جعجع : هذا هو عرضي لـ«حزب الله»

سمير جعجع

يصر رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع على ان ترشيحه لرئاسة الجمهورية ليس «قنبلة صوتية»، بل هو «قرار في منتهى الجدية»، معترفا في الوقت ذاته بان رحلته الى قصر بعبدا صعبة جدا، «وأنا أعي ذلك جيدا، لكن في السياسة لا شيء مستحيلا».

وإذا كان جعجع قد «أقنع» نفسه بانه يملك ما يكفي من المؤهلات والحظوظ لخوض انتخابات الرئاسة، فان الباقي عليه فقط هو إقناع حلفائه في «14 آذار» بدعمه، ثم إقناع خصومه في «8 آذار» بتأمين النصاب وسد النقص في عدد الاصوات التي يحتاج اليها للفوز.
يقول جعجع لـ«السفير» ان مبدأ خوضه المعركة، «ضروري بحد ذاته، ويعادل في أهميته الوصول الى الرئاسة»، لافتا الانتباه الى انه أراد من خلال ترشيحه «إعادة الانتظام الى هذا الاستحقاق الحيوي وإرساء تقاليد جديدة في مقاربته، بحيث لا يظل أسير الغرف المغلقة والسفارات والصفقات وكلمات السر، بل يستعيده الرأي العام الذي يُفترض به ان يؤثر في خيارات ممثليه من النواب، تبعا لمدى قناعته بمشروع هذا المرشح او ذاك»، كاشفا عن انه سيعلن عن برنامجه الانتخابي خلال أيام.
ويوضح جعجع، انه يتواصل مع حلفائه للتشاور في الفرص المتاحة امامه، تمهيدا لتحديد قوى «14 آذار» موقفها النهائي من ترشيحه، مشيرا الى ان «قرار تيار المستقبل يتوقف على القناعة التي سيكوّنها حول المسار الذي سيسلكه ترشيحي، ولدي شعور بان الأجواء تميل الى الإيجابية».
وينفي جعجع ان يكون قد قصد من خلال خطوته إحراج الرئيس سعد الحريري وقطع الطريق على الشخصيات الاخرى التي تملك طموحات رئاسية ضمن «14 آذار»، مشيرا الى انه «لولا حد أدنى من التشاور المسبق مع حلفائي، ولولا قناعتي بانني قطعت أقله نصف الطريق نحو نيل دعمهم، لما كنت لأترشح لرئاسة الجمهورية».
ويعتبر رئيس حزب «القوات» ان إشكالية تحديد نصاب الجلسة الانتخابية ليست قائمة هذه المرة، لان الجميع يؤكدون انهم يرفضون الفراغ ومقاطعة الجلسة، «وهذا ما عكسته نقاشات اجتماعات بكركي بين الاطراف المسيحية الاساسية التي توافقت على ضرورة الحضور وعلى ان الترشيح والسعي الى الفوز هما حق للجميع، ثم يُترك للعملية الانتخابية ان تأخذ مجراها الطبيعي، علما بانني لا أزال عند موقفي القائل بان نصاب الحضور هو النصف + واحدا».
وينبه جعجع الى ان «الأفرقاء الذين يقاطعون جلسة انتخاب رئيس الجمهورية سيدفعون الثمن غاليا، وسيخسرون شعبيا وسياسيا»، مشددا على ان «اللبنانيين عموما، والمسيحيين وبكركي خصوصا، لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء احتمال الفراغ، وأنا أنصح فريق 8 آذار بعدم دفع الامور في هذا الاتجاه لانه سيكون الخاسر الاكبر، ومسيحيو هذا الفريق مطالبون بعدم المقاطعة، مع احتفاظهم طبعا بحرية الخيار والاقتراع».
ويرى رئيس حزب «القوات» ان «نظرية الفراغ أفضل من رئيس ضعيف» يجب ان تكون قد سقطت تلقائيا بعدما أصبح لفريق 14 آذار مرشح قوي هو أنا مبدئيا، ولفريق 8 آذار مرشح قوي ولو انه مضمر حتى الآن، هو العماد ميشال عون، وبالتالي لم يعد هناك من سبب للمقاطعة، وعلى الكل ان يتحملوا مسؤولياتهم ويشاركوا في جلسة الانتخاب».
يسهب جعجع في شرح حساباته قائلا: «إذا التأمت الجلسة استنادا الى نصاب الثلثين، فسيكون من الصعب في الدورة الاولى ان ينال اي من المرشحين الاكثرية المطلوبة، أما في الدورة الثانية فان الفوز يحتاج الى النصف + واحدا (65 صوتا)، واعتقد انني أملك فرصة لتأمين هذه النسبة، لا سيما انني سأنطلق من رصيد 59 صوتا تعود لنواب 14 آذار، وهذا يعني انني سأبقى بحاجة الى ستة أصوات فقط، ومن حيث المبدأ فان الحصول عليها ليس مستحيلا».
ويعتبر ان «موازين القوى السياسية هي راهناً لمصلحة قوى 14 آذار التي كما ربحت الانتخابات النيابية عام 2009 تستطيع ان تربح الانتخابات الرئاسية عام 2014، شرط ان تتخذ الخيار المناسب وتصمم عليه حتى النهاية».
ويشير رئيس حزب «القوات» الى انه سيطرح على «حزب الله»، في حال انتخابه رئيساً للجمهورية، «الشراكة في بناء دولة فعلية تتحمل وحدها مسؤولية الدفاع عن كل أبنائها، على قاعدة ان يكون سلاح الجيش اللبناني هو السلاح الوحيد المعتمد، علما بأن الشيعة أنفسهم هم أكثر المتضررين من الواقع القائم».
ويؤكد جعجع انه إذا وصل الى الرئاسة فسيحافظ على العقيدة القتالية الحالية للجيش اللبناني «والتي تصنف اسرائيل عدوا، لكن ستكون المؤسسة العسكرية هي المعنية حصرا بتطبيقها»، معربا عن اعتقاده أن «الجيش قادر حاليا، وبالامكانيات المتوافرة، على الحلول مكان حزب الله، إذ ان قوات النخبة التي تضم الوحدات الخاصة والقوة الضاربة وفوج المجوقل والمغاوير تستطيع ان تنتشر وتعمل، وفق ما تقتضيه خصوصية الصراع مع اسرائيل، تماما كما يفعل حزب الله، الذي يمكنه ايضا ان يساهم في نقل التكتيكات التي اكتسبها الى المؤسسة العسكرية».

السابق
غرفة البداية في المحكمة عقدت جلسة تمهيدية ثانية
التالي
البناء : جنبلاط يرشح غانم والقوات تراها مضاربة على الحريري تمهيداً للجميّل