم في السبعينيات من القرن الماضي”.

لكن ما هي اليسارية في الـ 2014؟

بالطبع هؤلاء الشباب لا يطالبون بثورة بولشيفية ضد النظام اللبناني. آمالهم متواضعة وواقعية. وحين سألت شادي إن كان هذا التحرّك يقتصر على دعوة طلاب الجامعة الأميركية فقط، أجابني إنّ المجموعة “كأفراد في المجتمع ومؤمنين بالعدالة الإجتماعية مسؤوليتتا أن ننشر رسالتنا في كلّ مكان وليس فقط في الجامعة اللبنانية التي هي نموذج للفساد السياسي”.

يتواصل هؤلاء الطلاب مع “الحركة الطالبية البديلة في لبنان” في LAU ومع “الجبهة الطلابية للتغيير” في الجامعة اللبنانية. و”نادي السنديانة الحمراء”، يقول شادي: “ذو رؤية ماركسية، يسارية ويرحّب بجميع أطراف الشعب اللبناني وليس منغلقاً على نفسه كالحزب الشيوعي”.

الانتخابات الجامعية بالنسبة إلى هؤلاء دائماً مثال للبربرية السياسية المستشرية في لبنان. ويقول شادي إنّ النادي “ضدّ الترشّح الى هذه الانتخابات التي تخالف مبادئنا”.

اللافت أنّ “الحالة اليسارية” في جامعات لبنان تتطور يوماً بعد يوم خارج لتصبح أكثر من حركة شعبية تطالب بالاستقلالية عن المصارف والمؤسسات الرأسمالية. ففي العام 2014 وخلال مرور لبنان بأسوأ جيل من المناضلين، ثمة شباب ما زالوا يؤمنون بالتغيير والتطوّر اليساري. وما زال هناك شباب في الجامعة الأميركية يعتصمون ضدّ رفع أقساط جامعتهم، وما زالت النوادي العلمانية في الجامعات الأخرى، مثل الجامعة اليسوعية واللبنانية الأميركية والجامعة اللبنانية، تتحرّك من أجل توعية الشباب حول قضايا مطلبية واجتماعية. وما زال التحرّك الطلابي البديل يناضل من أجل الأفضل وهذا ما بدأ يظهر في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU، حيث فاز هذا “التحرّك الطلابي” بمقعد للمرّة الأولى في تاريخ الانتخابات الطالبية. والسؤال هو: هل سيستمر هذا النضال؟ هل سينتصر الشباب ما داموا يقاومون المذهبية؟ وهل يكفي مقعد واحد في 3 جامعات رئيسية؟

بأيّة حال نحن أمام نادٍ يساريّ ماركسي في الجامعة الأميركية ببيروت.

السابق
السفير: طرابلس وعودة الشحن والتحريض
التالي
هوف:هناك إحتمال للفراغ الرئاسي بلبنان بسبب ترددات أزمة سوريا