معوض دقّ باب الكنّة في الرابية فهل تسمع الجارة في معراب؟

بسحر ساحر دولي واقليمي حطت طيور السلام على الرؤوس الحامية للقادة والسياسيين في لبنان فاصبحت الشراكة عنواناً ومطلباً لدى مختلف الافرقاء، وتحولت الجولة الحادية والعشرون في طرابلس الى عناق بين اهل الجبل والتبانة، وساد هرج ومرج وفاقي بين القوى السياسية والحزبية المتنازعة، فالمستقبل يريد فتح نقاش جدي مع «حزب الله» ومثله فعلت «القوات اللبنانية»، فيما «امل « و«حزب الله» و«التيار الوطني الحر» اعادوا مآثر الاتفاق الرباعي وادخلوه الى نقابة المهندسين، فانتخب مهندسو 8 آذار المهندس المستقبلي خالد شهاب نقيباً لهم، في حلف عجيب غريب وسط دهشة المحازبين العاجزين عن فك طلاسم هذا الحب الهابط على القيادات وفقاً لمصادر في 14 آذار.

امس استمرت المفاجآت التي لن تتوقف في قادم الايام، ميشال معوض في الرابية، المفاجأة ليست في خبر الزيارة، بل في مضمون المحادثات، وهل بلغت بالضيف والمضيف ان يستعرضا الماضي وما تخلله من هجومات وعلاقات عدائية بينهما، لكن طالما للظروف احكام فان الاثنان تجاهلا الذكريات ومآسيها.
مصادر التيار الوطني الحرّ اكدت ان العماد ميشال عون رسم لنفسه ولفريقه السياسي خطاً عماده التهدئة والحوار، يرحب بأي لقاء مع الحلفاء او الخصوم، فهو الذي زار روما للقاء خصمه الرئيس سعد الحريري لن يتردد لحظة في لقاء ميشال معوض نجل الرئيس الشهيد الرئيس رينيه معوض.
فالمهم لدى الرابية تقول المصادر ايصال برنامجها الرئاسي وادخاله في عقول الآذاريين على قاعدة ان وصول عون لن يضير قوى 14 آذار بل سيرسخ عرفاً في اذهان الشركاء في الوطن بأن المسيحيين لن يرضوا سوى بالرئيس القوي على السدة الرئاسية.
اما اللقاء مع ميشال معوض كما ترى مصادر مسيحية له تفسير آخر، فهو ضاق ذرعاً داخل فريقه في 14 آذار، خصوصاً عندما وجد الرفاق يفتحون الابواب، مشرعة امام «اعدائهم»، فقرر ان يدق الابواب مع يقينه بأن الجنرال حالياً جاهز ومستعد ان يفتح له، اضافة الى كل ذلك، فان معوض يعاني في دائرته الانتخابية مع الحكيم الذي يعتبره مد اليد طويلاً وكثيراً على الخرج وبات يشاركه في تأليف اللائحة فارضاً مشاركة قواتية بين اعضائها.
لهذه الاسباب الجوهرية وجد ميشال معوض بأن بوابة الرابية ستعيد التواصل الزغرتاوي المفقود منذ زمن، واذا كانت الكنة في الرابية لعل حينها تسمع الجارة في معراب، وفي حال استمرت الاخيرة في ادارة الاذن الطرشاء، فما على الفتى الاذاري سوى اعادة عصر لائحة العائلات الزغرتاوية برعاية سيد الرابية.
ورأت المصادر ان ميشال معوض لم ولن ينسى كيف ان معراب اهملت تحديد موعداً له طيلة ستة اشهر، بعدما حاول ان يفتح حواراً مع احدى الشخصيات الاقتصادية الشمالية مقدمة للتعاون الانتخابي، فيما «القوات اللبنانية» تمني النفس بمرشح من القضاء الزغرتاوي حيث تعتبر ان لها ثقلاً انتخابياً وازناً.
وتختم المصادر، ميشال معوض في الرابية، المفاجأة ليست بالخبر بل بالسؤال: هل بدأ موسم الهجرة داخل قوى 14 آذار، ام ان الطيور المهاجرة ستعود فور انتهاء موسم الوفاق والتهدئة، وهل قوى 8 آذار ستشهد ايضاً هجرة في صفوفها خصوصاً ان تيار الوسط بدأ يأكل الاخضر واليابس لدى الفريقين.

السابق
الجيش يعتقل مرافق الشيخ سالم الرافعي في أبي سمراء
التالي
الى أين تأخذنا يا حنّا غريب؟