الجمهورية : أسبوع أمني وتشريعي

كتبت “الجمهورية” : ملفّات عدّة ستتصدّر الاهتمامات الداخلية هذا الأسبوع. فإلى الاستحقاق الرئاسي المفتوح منذ دخول البلاد في المهلة الدستورية لإنجازه في 25 آذار الماضي، هناك الملفّ الأمني المفتوح شمالاً وبقاعاً، الذي سيعرضه المجلس الأعلى للدفاع اليوم فيقوّم خطّة طرابلس الأمنية، ويبحث في خطّة البقاع. 

بين “الإستحقاق” والأمن، يتصدّر ملف سلسلة الرتب والرواتب الذي ستدرسه اللجان النيابية المشتركة مجدّداً اليوم، علّها تصل إلى خلاصات تتيح لرئيس مجلس النواب نبيه بري وضعه على جدول أعمال الجلسة التشريعية المقرّرة يومَي الاربعاء والخميس المقبلين، وإلّا فقد يتأخّر الى مرحلة لاحقة، إذ لربّما كانت هذه الجلسة التشريعية الأخيرة التي يعقدها المجلس قبل أن يتحوّل هيئة ناخبة لانتخاب رئيس جمهورية جديد، في حال دعاه برّي إلى جلسة انتخابية.

موقف الراعي

وفي هذا السياق، ناشدَ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بري أن يدعوَ المجلسَ فور انتهاء جلساته التشريعيّة إلى عقد جلسات إنتخابية لبلورة شخص الرئيس العتيد. وحذّر من”التلاعب بالاستحقاق الرئاسيّ”، معتبراً أنّ “الكلام عن الفراغ أو السعي إليه لأغراضٍ خفيَّة، إنّما هو إهانة لكرامة الوطن والشعب، ودليل عجزٍ لدى نوّابِ المجلس والمسؤولين”.

وحدّد الراعي مواصفات الرئيس العتيد، وقال:”إنّ لبنان يحتاج اليوم إلى رئيسٍ قويّ أوّلاً بأخلاقيّتِه ومثاليّة حياته وأدائه عبر تاريخه، ثمّ بقدرته على تقوية الدولة بكيانها ومؤسّساتها ووحدتها وسيادتها، وبالدفاع عنها وعن الدستور والميثاق الوطني والثوابت، رئيسٍ قويّ، قوَّتُه في وضعِ حدٍّ للفساد في الإدارة ولسلبِ المال العام وإرهاقِ خزينة الدولة بسرقتها وحرمان المواطنين حقوقَهم، رئيسٍ قويّ في المكوّن الآتي منه”.

وعلمت “الجمهورية” أنّ الراعي سيسافر إلى جنيف اليوم، حيث يتوقع أن يلتقي، إلى أبناء الجالية اللبنانية في سويسرا، عدداً من الشخصيات الدولية. كذلك سيستقبل الموفد الأممي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي.

زوّار برّي

وأشار زوّار برّي إلى أنّه يبدي تفهّمه لاهتمام البطريرك الماروني، ودعوته إيّاه الى عقد جلسات انتخاب رئيس جمهورية جديد، وهو سيعمل كلّ ما في وسعه من أجل عقد جلسة انتخاب ناجحة، بعد تهيئة كلّ المستلزمات المطلوبة لها. وأشار هؤلاء الى انّ بري سيطّلع اليوم من اللجنة النيابية المختصة على حصيلة جولتها على رؤساء الكتل النيابية وبعض المرجعيات السياسية والدينية، وأنه سيشرع في التحضير العملي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي فور الإنتهاء من الجلسات النيابية التشريعية.

“حزب الله”

في غضون ذلك، أعلن رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد استعداد “حزب الله” للتعاون مع جميع القوى السياسية بحثاً عن الرئيس الجديد. وقال إنّ الحزب يبحث أيضاً عن البرنامج الذي سيلتزمه الرئيس المقبل للبلاد.

وبدوره عضو الكتلة النائب حسن فضل الله، قال: “نرفض التعليق اليوم على من يترشّح أو لا يترشّح، المهم هو أنّنا عندما نصل إلى المجلس النيابي وإلى الجلسة المحدّدة لانتخاب الرئيس نرى هناك مَن هو الذي سيحوز على ثقة اللبنانيين وثقة المجلس، ومن هو الذي يستطيع أن يدير هذه المرحلة الجديدة”.

جنبلاط

وفي هذه الأجواء، علمت “الجمهورية” أنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الموجود في باريس منذ أيام في زيارة خاصة، قد أجرى اتصالات مع عدد من المسؤولين الفرنسيين في قصر الإليزيه وفي وزارة الخارجية، ولمسَ منهم إصرارهم على ضرورة إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده، وتأكيدهم أنّ لبنان في حاجة إلى رئيس قويّ لمواجهة التحدّيات، كما أكّدوا أنّ فرنسا ستضع كلّ ثقلها مع حلفائها لتأمين توافق اللبنانيين على الاستحقاق. وفي السياق تردّدت معلومات إعلامية تفيد أنّ جنبلاط سيتوجّه قريباً إلى موسكو للقاء المسؤولين الروس.

“القوات” و”المستقبل”

إلى ذلك، تحوّلت معراب بعد ترشّح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع محور حركة سياسية تصدّرها تيار “المستقبل”، إذ زارها نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، فالسيّد نادر الحريري مستشار الرئيس سعد الحريري.

وعلمت “الجمهورية” أنّ الإستحقاق الرئاسي شكّل الطبق الرئيس للمناقشات التي تركّزت حول الخطوات الواجب اعتمادُها لخوض الإنتخابات بقوّة وفعالية من أجل فوز مرشّح 14 آذار.

وأفادت معلومات أنّ كلّ طرَف عرض اتصالاته ولقاءاته وتقويمه للمعركة الرئاسية، وشدّد على القيام بكلّ ما يلزم لرفع حظوظ المعركة. وأكّد أنّ 14 آذار ستخوض المعركة الرئاسية موحّدةً وبمرشّح واحد.

وذكرت المعلومات أنّ هذا اللقاء “جاء ليؤكّد متانة العلاقة بين مكوّنات الحركة الإستقلالية والتشاور القائم في ما بينها”. وأبدت مصادر “القوات” ارتياحها إلى هذه اللقاءات، وقالت لـ”الجمهورية” إنّ اتصالات جعجع مفتوحة مع كلّ أطراف 14 آذار بغية بلورة رؤيةٍ مشتركة لخوض الانتخابات الرئاسية.

وفي سياق متصل، أكّد نائب رئيس حزب “القوات” النائب جورج عدوان “أنَّ حلفاء “القوات” كانوا على عِلم بترشيح جعجع للانتخابات الرئاسية”. وأشار إلى أنَّ “المعركة بين مشروعين في البلد، وبالتالي نريد لانتخابات الرئاسة أن تكون على مستوى المشروعين، لذلك حصل هذا الترشيح”.

وفي هذا السياق أكّد منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد لـ”الجمهورية” أنّه “سيكون إلى جانب جعجع في معركته الرئاسية لأسباب وطنية أوّلاً، مرتبطةٍ بوضوح مواقفِه وخياراته، وذاتيةٍ ثانياً، متصلةٍ بوقوفه إلى جانبنا في معاركنا السياسية والنيابية”.

سلسلة الرتب

وعلى وقع تهديد “هيئة التنسيق النقابية” بالتصعيد في حال عدم إقرار سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في القطاع العام، تستكمل اللجان النيابية المشتركة في جلسة تعقدها اليوم البحث في موارد تمويلها.

ونقل زوّار برّي عنه تشديده على ضرورة أن تتوصّل اللجان إلى حلّ لهذا الموضوع، حتى يتسنّى وضع مشروع قانون السلسلة على جدول أعمال الجلسة التشريعية بعد غدٍ الأربعاء. وقد طلب برّي من نائب رئيس المجلس النيابي تأخيرَ سفره إلى باريس حتى تنجز اللجان هذا المشروع.

مجلس وزراء

وفي هذه الأجواء، يجتمع مجلس الوزراء الخامسة مساء غدٍ، وعلى جدول أعماله 40 بنداً عادياً، بينها بنود تتعلق بقبول هبات مختلفة. ولم تستبعد مصادر وزارية أن يبتّ بعض التعيينات من خارج جدول الأعمال.

خطّة البقاع

وعلى الخطّ الأمني، اقتربت التحضيرات لاستكمال تنفيذ الخطة المقرّرة لبعلبك والهرمل والحدود اللبنانية – السورية من البقاع الشرقي إلى الحدود الشمالية من مراحلها النهائية، لضبطِ الوضع الأمني والتشدّد على طول الحدود، خصوصاً في محيط المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا، على رغم حجم المصاعب المتوقّعة بسبب طول هذه الحدود، علماً أنّ الحدود التي يسيطر عليها “حزب الله” من الجانب اللبناني والنظام من الجانب السوري قد توسّعت، وظلّ انتقال مسلّحي المعارضة السورية محصوراً بجبهة الطفيل – تلال عرسال، وهي بقعة محدودة ومتوتّرة.

وقالت مصادر أمنية إنّ دورية للجيش أوقفت أمس في وادي حنين – عرسال أربعة سوريّين مسلحين، كانوا ضمن مجموعة مسلّحة أطلقت النار عليها فاشتبكت معهم وأوقفت أربعة منهم.

وأضافت هذه المصادر: المُهم في المرحلة الثانية من الخطّة هو الشِقّ الذي سينفّذ في الداخل، والمتصل بمواجهة عصابات الخطف مقابل فِدية، وعصابات سرقة السيارات، والتي تتمركز في بعض القرى والمناطق. وأدّت الإتصالات بالقيادات الحزبية إلى رفع الغطاء عنهم وعن بعض المجموعات التي يديرونها، ففرّ قادتُها إلى جرود المنطقة.

… وطرابلس

أمّا في طرابلس، فبدأ تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة العسكرية والتي تتّصل بتعزيز السِلم الأهلي في المنطقة وملاحقة المطلوبين أيّاً تكن انتماءاتهم المذهبية أو السياسية، فمَن صدرت بحقّه مذكّرة توقيف ستنفَّذ، ومن يعتقد أنّه بريء فعليه إثبات ذلك أمام المراجع القضائية المختصة.

السابق
الحياة : ترشح جعجع يطلق مشاورات بين قوى 14 آذار لحفظ وحدتها
التالي
بري: سأدعو لجلسة للجان الثلاثاء إذا لم يبت أمر السلسلة اليوم