حزب الله… الراعي الرسمي لخطة البقاع الأمنية

منذ أن انطلق تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس، حتى اتجهت الأنظار السياسية الى المرحلة الثانية منها التي ستستضيفها أرض البقاع الشمالي. عندها، بدأ التصويب السياسي على “حزب الله” على إعتبار أن حي الشراونة في بعلبك إضافة الى بلدتي النبي شيت وبريتال، وهي المناطق التي قصدها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في حديثه عن مربع الموت (الذي يضم عرسال أيضاً)، محسوبة تاريخياً على الحزب.

“في الأساس لم يؤمن حزب الله الغطاء السياسي لأي مطلوب في المناطق المذكورة” تقول مصادر بقاعية مقربة من الحزب، “كما أنه لم يشكل في يوم من الأيام، حاجزاً بوجه الأجهزة الأمنية دفاعاً عن أي مطلوب أو مرتكب في هذه المناطق أو غيرها من بلدات البقاع، بل لطالما تمنت قيادته أن تضرب الدولة بيد من حديد مع هؤلاء المطلوبين الذين يشكلون عبئاً على المقاومة، ويشوهون صورتها وصيتها، أكان من خلال عمليات الخطف مقابل فدية أم من خلال سرقات السيارات والغرف السوداء التي تزور فيها الأوراق الثبوتية وتأشيرات السفر كما الجوازات”.
فما كان يحصل فعلياً من قبل الحزب، هو تفادي التصادم المباشر مع هذه العصابات، وذلك لسببين: السبب الأول يعود الى نظرية الحزب التي تقول أن ملاحقة هؤلاء وتوقيفهم بهدف وضع حد لنشاطهم الممنوع، هي من واجب الأجهزة الأمنية الرسمية، ولو كان الحزب قادراً أحياناً على القيام بهذه المهمة. أما السبب الثاني، فيتثمل بالمشاكل التي قد تنتج عن توقيف الحزب لأي من المطلوبين مع عائلته وعشيرته، الأمر الذي ليس بوارد أن يقحم “حزب الله” عناصره به، خصوصاً أن هذا التوقيف قد يخلق له مشاكل كثيرة مع العشائر وقد يدفع ثمنها في صناديق الإقتراع.
“ما يمكن للحزب أن يقدمه على هذا الصعيد “، تقول المصادر البقاعية المذكورة، “هو تزويد القوى الأمنية بمعلومات عن أماكن تواجد هؤلاء المطلوبين يوم تدق ساعة القاء القبض عليهم، وعن الطرقات الجبلية الوعرة التي يسلكونها خلال نشاطهم، إضافة الى ما توفر من معلومات عن المنازل التي يعتمدونها لحجز المخطوفين تارةً ولعمليات التزوير تارةً أخرى”.
وعن هذا التعاون بين الحزب والأجهزة، تؤكد المصادر الأمنية البقاعية حصوله أكثر من مرة سابقاً، إذ قدم الحزب كل ما لديه من معلومات وساهم سراً في توقيف مطلوبين.
إذاً ما من رادع للخطة الأمنية في البقاع الشمالي، وكل من يراهن على إصطدام القوى الأمنية بـ”حزب الله” واهم لأنّ الحزب هو الراعي الرسمي لها، وهو مستعدّ لتقديم كلّ ما لديه لإنجاحها كونه المستفيد الأول من تطهير شارعه من المطلوبين والمرتكبين.

السابق
المتضررون من ترشيح جعجع يوحّدون صفوفهم
التالي
أمين وهبي: لا احد بوارد تأجيل اقرار سلسلة الرتب والرواتب