عون يُهدّد بالفراغ وجعجع يتبنى إعلان بعبدا ولبكركي لائحتها

يندرج كلا م رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي أعلنه في مؤتمر اللامركزية يوم الاول من امس وكأنه يرشح منسق الأمانة العامة لقوى 14 اذار الدكتور فارس سعيد لخلافته في بعبدا اوتبنيه ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي سيعلن اليوم ترشيحه الى رئاسة الجمهورية في مضمون موقفه التالي …« المهم ان يستلم الرئيس الجديد العهد الجديد، والمهم ان نتابع الحديث في الاستراتيجية الدفاعية، وانا أصر على الرئيس الجديد وان ينتخب لكي يواكب المحكمة الخاصة ًو ترسيم الحدود ونزع السلاح الفلسطيني وتطبيق ميثاق الشرف وإعلان بعبدا ومناقشة الاستراتيجية الدفاعية، نعم رئيس قوي غير ضعيف ولكن منتمياً الى خط سياسي لبناني مكتمل الولاء للبنان، ولا يمكن البدء في الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان وبمن فيهم المقاومة ….» اذ في ظل الاستفاضة بمواقف سليمان والإستسهال في ذكر المواقف والعناوين التي تعلنها قوى 14اذار فلا يمكن للمراقب اعتبار ما تم سرده يتطابق على أركان هذه القوى المرشح منهم الدكتور جعجع او الداعم لترشيح رئيس القوات منسق الامانة العامة عذراً الفريق فارس سعيد.

فقد ادغم رئيس الجمهورية في كلامه مسيرة 8 سنوات من التحاور بين القوى السياسية الموزعة بين 8 و14 آذار ومستقلين فوضع كل مقررات الحوار منذ انطلاقته برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر المجلس النيابي وصولا الى مقررات هيئات الحوار الوطني برئاسته في قصر بعبدا وتبنيها بالإجماع اعلان بعبدا في موقف ضاغط متكامل لكل تصوره لإنقاذ الدولة والنأي بالنفس فبدا وكأنه يختزل بحسب مصادر في 8 اذار كل مواقف اركان 14ذار وبيانات أمانتها العامة لا سيما ان موقف حزب الله واضح من اعلان بعبدا الذي يرفضه والمحكمة الدولية التي يرفض التعاون معها عدا عن علاقته الواضحة مع ايران والتي يفاخر بها كدولة داعمة للمقاومة ….

وإذا كان رئيس الجمهورية قد حدد مواصفات الرئيس المنقذ للبلاد في مواقفه المتكاملة فانه في الوقت ذاته ورغم افتقاده لتكتل نيابي تابع او مؤيد له مباشرة حسب المصادر المتابعة لمسار هذا الاستحقاق فرض ذاته كناخب معنوي في هذه «العملية الديموقراطية» بحيث باتت المعايير التي وضعها تتطابق على مرشح ولا تتطابق على اخر اذ ان رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون كمرشح مسيحي قوي يصنف في خانة البعيد عن خيار سليمان سياسيا لا شعبيا او سياسيا في مقارنة مرشح مقابل قوي وأيضا الى جانب قوته الشعبية والسياسية تنصهر مواقفه مع شعارات ورئيس الجمهورية سياسيا بما يوحد الرواية حيال كيفية مقاربة هذا الاستحقاق المحلي بامتدادته الخارجية وتأثيراته على انطلاقته ونتائجه.

لكن العماد عون الذي خرج في مقابله على محطة «الميادين» ترشحه من دائرة المواجهة مع الدكتور جعجع حمل كلامه في موازاة التزامه خيارات محور الممانعة تحذيرا مباشرا الى رئيس تيار المستقبل الرئي سعد الحريري على حد قول المصادر لناحية إنذاره له من تداعيات عدم انتخابه رئيسا للجمهورية لان الفراغ سيكون حينها هو المرجح بما يرتب تداعيات تهدف لاسقاط الطائف ووضع البلاد امام تعديلات لصالح تعديل نظام المناصفة لصالح المثالثة وان المؤتمر التأسيسي الذي يتداول به الثنائي الشيعي على الأبواب وكان ذكر به رئيس تيار التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب.

ورغم ان هذا الكلام جاء تجاوزا للقاء بكركي الأخير ومضمون لائحتها الرئاسية الظاهرة باعتبارها الأقطاب الأربعة هم مرشحون الى الرئاسة …. من زاوية تهديد العماد عون بالفراغ لا سيما بعد التفاهم بين رأس الكنيسة المارونية البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وبين الرئيس الحريري على ما يقول اسقف ماروني من اجل استدراك الفراغ فان بكركي لا تجد مبررا للوصول الى هذا الواقع كما ان البطريرك الراعي لن يقبل بالوصول الى الفراغ وسيدفعون الأمر لان تخرج الى العلن اللائحة التي يتم التداول بها في أروقة بكركي على غرار الوزراء السابقين روجيه ديب، زياد بارود، دميانوس قطار الذين لا يخفون تشجيع أركان الصرح على ترشحهم الى رئاسة الجمهورية ورئيس الرابطة المارونية السابق جوزف طربيه الذي ادرج اسمه في لائحة بكركي سابقا، اذ ان البطريرك الراعي لن يقبل ان يصيب الفراغ رئاسة الجمهورية او ان يكون الفراغ نتاج قرار او مغامرة مارونية في حين ان زعماء الطوائف الاسلامية أسوة بالرئيس الحريري، رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط يدفعون نحو اجراء الانتخابات ومنع الفراغ رغم تباين الحسابات السياسية والرغبات الشخصية حيال المرشحين الرئاسيين.

وقد تمكن كل من العماد عون والدكتور جعجع أن يتجزأ مواقعهما المتقدمة والحصرية كمرشحين عن محوري 8 و14 اذار قبيل انجلاء المواقف النهائية تجاههما للقطبين الناخبين رئاسيا اي الرئيس الحريري حليف الدكتور جعجع وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حليف العماد عون لكونهما يتكاملان في تحركاتهما مع وقع التناغم الإقليمي والدولي متمايزين الى حد ما عن حليفيها المرشحين الرئاسيين على غرار ما رافق تشكيل الحكومة من مواقف أولية حول الحقائب او نهائية بعدم المشاركة.

ولكن في ظل استعادة الساحة اللبنانية اليوم من معراب و بعد 32عاما مشهد ترشيح القوات اللبنانية في العام 1982 قائدها الرئيس الشهيد بشير الجميل الى رئاسة الجمهورية وخطوة الدكتور جعجع الى خوض هذا الانتخابات على قاعدة تعزيز موقع الدولة بحسب مصادر مقربة من القوات وليس مواجهة حزب الله ومشروعه فقط بل أيضاً تسهيل طريق دخوله الى الدولة كما فعلت القوات عند تسليمها لسلاحها وتشجيعه على هذه المبادرة على ما جاء في مداخلة النائبة ستريدا جعجع في مجلس النواب وفق مضمون يعكس مباشرة رؤية جعجع وتجربته وقناعته دون إسقاط منطق مواجهة حزب الله، اذ في ظل استعادة هذا المشهد الرئاسي يتحضر بري للدخول الى هذه المعادلة من زاوية الاستفهام عن نظرة عدد من القوى حول موقفها من الوزير السابق جان عبيد كرئيس توافقي على ما أستوضح نواب من لجنة التواصل التي شكلها في بعض زياراتهم اذ ان بري حسب أوساط عليمة بـ «طبات أوراقه» يميل بقوة لوصول عبيد لكن في حال رفضت قوى 14 اذار هذا الخيار وتحديدا جعجع في حال عدم إمكانية وصوله او عون من خلال عدم توفر الأصوات المطلوبة فانه سيحرجها بكشفه طرح النائب روبير غانم كمرشح توافقي الى الرئاسة لاعتباره ان الرئيس الحريري لن يرفض وكذلك الدكتور جعجع الذي سيكون مالك قرار أساسي في هذه القوى في حين يسوي حزب الله الامر مع العماد عون الذي قد يوافق على معادلة الرئيس التوافقي اذا ما كان الفراغ ممنوعا…. عندها يخرج العماد عون من السباق الذي يبقى فيه الدكتور جعجع منتظرا ظروفا افضل او ربما تحالفات .

 

السابق
كارثة اللاجئين إلى الصدارة مع العدّ المليوني
التالي
ريابكوف: موسكو قد تضطر لوقف التعامل مع واشنطن