الأخبار : الخطّة الأمنية إلى البقاع دُرْ

يتوقّع أن تبدأ هذا الأسبوع المرحلة الثانية من الخطّة الأمنية، ومسرحها البقاع الشمالي، ولم يعرف بعد إن كانت طرابلس نموذجاً يحتذى، وخصوصاً لجهة التوقيفات وضآلتها. وفي السياسة، بكركي تحدّد مواصفات الرئيس بالأخلاق والمثالية، فيما توجّه جنبلاط إلى باريس وموسكو 

بعد أسبوع على بدء تنفيذ الخطّة الأمنية في طرابلس، يعقد اليوم اجتماع أمني موسع في قصر بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، للبحث في استكمال المرحلة الثانية من الخطة والتي تشمل البقاع الشمالي. وبحسب مصادر مشاركة، فإن الاجتماع يتضمن “استعراضاً لما تحقق حتى الآن في المرحلة الأولى في طرابلس، وعرض القادة الأمنيين تصورهم لخطة البقاع”.

وعلى رغم تحسّن الوضع الأمني بشكلٍ ملحوظ داخل مدينة طرابلس، لم يُعرف بعد إن كانت المرحلة الثانية في البقاع الشمالي ستكون على شاكلة سابقتها، “خالية من التوقيفات” المهمّة، علماً بأن الأجهزة الأمنية تتقاطع على وجود ما لا يزيد على 70 مطلوباً من “الرؤوس الكبيرة” في البقاع. وسيكون للجيش الدور الأكبر في تنفيذ هذه الخطة، إذ ستباشر وحداته في الساعات المقبلة انتشارها في المنطقة، على أن يحدد ساعة الصفر لانطلاق العملية. وتهدف الخطة، بحسب المصادر، إلى “وقف الانفلات الأمني والانتشار المسلح، وقمع عمليات الخطف والسرقات”.

وترددت معلومات عن تقسيم الخطّة الأمنية “البقاع إلى عدة محاور: محور عرسال ـــ الحدود اللبنانية السورية، بعلبك ـــ الشراونة وجزء من قرى غربي بعلبك (دار الواسعة وبوداي)، بريتال وقرى شرقي بعلبك”. فيما أشارت مصادر أمنية لـ”الأخبار” الى أن الخطة تقتصر على “عمليات دهم لمنازل وأماكن وجود مطلوبين وملاحقتهم والتضييق عليهم بهدف توقيفهم”. وعلمت “الأخبار” أن اجتماعاً عقد في قيادة منطقة البقاع في قوى الأمن الداخلي قبل أيام. وجرى البحث في الخطة التي تقرر انطلاقها “في غضون الأيام القليلة المقبلة بعد اكتمال التجهيزات، وبعد تثبيت الأمن والاستقرار في طرابلس”.

وشدّد أحد المسؤولين الأمنيين في حديث مع “الأخبار” على ضرورة “الإفادة من دعم الفاعليات السياسية والدينية في المنطقة، والسعي من قبلهم من أجل توفير التعاون الفعلي من قبل جميع المعنيين لإنجاح الخطة الأمنية وإعادة الأمن والاستقرار إلى البقاع الشمالي”. وفيما يرى البعض أن المطلوبين سارعوا إلى الفرار بعد الحديث عن الخطة، أقدم مجهولون مسلحون أول من أمس يستقلون سيارة من نوع شيروكي على سلب المواطن يوسف نصر سيارته، وهي من نوع نيسان فضية اللون، قرب محطة الأيتام في رياق.

وقد سبق عملية السلب، عملية خطف لبضع ساعات للمواطن إبراهيم شيحا، قبل أن يطلق الخاطفون سراحه بالقرب من منزله في رياق.

جنبلاط إلى باريس وموسكو للقاء
الحريري ولافروفوعززت القوى الأمنية وجودها في البقاع الشمالي وعلى الطريق الدولية، فضلاً عن تعزيزات في نقاط تموضعها فيي بلدة عرسال وجردها، حيث رفعت السواتر الترابية عند معابر عديدة غير شرعية، بغية منع تسلل المسلحين الذين فروا من القلمون وسكنوا جرد عرسال. ويوم أمس، أوقفت قوة من الجيش أربعة مسلحين سوريين في وادي حميد، كانوا يستقلون سيارة من نوع “مازدا”، وهم: سيف الدين طرفة، فارس عباس، وائل موسى عويدان وتراب محمد مطر.

الراعي: لرئيس قوي بأخلاقه
على الصعيد السياسي، انحسرت المواقف السياسية في الحديث عن رئاسة الجمهورية، ومواصفات الرئيس المقبل. إذ قالل الكاردينال بشارة الراعي “نصلي لكي ينظر المسؤولون إلى الاستحقاق الرئاسي بروح المسؤولية في إيجاد الرئيس المناسب في الظرف الراهن المتنوع الحاجة”. وخلال القداس الاحتفالي بمناسبة اليوبيل الذهبي للحركة الرسولية المريمية في بكركي، ناشد الراعي رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن “يدعو المجلس فور انتهاء جلساته التشريعية إلى عقد جلسات انتخابية لكي يتبلور عبر الاقتراع والتشاور شخص الرئيس العتيد”. وشدد على أن “لبنان في حاجة إلى رئيس قوي بأخلاقه ومثالية حياته وأدائه عبر تاريخه، وقوي بتقوية الدولة بكيانها ومؤسساتها، وبالدفاع عن الدولة والدستور والميثاق، وفي وضع حد للفساد في الإدارة وسلب المال العام وإرهاق خزينة الدولة”، وكذلك “قوي في المكون الآتي منه”.

وحذر الراعي من “التلاعب بالاستحقاق الرئاسي الذي هو أساس كل المؤسسات”، مشدداً على أن “تأمين النصاب لانتخاب الرئيس التزام وطني وأخلاقي مشرف”، مؤكداً أن “الحديث عن الفراغ أو السعي إليه إهانة لكرامة الشعب والنواب ودليل عجز”.

من جهته، شدّد الوزير السابق فيصل كرامي على “ضرورة أن يكون لبكركي موقف من ترشّح (رئيس حزب القوات اللبنانية سمير) جعجع لرئاسة الجمهورية”، معتبراً أن “بكركي مرجعية وطنية ساهمت في تأسيس لبنان وبناء الكيان اللبناني، وننتظر منها أن تعالج الموضوع”. وأشار كرامي إلى أن “ترشح جعجع هو قمة الانحدار الأخلاقي والسياسي”، وقال: “لم يخطر في بالي، في أسوأ كوابيس السياسة اللبنانية، أن تصل به الجرأة لأن يترشح لرئاسة الجمهورية”. وتابع: “لن أدخل في جدلية ودستورية ترشح جعجع، لأن كل هذا هو تبرير لهذا الترشح، وأنا أنتظر رأي القوى، وسيكون لدينا مواقف، ونحن لن نسكت عن هذا الأمر، لكننا لسنا مضطرين إلى إظهار الخطوات التي سنقوم بها في المستقبل”. وفي السياق، أكد النائب حسن فضل الله أن “حزب الله يريد للاستحقاق الرئاسي أن يُنجز في موعده”، و”يريد انتخاب رئيس وطني للبنان… من أجل تقوية المعادلات الوطنية وعلى رأسها معادلة قوة لبنان في مقاومته، وأن يدير حواراً وطنياً جدياً يؤدي إلى الوصول إلى نتائج تؤمن للبنان القوة والمنعة والاستقرار والازدهار”. وأشار فضل الله إلى أن “على الجميع أن يتعاونوا لانتخاب هذا الرئيس، وتكون لدينا حكومة وقانون انتخابي جديد تنشأ على أساسه السلطات التي أولاها المجلس النيابي”.
وختم: “لا نريد أن نعلق اليوم على من يترشح أو لا يترشح، فالمهم هو أننا عندما نصل إلى المجلس النيابي، نرى هناك من هوو الذي سيحوز ثقة اللبنانيين وثقة المجلس النيابي”.

وليلاً، أشار موقع النشرة إلى أن النائب وليد جنبلاط توجّه إلى باريس للقاء عدد من المسؤولين الفرنسيين، ورجحت المعلومات أن يلتقي رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري هناك. وبحسب الموقع، فإن زيارة جنبلاط لباريس تأتي ضمن جولة يقوم بها على بعض العواصم العالمية للقاء المسؤولين فيها.

وأشار إلى أنه سيتوجه من باريس إلى موسكو منتصف الأسبوع المقبل للقاء المسؤولين الروس، وخصوصاً وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لاستطلاع الجديد حول سوريا، إضافة إلى معرفة رأي الروس بشأن الرئيس اللبناني العتيد.
وذكرت النشرة أن زيارة جنبلاط لموسكو تأتي بالتزامن مع زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني لروسيا.

السابق
ماذا يكشف السيد حسن نصرالله في حواره مع «السفير»؟
التالي
نصرالله: الانتفاضات العربية بدأت شعبية وشبابية.. ولكن