الأسد سيترشح ويفوز وعلى العالم ان يقبل بذلك!

إعتبر نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أنه “يتعين على المعارضة السورية وداعميها في بعض الدول العربية والغربية ان يقبلوا بأن الرئيس السوري بشار الاسد سيترشح في الانتخابات المتوقعة هذا العام وسيفوز فيها حتى وإن حققت المعارضة المسلحة بعض المكاسب على الارض”.

وخلال استقباله وفدا من وكالة “رويترز” للأنباء في مكتبه بالضاحية الجنوبية، أشار إلى أن “الأسد ظل بعد ثلاث سنوات من بدء الصراع المدمر محتفظا بتأييد شعبي في سوريا”، قائلا: “على الجميع أن يعلم أن سوريا فيها خياران لا ثالث لهما: إما أن يبقى الرئيس بشار الاسد رئيسا باتفاق وتفاهم مع الجهات الأخرى بطريقة معينة وإما أنه يستحيل أن تكون المعارضة هي البديل أو هي التي تحكم سوريا لأنها غير قادرة ولأنها جربت حظها وفشلت”، لافتا إلى أن “الخيار واضح إما التفاهم مع الرئيس الاسد للوصول إلى نتيجة أو إبقاء الأزمة مفتوحة مع غلبة للرئيس الاسد في إدارة البلاد.”

وأضاف: “يوجد واقع عملي، وعلى الغرب أن يتعامل مع الواقع السوري لا مع أمنياته وأحلامه التي تبين خطؤها، وولو استمروا في هذه المنهجية عشر سنوات سيبقى الحل هو الحل.، قائلا: “في قناعتي الأسد سيترشح وينجح لأن له رصيدا شعبيا مهما في سوريا ومن كل الطوائف وعلى رأسها الطائفة السنية”، مرجحا أن “تحصل الانتخابات في موعدها وأن يترشح الأسد وأن ينجح من دون منافسة.، معتبرا أن “الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين في حالة فوضى كاملة وليس لديهم سياسة متماسكة حول كيفية التعامل مع سوريا التي اضحت نقطة جذب للمقاتلين المتشددين من مختلف أنحاء العالم”.

ودعا قاسم الى التمييز “بين ترشيح الرئيس الاسد وهو أمر واقع ونجاحه في الانتخابات بسبب الإطار الشعبي المؤيد له بالمجمل، وبين استقرار سوريا السياسي الذي له علاقة بتدخلات الدول الأجنبية وبعض الدول العربية في شؤونها بحيث تمنع حتى الآن من الحل السياسي الشامل”، مشددا على أنه “ما لم يحصل حل سياسي شامل في المنطقة باتفاق الجهات الداخلية فإن وضع الأزمة سيبقى مستمرا حتى ولو حصل بعض التغيير في موازين القوى وهو الآن يحصل لمصلحة النظا”، مؤكدا أن “سوريا بالمجمل لا يمكن أن تستقر على المستوى السياسي والاجتماعي إذا لم يحصل هناك حل سياسي وإذا لم يتم إنجاز الخطوات التي تؤدي إلى اتفاق ينهي هذه الأزمة.”

وأكد أن “المرحلة الحالية في سوريا وفي المنطقة هي مرحلة انعدام وزن وعدم وجود حلول سياسية نهائيا، فأميركا بحالة حيرة، وهي من ناحية لا تريد للنظام أن يبقى ومن ناحية أخرى ليست قادرة على ضبط المعارضة التي تمثلها داعش والنصرة، ولذا كان الخيار الأخير أميركيا هو بقاء الوضع في سوريا في حالة استنزاف لمرحلة غير محددة بانتظار تطورات يمكن أن تساعد على استشراف بعض الحلول إضافة إلى أن الأولوية الأميركية اليوم هي خارج دائرة منطقة الشرق الأوسط وخاصة في الأزمة السورية”.

ورأى قاسم أن “كسر حالة المراوحة لمصلحة الحل السياسي لا يمكن أن تتم بإرادة المعارضة السورية لأنها معارضة مفككة ومشتتة ليس لها برنامج وغير قادرة على أن تحقق تمثيلا مناسبا في مقابل النظام”، داعيا الدول الخارجية إلى “الكف عن تسعير الأزمة ومدها بالمال والسلاح وإبقاء الأمور في حالة غليان لمصلحة تشجيع الجهات على أن يبحثوا عن إجراءات سياسية منطقية قادرة على أن يجلس النظام مع المعارضة ليتفاهموا على حلول يمكن أن تكون محطة لحلول سياسية أوسع وأشمل وبغير هذه الطريق لا أجد حلا.”
وأضاف قاسم: “القناعة الأميركية الدولية الآن منصبة على ضرورة بقاء الأزمة السورية مفتوحة وليس لديهم قرار جدي بالحل، وبناء عليه فإن استمرار دعم بعض الدول الإقليمية والعربية للمعارضة له علاقة بمحاولة الاستفادة من الوقت الضائع علهم ينتهزون فرصة تستطيع من خلالها المعارضة ان تحصل على شيء، لكن في رأيي هذه إضاعة للوقت واستنزاف للشعب السوري ومزيد من القتل والتدمير، فحالة المراوحة هي حالة سلبية للشعب السوري وليست حالة إيجابية.”

وقال: “نحن موجودون في سوريا حيث يجب أن نكون، وبالتالي كل الدعايات التي تتحدث عن وجودنا في كل مكان وفي كل بقعة هي دعايات غير صحيحة”، لافتا إلى “أننا نعلم أين نتواجد وما هو الأمر الذي يؤدي إلى حماية ظهر المقاومة وخط المقاومة وهذا هو العنوان الأساسي في التعاطي مع الملف السوري”، مضيفا: “إلى الآن نعتبر أن وجودنا في سوريا ضروري وأساسي أما متى يتغير هذا الظرف فهذا أمر ميداني سياسي يتطلب قراءة ومراجعة في المستقبل من أجل أن نحدد صيغة أخرى إذا كنا سننتقل اليها، اما إذا بقينا على وضعنا وكانت الظروف متشابهة فنحن حيث يجب أن نكون.”

وأشار الى ان “معارك القلمون سارت بانسياب وهدوء وراحة وتكتكة ما يدل بأن الأمور ليست معقدة وإنما فيها يسر وفيها شيء من التخطيط الدقيق الذي يساعد على تقليل الخسائر وإيصال النتيجة وهي ضرورة أن لا يفكروا بسلوك الطريق العسكري للوصول إلى الحلول المطلوبة، بل أن يفكروا في الطريق السياسي وأن يبذلوا له فهذا أنفع وأربح.”

وأكد قاسم أن “العمل في مواجهة الانتحاريين والسيارات المفخخة كان عملا جيدا إذ إنه تشعب لجوانب عدة، الجانب الأول هو الجانب السياسي الذي فيه إبراز لحقيقة الخطر والمشكلة ومنبوذية هؤلاء، والجانب الثاني هو العمل الأمني الذي كشف معاقلهم وقبض على بعض المرتكبين، والجانب الثالث هو الإجراءات التي اتخدت من خلال الجيش اللبناني والقوى الأمنية بالحواجز المختلفة التي ضيقت على الحركة”، لافتا إلى أن “الجانب الرابع هو معركة يبرود وما أحاط بها لأن يبرود كانت مركز الثقل في تصدير السيارات المفخخة بسبب الكراجات والمصانع المخصصة لهذا الأمر، ونستطيع القول أن يبرود هي مركز الإدارة والإنطلاق.، مضيفا: “عندما تشابكت هذه العوامل الأربعة أدى هذا إلى إضعاف كبير لجماعة القاعدة ومن معها وبالتالي تراجعت العمليات بنسبة كبيرة جدا ونعتقد أن الوضع تحسن في هذا الإطار بنسبة كبيرة جدا وان كان يجب ان نبقى منتبهين وحذرين وان يتابع هذا الملف بنفس الحيوية كي لا يكون لهم منفذ لاستغلال أي ثغرة، وإلا النتائج واضحة من خلال الواقع الميداني.”

وعن المواجهة مع اسرائيل، أشار قاسم إلى أن “قتال إسرائيل يكون بأن نكون على جهوزية كاملة لنحرر في الوقت المناسب وندافع في الوقت المناسب ونردع في الوقت المناسب ونبقي المعادلة مع إسرائيل قائمة حتى لا تتجاوز حدودها وهذا أمر حاصل حاليا، لافتا إلى أن “الرد على غارة إسرائيل على جنتا جعل إسرائيل تدرك تماما بأنها قد تدخل في مشكلة كبيرة إذا أرادت أن تقوم بهذا النوع من الاعتداءات”.
Facebook

السابق
انفجار ست سيارات مفخخة في مناطق شيعية في بغداد
التالي
الرئيس سليمان يرد على مقالة «الأخبار» حول جوازات السفر