رئيس لبنان وشريط ’كسَب’ الحدودي!

احتدام الجدل حول هوية رئيس الجمهورية اللبنانية الجديد ، لا يزال محصورا حتى الساعة ضمن الدوائر اللبنانية وأطرافها المحليين. لكن من نافل القول إن غالبية تلك الأطراف تدرك جيدا أن الأمر مرهون بالقرار الإقليمي والدولي الذي سيحدّد في نهاية المطاف الشخصية التي ستشغل موقع الرئاسة الأولى .

تؤكد أوساط أميركية مطلعة أن غالبية الأسماء المطروحة لا تحظى حتى الساعة بأي تفضيل ، خصوصا أن ظروف إنتاج التسوية التي تتيح الإتفاق على هويته غير متوافرة بعد.

وتنفي أن يكون المطروح هو الإتفاق على شخصية قوية لاعتبارات عدة، في مقدّمها أن ايا من هؤلاء “الأقوياء” قد لا يكون محل إجماع داخلي وإقليمي على حدّ سواء .

فالإعتراضات الإقليمية لها حيثياتها ما يجعل القفز من فوقها فائق الصعوبة، في ظلّ تمتع تلك الأطراف بالقدرة المادية والمعنوية على إفشال أي من الخيارات القوية .

هناك من يعتبر ان الإعلان المبكر عن ترشيحات معينة لا ينمّ عن جهل أصحابها بطبيعة ميزان القوى الذي يتحكّم بالوضع اللبناني .

لكن في ظل تعقيدات الملف الإقليمي خصوصا المتصلة بالوضع في سوريا ، فإن تلك الترشيحات قد تكون تمهيدا لتصفية أسماء، وصولاً الى الإتفاق على مرشح يمكن أن يحظى بتوافقات إقليمية وداخلية ، يجعل من تسمية إحدى الشخصيات “المعتدلة” خيارا ممكنا .

وتلفت تلك الأوساط الى اهمية ما تقوم به بعض الشخصيات التي يُطلق عليها صفة الوسطية في لعب هذا الدور، في ظل توقعات بأن الإحتمالات قد تكون مفتوحة على نوع من الفراغ المقنّع، في معزل عن التوليفة الدستورية المناسبة كمخرج لهذه الأزمة.

توازن القوى الإقليمي لا يفرض حتى الساعة أي استعجال في حسم هذا الملف. فإيران ليست مستعجلة طالما ان المواجهة في سوريا لم تتضح آفاقها بعد، والسعودية تعتقد ان الأمر لم يحسم بعد، خصوصا انها تواصل استكمال العدّة التي تتيح لها تحسين شروط المواجهة في سوريا مجدّدا.

وتعتقد تلك الأوساط ان الإتفاقات الموقتة التي أنتجت  تسوية الملف الحكومي وتنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس، قد لا تتجاوز ما تحقّق، مع عودة المناوشات بين الأطراف الإقليمية الى السابق.

ويستدل من ذلك تعثر استكمال الخطة في البقاع وانتقال التوتر الى صيدا، في الوقت الذي تندفع فيه الأزمة السورية الى آفاق إقليمية أكثر تعقيدا.

وتكشف تلك الأوساط الأميركية ان الوضع مفتوح على تأزم أكبر، في ظل الإرباك الذي فرضه التدخّل التركي العلني في شمال سوريا من بوابة “كسَب”.

زيارة وزير الخارجية التركي داوود اوغلو الى واشنطن، يُنظر اليها انها كانت نوعا من الإبلاغ الرسمي بما تُعدّه أنقرة في تلك المنطقة، مع احتمال توسّع ذلك الشريط وتحوّله ما يشبه الشريط الحدودي الذي عرفه لبنان خلال حربه الأهلية ونزاعه مع اسرائيل في القرن الماضي.

هذا ما يفسر التوتر الإيراني حيال أنقرة، في الوقت الذي تعلم فيه طهران أن قدرتها على لجم التحرك التركي محدودة جدا.

بعض الدوائر السياسية والعسكرية الأميركية يؤكد حصول تغيير وشيك في ميدان المواجهة في سوريا، بعدما قطعت المعارضة السورية الممثلة بقوى الإئتلاف الوطني، شوطا مهما في إعادة ترتيب بيتها الداخلي، فيما تؤكد المعلومات أن إعادة تأهيل البنية العسكرية للقوى المعتدلة يتمّ وفقا للخطة التي كُشف عنها تفاصيل كثيرة.

ومع تطابق معلومات عدّة عن عودة الأمير بندر بن سلطان الى مزاولة عمله وإمساكه مجدّداً بالملف السوري، فإن مهمة التضييق على القوى الأصولية في الثورة السورية تحول أمراً عملياتياً، فيما تشير المعلومات الى إمكان تسلم القوى المعتدلة في المعارضة السورية خمس منظومات مضادة للطائرات كخطوة أولى مدروسة بتأن، مع تأكيد تسلمها منظومات متطورة من الصواريخ المضادة للدروع والتحصينات.

 

 

 

 

 

 

السابق
النائب علي عمار انضم الى اعتصام متطوعي الدفاع المدني في رياض الصلح
التالي
جولة لوزير الصناعة على مصانع الجنوب