الشرق الأوسط : خطة البقاع الأمنية تنطلق بحملة مداهمات وتوقيف مطلوبين

الجيش طرابلس

“انطلقت، أمس، الخطة الأمنية في البقاع، شرق لبنان، بحملة مداهمات طالت عدداً من المناطق وأدّت إلى اعتقال عدد من المطلوبين، في موازاة استمرار الخطة في طرابلس عاصمة الشمال التي كانت قد بدأت قبل أكثر من عشرة أيام.

وبينما تركّزت المداهمات أمس في بلدتي بريتال وحور تعلا البقاعيتين، على أن تتوسّع دائرتها في الأيام المقبلة، نفّذت وحدات الجيش المعززة بالآليات والمصفحات، عملياتها بـ”مواكبة جوية” من ثلاث طائرات مروحية، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، مشيرة إلى أن “قوة كبيرة من الجيش دخلت إلى بريتال وأقامت حواجز بحثا عن مطلوبين”، علما بأن عدد المطلوبين في قضاء بعلبك، في البقاع “يصل إلى 57 مطلوبا، بينهم 13 مطلوبا في بلدة بريتال وحدها، وهم متهمون بأعمال الخطف وسرقة السيارات”.
وأشارت المعلومات إلى أن قوى الأمن الداخلي أوقفت سوريين اثنين في بريتال لتورطهما في خطف الطفل ميشال الصقر، الشهر الماضي، قبل أن تعمل القوى الأمنية على تحريره بعد يومين.

وأكدت مصادر أمنية لـ”الشرق الأوسط” أن تنفيذ الخطة في البقاع يختلف عن طرابلس، انطلاقا من طبيعة المنطقة الجغرافية والحدود مع سوريا، الأمر الذي يحتّم على القوى الأمنية اتباع خطوات دقيقة ومدروسة وعلى مراحل، بينما رحّب رئيس بلدية بريتال، في بعلبك، عباس إسماعيل، بأي خطوة تقوم بها القوى الأمنية، مشيرا في حديثه لـ”الشرق الأوسط” إلى أن الجيش اللبناني عمد، ظهر أمس، إلى وضع حواجز وتنفيذ بعض المداهمات بعيدا عن أي مشكلات أو مواجهات، واصفا ما حصل أمس بـ”الإجراءات الدورية التي تقوم بها وحدات الجيش بين فترة وأخرى في المنطقة”.
وتعرف منطقة بريتال بأنها ملجأ عصابات سرقة السيارات والمتهمين بعمليات الخطف، التي شهدها لبنان في السنوات القليلة الماضية.

وكانت قيادة الجيش أعلنت أنه في إطار ملاحقة المجموعات الإرهابية وفرض الأمن في منطقة البقاع، وبعد عملية رصد ومتابعة، تمكّنت قوة من الجيش من توقيف أحد المطلوبين الخطرين والمتورطين الأساسيين في عمليات إرهابية في منطقة عرسال وسبعة مسلحين آخرين من التابعية السورية، كانوا يوجدون معه في مكان توقيفه. وقد بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.

وفي الشمال، تحديدا في طرابلس، حيث جرى اعتداء على حاجز للجيش، مساء أول من أمس، أصدر القضاء العسكري مذكرة توقيف غيابية بحق أمين عام “الحزب العربي الديمقراطي” رفعت علي عيد، وادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على 29 شخصا من الجنسيتين اللبنانية والسورية وقادة محاور في باب التبانة، كانوا قد فروا من طرابلس، على غرار عيد، إثر الإعلان عن بدء تنفيذ الخطة الأمنية الأسبوع الماضي.

ومن أبرز المدعى عليهم، قادة المحاور في باب التبانة، زياد علوكي وسعد المصري وفاروق مسقاوي وشقيقه، بجرم تشكيل مجموعة مسلحة بهدف ارتكاب الجنايات على الناس والأموال، والنيل من سلطة الدولة وهيبتها، والتعرض لمؤسساتها المدنية والعسكرية، وإطلاق النار على العناصر الأمنية، وإثارة الفتن الطائفية، وتبادل إطلاق النار، وإلحاق الأضرار بالممتلكات والأبنية والقتل، ومحاولة القتل، وحيازة أسلحة وذخائر.

وأعلنت قيادة الجيش، أمس، إصابة عسكري بجروح غير خطرة أثناء مداهمة مجموعة مسلّحة ألقت رمانة يدوية على الدورية في التبانة بطرابلس، مساء أول من أمس (الأربعاء)، وأشارت في بيان لها، إلى توقيف المدعو حسام الدايخ بعد اشتباك مع المسلحين، كما ضُبطت أسلحة وأمتعة وأعتدة عسكرية، كذلك أُوقف المطلوب محمود قاسم، وضُبط بحوزته عدد من قذائف مدفعية الهاون.

وأكدت القيادة أن وحداتها نفذت إجراءات مشددة، وأعادت الأمور إلى طبيعتها، وتستمر في ملاحقة مطلقي النار والمطلوبين لإلقاء القبض عليهم.

وفي حين أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن “شعبة المعلومات تمكنت من توقيف أحد المطلوبين الخطرين في أحداث طرابلس الأخيرة – محور المهاجرين – جبل محسن”، المدعو ح. أ. والملقب بـ”بشلاوي”، مواليد 1969 لبناني، ذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام” أن عددا من الشبان قطعوا شارع الكنائس – خان العسكر في مدينة طرابلس بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على توقيف الأجهزة الأمنية المطلوب أحمد ميقاتي.

وتابع، أمس، رئيس الجمهورية ميشال سليمان الوضع الأمني في الشمال وسائر المناطق، وآمل أن “ينجح المؤتمر الذي ينعقد في روما على المستوى التقني في التحضير الجيد للمؤتمر الذي تعقده المجموعة الدولية لدعم لبنان في يونيو (حزيران) المقبل في العاصمة الإيطالية، لدعم الجيش إنفاذا لخلاصات مؤتمر نيويورك”.

ورأى أن “الحاجة ملحَّة وضرورية لمساعدة الجيش تجهيزا وعتادا بأسلحة حديثة نظرا إلى المهمات الجسام التي يقوم بها، والخطط الأمنية التي ينفذها لحفظ الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب في الداخل، إضافة إلى مهماته على الحدود في الدفاع عن الوطن”.

من جهته، أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي أن “ما وعد به الجيش لجهة منع جعل لبنان ساحة للإرهابيين، يتحقق اليوم في إنجازاته المتواصلة على هذا الصعيد”.

وقال قهوجي في كلمة له خلال حفل استقبال لمناسبة انعقاد “المؤتمر الإقليمي” الرابع الذي ينظمه مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش: “على الرغم من التضحيات الكبرى التي يقدمها الجيش من ضباطه وجنوده الذين يُستَشهدون من أجل لبنان وحده، يستمر في ملاحقة الإرهابيين من دون هوادة، ونحن نعوّل على مشاركة الدول الصديقة للعمل معا في معركتنا ضد الإرهاب، لأننا نعيش، كما العالم أجمع، هذا الخطر الكبير”.

وشدد قهوجي على أن الجيش اللبناني أثبت من خلال وحدته وتماسكه، حرصه على استقرار لبنان، ومنع انجراره نحو أي نوع من أنواع الفتنة، وقد بدأنا في ظل الحكومة الجديدة وقرارها السياسي الواضح، تنفيذ خطة أمنية في طرابلس والشمال لوقف الاشتباكات ومنع الانفلات الأمني.

السابق
زلزال في نيكاراغوا بقوة 6,1 درجات
التالي
غرفة البداية في المحكمة عقدت جلسة تمهيدية ثانية