رئيس الجمهورية: ما يحققه العهد الرئاسي يكون بفضل التضامن

نظمت مؤسسة فؤاد شهاب برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلاً بوزير الشباب والرياضة عبد اللطيف الحناوي، المؤتمر الوطني الاول بعنوان “الشهابية دولة المواطن” في المدرسة المركزية في جونية، في حضور النائب نعمة الله ابي نصر ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الوزيرة اليس شبطيني ممثلة رئيس الوزراء تمام سلام، رئيس المجلس النيابي السابق حسين الحسيني، الوزراء السابقين وديع الخازن، محمد يوسف بيضون، ناظم الخوري، ودميانوس قطار، النائب السابق كميل زيادة، العميد مخايل حبيس، ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، العميد نبيل عقيقي ممثلا مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، العميد منير عقيقي ممثلا مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، العقيد بيار صعب ممثلا مدير المخابرات في الجيش العميد ادمون فاضل، المحامي سميح بشراوي ممثلا نقيب المحامين في بيروت جورج جريج، رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح نهاد نوفل، رئيس مؤسسة فؤاد شهاب الدكتور شفيق محرم والاعضاء، عائلة المحتفة به حاكم مصرف لبنان السابق ميشال الخوري، هيئات تجمع مدني اكاديميين وحشد من محازبي ومناصري الشهابية والمهتمين بالشان العام الوطني.

بداية النشيد الوطني، ثم كلمة ترحيب وتعريف من الاعلامي ميشال معيكي اشار فيها الى منزل شهاب “المتواضع الذي ولدت فيه مسودات المراسيم الاشتراعية في 1959 جسور ومداميك العبور من استقلال الدولة الى دولة الاستقلال، ومن هذا البيت صدر بيان العزوف في اب 1970 الذي وصف عبره الرئيس الكبير ازمة النظام السياسي، وعزف عن قبول الرئاسة لاستحالة الاصلاح بالوسائل الديمقراطية البرلمانية، قبل نصف قرن صنع عبرها الرئيس شهاب ربيعا للبنان لم نحسن حماية براعمه ولاطورنا اسسها وفي شبه وصية كتب الزاهد الكبير “لااريد ان يكتب عني احد، او ان يدافع عن عهدي لا اريد تبرير شيء، وحده يبرر التاريخ”. ثم عرض فيلم وثائقي عن شهاب.

الحناوي
والقى الحناوي كلمة صاحب الرعاية الرئيس سليمان، فقال:

“ما اقرب العام 1958 الذي شهد انتخاب اللواء فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية، الى اليوم، وما اقرب عمل الرئيس شهاب وانجازاته من تطلعات اللبنانيين اليوم، وكان السنوات لم تمض، والمطالب ما زالت هي هي ومعظم ما تحقق في خلال نصف قرن بات يعاني العجز، والاهمال والترهل”.

اضاف: “في العام 1958 كانت البلاد منقسمة انقساما شديدا ومتحاربة،، واللبنانيون يتطلعون الى طي صفحة الاحداث، واطلاق الدولة الحديثة البعيدة عن المحاور والارتهانات، والولاءات الخارجية وهذه هي حال اللبنانيين اليوم على اعتاب الانتخابات الرئاسية، وأستذكر في هذا السياق، اهم ماقاله الرئيس فؤاد شهاب برايي وما يمكن ان يشكل الدواء الناجع لمشاكل لبنان المتراكمة، قال: “لنزود اللبنانيين بدولة مؤسسات وخدمات يتساوى فيها الجميع، وسوف يشدهم ذلك تدريجيا للشعور بالانتماء لهوية وطنية واحدة”.

وتابع: “هذه الرؤية هي واحدة من ابرز دعائم النهج الشهابي في الحكم، القائم على تامين حاجات المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتحديث اجهزة الدولة ومؤسساتها، واصلاح القائم منها والمتهالك، وعصرنة الادارات والخدمات كافة، انطلاقا من مفهوم العمل السياسي بشكل اساسي وتمهيدا للحد من تاثير الانتماءات الطائفية الحادة التي تستثير النعرات، وتطغى على الانتماء الوطني. وفي بلد تعددي مثل لبنان، ندرك جميعا، وهذا ماكان على الدوام في بال الرئيس شاب، ان التوافق هو الطريق الاسلم للحكم الرشيد، ولدفع عجلات الحكم قدما، وتحقيق النمو والازدهار. لذا عمد منذ البداية الى تشكيل حكومات توافقية، كي يظل الاعتدال نهجا وتتراجع نبرة الاستقواء والكيدية والاستئثار”.

وأضاف: “التوافق اساسي في عمل اي رئيس للجمهورية، ونجاحه في ادارة شؤون البلاد بالتعاون مع مجلس الوزراء. فالالتفاف الشعبي حول رئيس الجمهورية، هو اولا واخيرا اللبنة الاساسية لنجاحه، وشرط مهم لاستمراره في القيام بالاعباء والمسؤوليات الملقاة على عاتقه، واذا كان هناك من درس نتعلمه مما حققه الرئيس فؤاد شهاب في خلال ولايته فهو ان الارادة الحسنة من قبل الرئيس الجمهورية والتخطيط السليم، يحتاجان كي يحققا الاهداف الوطنية المرجوة، الى دعم كافة المكونات الاجتماعية والسياسية، وان ما يحققه العهد الرئاسي انما يكون بفضل التضامن السياسي والشعبي في البلاد”.

وأكد ان “هذا ما يجدر بنا ان نستلهمه اليوم من الشهابية التي ارست مفهوم المسؤولية السياسية كعمل من اجل المواطن والخدمة العامة، والحق ان الانقسام السياسي الحاد في لبنان منذ سنوات، يؤشر الى ابتعاد معظم الساسة في تحملهم لمسؤولياتهم، عن هذا المفهوم، وتحويل العمل السياسي الى صراع من اجل المصالح والمكاسب الخاصة، او الفئوية او الطائفية. كما يجدر بنا ان نستلهم المفهوم الحقيقي والواقعي للاصلاح الاداري الذي هو بالنتيجة عمل مستمر من ضمن عجلة الحياة اليومية لادارات الدولة ومؤسساتها. وهذا دفع الرئيس شهاب الى تشكيل الاجهزة الرقابية والادارية كهيئة التفتيش المركزي، ومجلس الخدمة المدنية والمعهد الوطني للادارة وديوان المحاسبة، كجزء مهم واساسي من العملية الاصلاحية المستمرة التي يجب ان تخضع لها الادارات الرسمية”.

واضاف ان “دولة المواطن التي هي عنوان هذا المؤتمر، هي الدولة التي لا يعيش فيها الانسان خائفا على مصيره وقلقا من المستقبل، وحياته الحالية مرهونة بالتوترات الامنية وحصيلة التجاذبات السياسية، ولا شيء ينزع هذا الخوف، ويزيل القلق، سوى شعوره بان هناك مسؤولين سياسيين، في الحكومة ومجلس النواب بشكل خاص، وعلى راسهم رئيس الجمهورية يتعاونون معا لسن التشريعات التي تحميه، كاقرار مشروع ضمان الشيخوخة وتحديث مؤسسة الضمان الاجتماعي، وتحقيق التنمية المستدامة، التي ترتقي بلبنان الى الوقع الحضاري والانساني الذي يستحقه”.

وتابع: “اعي من موقعي كوزير مسؤول في الحكومة الحالية التي ولدت بعد مخاض عسير، ان هذه التطلعات المشروعة للمواطنين، يجب ان تتحول هما يوميا للمشرع ومجلس الوزراء على حد سواء”.

واشار الى انه “اذا كنا نستعرض اليوم بتمعن وتعمق، تجربة الرئيس فؤاد شهاب في الحكم التي تحولت الى نهج يسترشد به فليس من اجل استرجاع التاريخ بل بالاخص للنهوض بالحاضر وتدعيم مداميك لبنان المستقبل. ان هذه التجربة تؤكد ان التفاف اللبنانيين حول مؤسساتهم الوطنية، هو السبيل الوحيد للخروج من الازمات المفتوحة وتنقية العمل السياسي من الشوائب الخطيرة التي اصابته”.

وختم بتوجيه كلمة شكر الى سليمان “راعي هذا المؤتمر، الذي كلفني فشرفني ان امثله في هذه الجلسة والى القيمين على مؤسسة فؤاد شهاب، الذين اعادونا من خلال هذا المؤتمر الى مرحلة حيوية من تاريخ لبنان الحديث، ارسى قواعدها الرئيس شهاب، والتي نامل ان نضخ في نفوسنا الامل والعزم على العمل من اجل ان نعيد الالق والوفاق والازدهار الى وطننا، ونكشح عن وجهه غيوم المحنة التي نجتازها”.

السابق
الصقيع أحرق مزروعات عكار وبعلبك
التالي
العربية: تأجيل جلسة محاكمة مرسي إلى الغد