كارثة اللاجئين إلى الصدارة مع العدّ المليوني

على رغم تزاحم الملفات الداخلية التي ساهمت الجلسة التشريعية لمجلس النواب بأيامها الثلاثة الاخيرة في زيادة توهجها نظرا الى مقاربتها الكثير من الملفات الاجتماعية والاقتصادية والمطلبية المزمنة، قفزت الى صدارة المشهد الداخلي امس مسألة اللاجئين السوريين الى لبنان لتطغى بكل تداعياتها وأثقالها وانعكاساتها على مجمل الاوضاع الداخلية واولوياتها السياسية والامنية والاجتماعية.

ذلك ان التقرير الاخير للمفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين، الذي كشف تجاوز عدد اللاجئين السوريين في لبنان المليون، شكل ما يشبه اطلاق جرس الانذار المتقدم حيال الاخطار المتزايدة لتصاعد اعداد اللاجئين السوريين بمعدل يفوق كل التصورات بلغ دخول لاجئ كل دقيقة الى لبنان، الامر الذي أشعل موجة المخاوف من الارقام الاممية المثبتة رسمياً مع بداية العد المليوني للاجئين السوريين. وتزامن ذلك مع تسجيل مركز المفوضية السامية في معرض رشيد كرامي الدولي بطرابلس النازح الرقم مليون ويدعى يحيى شرقية وهو من حمص نزح منها الى يبرود ومنها الى طرابلس.

واتخذت أزمة اللاجئين السوريين بعدها الثقيل في ظل اعلان وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ان اكثر من 53 الى 55 في المئة من النازحين السوريين هم في لبنان، وان “لبنان اصغر من ان يستطيع ان يتحمل كل هذا العبء ونحن نقدم اكبر من طاقتنا بكثير”. كما ان ممثلة المفوضية السامية نينيت كيلي حذرت بدورها من النتائج السلبية لاستمرار تدفق السوريين الى لبنان “اذا لم توفر المساعدة اللازمة للبنان”.

المجلس والرئيس
في غضون ذلك، بدا من النتائج التي خلصت اليها الجلسة التشريعية لمجلس النواب في الايام الثلاثة الاخيرة ان اقرار رزمة من القوانين ولا سيما منها قانون الايجارات الجديد وقانون تنظيم مباراة محصورة للكتاب العدول وقانون حماية النساء من العنف الاسري التي صادق عليها المجلس أثار اصداء سلبية واسعة لن تقف عند حدود الاحتجاجات بل ستطاول الضغط في اتجاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان لمطالبته برد هذه القوانين قبل نهاية ولايته الدستورية. كما ان جانبا آخر اثير حول الدورة التشريعية الجارية والتي ستستكمل يومي الاربعاء والخميس المقبلين يتمثل في مأزق توفير الاموال اللازمة لهذه القوانين، وهو الامر الذي سيرمي بثقله الكبير على ملف سلسلة الرتب والرواتب العالقة امام اللجان النيابية المشتركة والتي ستعقد جلسة اليوم برئاسة نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري في محاولة لاقرار ابواب الواردات والضرائب لتمويل السلسلة.

وعلمت “النهار” ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة سيغيب عن اجتماع اللجان النيابية المشتركة على رغم ان ثمة دعوة موجهة اليه للادلاء بمعطياته المالية عن نتائج اقرار سلسلة الرتب والرواتب المطروحة للبحث قبل العودة بها مجددا الاسبوع المقبل الى الهيئة العامة. وابلغت مصادر نيابية معنية “النهار” ان البحث يتركز على ايجاد واردات قبل اقرار الزيادات وهذا ما طرحه وزير المال علي حسن خليل امام مجلس الوزراء. وفهم ان من الافكار المطروحة للتداول في شأن الواردات اللجوء الى زيادات في الـ TVA والبنزين والكهرباء.

مجلس الوزراء

على صعيد آخر، علمت “النهار” ان الرئيس سليمان وصف ملف التعيينات الذي فتح في الجلسة الاخيرة بمجلس الوزراء بأنه بداية وليس نهاية، داعيا كل الوزراء الى اعداد لوائح بالمراكز الشاغرة في وزاراتهم التي يتطلب ملؤها قرارات في مجلس الوزراء وذلك وفق الآلية المعتمدة. وعندما لفت وزير العمل سجعان قزي الى ان هذه الآلية تتطلب دورا لمجلس الخدمة المدنية الذي يشهد شغوراً على مستوى رئاسته، تعهد رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام ملء هذا المركز الشاغر في أقرب وقت.

وفي تطور لافت في موقف “حزب الله” من التعيينات ضمن الحصة الشيعية، سجل وزيرا الحزب محمد فنيش وحسين الحاج حسن اعتراضا على رغبة وزراء حركة “أمل” في نيل المركزين اللذين خصصا للطائفة في التعيينات الاخيرة وهما الجمارك وديوان المحاسبة اللذين اقترح وزراء الحركة أن يتولاهما القاضي احمد حمدان والسيدة عليا عباس، مما أدى الى تعيين حمدان فقط في ديوان المحاسبة وترحيل منصب المدير العام للجمارك الى مرحلة لاحقة. أما في ما يتعلق بتعيين محافظ جديد لمدينة بيروت، فان البحث جار عن شخصية تحظى بالقبول لدى المرجعيات المعنية.
كذلك لم يمر التجديد للسيد كمال حايك مديرا عاما لمؤسسة كهرباء لبنان من دون تحفظات من وزراء ينتمون الى 8 و14 آذار على السواء انطلاقا من عدم فاعلية المؤسسة في تأمين خدمة الكهرباء.

ودعا الرئيس سليمان الى تحضير ملف بالحوادث الامنية على الحدود اللبنانية مع سوريا تمهيدا للعمل على اساسه مع المرجعيات العربية والدولية.

الترشح الأول
وسط هذه الاجواء، من المتوقع ان تعلن الهيئة التنفيذية لحزب “القوات اللبنانية ” ظهر اليوم من معراب ترشيح رئيس الحزب سمير جعجع لرئاسة الجمهورية في ما يعد الترشح الرسمي الاول ضمن دائرة المرشحين المحتملين الجديين للرئاسة.

وعلمت “النهار” ان مشاورات بدأت بين قوى 14 آذار من اجل تحضير آلية يتم بموجبها اختيار مرشح واحد لخوض سباق الانتخابات الرئاسية، علما ان جعجع سيسبق الموقف الموحد باعلان ترشيحه اليوم. وابلغت مصادر في هذه القوى “النهار” ان التحضير لموقفها الموحد ستسبقه لقاءات مع عدد من اركانها في مقدمهم رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميّل وزيارات للرئيس سعد الحريري. وقال عضو كتلة “المستقبل” النائب جمال الجراح لـ”النهار” إن زيارته امس لجعجع كانت بناء على موعد سابق.

السابق
كيف نفهم قانون الايجارات الجديد؟
التالي
عون يُهدّد بالفراغ وجعجع يتبنى إعلان بعبدا ولبكركي لائحتها