أحمد الحريري: قهوجي رئيسا بنسبة 90% ورئاسة الحكومة لنا

لا تزال الساحة اللبنانية حتى حينه تحت ظل اتفاق مسقط في سلطنة عمان الذي جمع في اوائل كانون الثاني الماضي موفدين عن الرئيس الايراني حسن روحاني وموفدين عن وزير الداخلية السعودي الامير محمد بن نايف الممسك بالملف اللبناني والى جانبه خلية متابعة للواقع اللبناني نواتها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ووزير الاعلام السعودي الخوجة وسفير السعودية في لبنان علي عواض عسيري.

فقد كان واضحاً للمراقبين ان مفاعيل هذا التفاهم السعودي – الايراني غير العلني او المعلن، انسحب بشكل مباشر على تشكيل الحكومة، ثم على بيانها الوزاري، وعلى التعيينات الادارية التي حصلت حتى الآن رغم اعتراض وزراء «حزب الله»، ثم الخطة الامنية لمدينة طرابلس التي كان وضعها في اواخر الصيف الماضي وزير الداخلية السابق مروان شربل بالتنسيق مع قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، مدير الامن العام اللواء عباس ابراهيم، اللواء المتقاعد يومذاك اشرف ريفي، ورئيس شعبة المعلومات العميد عماد عثمان والتي طبقت حاليا بعد تأمين الظروف السياسية لنجاحها، وثم مغادرة امين عام الحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد المرتبط بالقيادة السورية ومنها الى الادعاء القضائي عليه وتصنيفه في خانة الارهابيين، الى ما رافق انتخابات نقابة المهندسين حتى من تأثيرات لهذا الاتفاق الاقليمي الذي كان تطبيقه لبنانياً على عاتق رئيس «تيار المستقبل» زعيم قوى 14 اذار الرئيس الحريري وامين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله قائد قوى 8 آذار والممانعة على الساحة اللبنانية، ومن شأن المضي في هذا المسار تعليق الخلافات وتطويق التوترات ان تسقط كل من قوى 8 و14 اذار عناوينها السياسية الخلافية وتجري الانتخابات النيابية والمواجهة في هذا الاستحقاق حول مفهومهما للنظام الداخلي ربما للجمعيات الخيرية والاجتماعية..
لكن في ضوء هذا المناخ من التطبيع السياسي، يكمن الموقفان الاساسيان لكل من الرئيس الحريري والسيد نصرالله بحسب مقربين منهما لناحية عدم اعلانهما الموقف الواضح من المرشحين الحلفاء سواء اكان رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون حليف «حزب الله» او رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع حليف تيار المستقبل، اذ ان كلا القطبين الناخبين رئاسياً، اي رئيس المستقبل وامين عام «حزب الله»، لا يريدان اولاً ان يشكل تبنيهما لاي مرشح حالياً انطلاق شرارة الاستحقاق الرئاسي بما قد يحمل من مناخ سياسي حاد قد يرخي بثقله سلباً على مناخ التهدئة الذي يعملان له كنتيجة لاتفاق عمان، وثانيا، لكونهما يضعان هذا الاستحقاق في خانة الاهتمام والمتابعة الاقليمية، ولذلك فان التريث في اعلان الموقف لن يكون ذا جدوى عدا ما يشكله من خرق لبناني للاتفاق السعودي – الايراني، لا سيما ان «تيار المستقبل» قد يكون أمام الموافقة على اختيار قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي رئيسا للجمهورية، على ما ينقل مسؤولون في التيار عن امين عام تيار المستقبل احمد الحريري الذي يرجح بنسبة 90 % وصوله الى قصر بعبدا في معادلة غير مرفوضة من قبل فريقه السياسي لكون رئاسة الحكومة ستكون عندئذ لمرشح من تكتلهم، ويؤكد احمد الحريري ان السراي الحكومي «بدّا تكون إلنا».
وتندرج في طيات هذا الاتفاق مباشرة على تيار المستقبل من خلال الحكومة الحالية حسم التمدد الارهابي والحالات الإرهابية التي استدعت قبول «حزب الله» بتولي النائب نهاد المشنوق وزارة الداخلية واللواء اشرف ريفي وزارة العدل نظرا الى واقعهما المؤثر في الوجدان السني، بما يمكنهما الى جانب رئيس الحكومة تمام سلام الذي يحظى بغطاء سني وفّره له تيار المستقبل وكذلك الطائفة من الانقضاض على الواقع المسلح داخل الاوساط السنية قبل تناميه وتحوله الى حالات منتجة للارهابيين او الانتحاريين، وهو استحقاق غير خاضع الى توقيت معلوم بل هو مفتوح على الزمان والمكان..
ولا تبدو الساحة اللبنانية من زاوية اخرى وبعد التفاهم الايراني – السعودي قد عزلت كليا عن الازمة السورية وتداعياتها، في ظل اعتبار عدد من قوات المعارضة السورية العسكرية او تنظيمات اسلامية، ان الدولة اللبنانية ومسؤوليها يتواجدون على خط التقاطع الدولي – اللبناني – السوري، اذ كشفت اوساط غربية ان احدى المنظمات الاسلامية اوصلت الى وزير الداخلية السابق ومستشار رئيس الجمهورية حاليا العميد مروان شربل شريط «فيديو» يتضمن مناشدة صحافيين فرنسيين مخطوفين لدى هذه الجهات، وقد سلم الشريط الى السفير الفرنسي باتريس باولي، منذ عدة ايام، في ظل معلومات عن ان الجهات الخاطفة التي تواصلت مع شربل حسب الاوساط الغربية لكونه على مسار ملف المطرانين المخطوفين والصحافي اللبناني سمير كساب، تطالب بأن تمارس فرنسا على الدولة اللبنانية ضغوطات للإفراج عن معتقلين معارضين في السجون اللبنانية او السورية مقابل الافراج عن الصحافيين السوريين، في خطوة لا تزال تبقي على ما يبدو نوعا من التشابك بين الواقع السوري ومحاولة الاستقرار اللبناني، بما من شأنه ان يدخل الرئيس سليمان على خط هذا المسعى…
وتتابع الاوساط الغربية بانها لا تستبعد وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية اذا ما اجاد طمأنة الدول الخليجية وفي مقدمها السعودية التي تريد الحد من دوره سياسيا وذلك اذا ما حملت مبادرة عون خطوات متوازنة في هذا الاطار، مشيرة الى ان متابعين للملف الرئاسي اللبناني لا يستبعدون تجاوب تيار المستقبل مع خلاصة تفاهم سعودي – ايراني من نتائجه تأييد تيار المستقبل وصول العماد عون الى قصر بعبدا من خلال جدولة برنامج عمل مشترك مع القوى المقابلة له…

السابق
كرم : عون اكثر شخصية تصادمية في التاريخ السياسي اللبناني
التالي
حنا غريب أكد انه يمكن تمويل سلسلة الرتب من أموال الهدر والفساد