سفير سوريا: وثائق إعدام لبنانيين بسجون سوريا غير صحيحة وتثير السخرية

علّق السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي على الوثائق التي سربت عن مئات الاسماء من اللبنانيين في السجون السورية الذين اعدموا، معتبراً أن “هذا كلام يثير السخرية وهو كلام غير صحيح ولا اصل له اولاً، اما المتطرفون والمسلحون الذين استقدموا من كل بقاع الدنيا، وبكل أسف، وجدوا ممرا لهم في لبنان وبعض من حاضنهم في لبنان، طبعاً هؤلاء قاتلوا وسفكوا الدم السوري، فلن يرحمهم لا المواطن السوري ولا الجيش السوري ولا لبنان يرحمه لانهم عبء عليه كما هو عبء على كل العالم”.

كلام السفير السوري جاء بعد زيارته وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في الوزارة، أكد علي أن “باسيل سأل عن موضوع اللبنانيين في السجون السورية وهو يعرف، وهذا السؤال تكرر سابقا وردت الحكومة السورية بأن سوريا تعاونت مع الحكومة اللبنانية ومع القيادات الوطنية اللبنانية ومنها رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون وكل الوفود التي زارت سوريا”، مضيفاً: “سوريا كانت واضحة وقدمت كل التسهيلات ولا تحتفظ بأسرار في هذا الموضوع، وقد أجابت بوضوح وكانت صريحة وحريصة، وبعض الكلام يعرفه الكثير من السياسيين اللبنانيين، ان بعض الاسئلة اجوبتها لدى من يسألها اي ان بعض المفقودين فقدوا في لبنان وقام أشخاص بقتلهم ويسأل عنهم من يعرف من القاتل، لذلك بعض هذا الكلام يأتي لتعبئة فراغات معينة لمآرب معينة أنتم أدرى بها”.
وردا على قول الصحافيين أن هناك اهالي لديهم اثباتات عن وجود ابنائهم في السجون السورية، قال علي: “ربما بعض الذين يتحدثون بقراءات فلكية يعطون مثل هذه الاجوبة”.
وعن مدى صحة هروب رئيس “الحزب العربي الديمقراطي علي عيد والمسؤول السياسي في الحزب رفعت عيد الى سوريا، قال السفير السوري: “لا علم لي بهذا الامر، وقلنا إننا مع هذا الذي يجري من مصالحات ومن خطط امنية لاستعادة الامن في كل المنطقة، وعلي عيد ورفعت عيد وكل المواطنين اللبنانيين”، مؤكداً “أننا حريصون على وئام وامن لبنان واستقرار لبنان كحرصنا على سوريا وشعبها واستقرارها”.
وفي سياق آخر، السفير السوري في لبنان أن “الحكومة السورية جاهزة للتعاون والتنسيق مع الحكومة اللبنانية، وسوريا قادرة بحكم ان الحكومة تطلع على الأحداث وتملك كل المفاتيح او غالبيتها”، مشيرا إلى أن “السفارة حريصة على كل المواطنين السوريين بكل أطيافهم، والحكومة السورية حريصة على جميع ابنائها”، لافتا إلى أن “التعاون قائم بين الحكومتين السورية واللبنانية والجيش وبين والمؤسسات الأمنية في البلدين وكل الجهات وهي تسهم في حل أزمة لبنان تجاه النازحين وأزمة المواطنين السوريين في لبنان وسوريا”.
وقال ردا على سؤال حول هل تفكر الحكومة السورية جديا في اعادة جزء من النازحين الى المناطق الآمنة في سوريا: “ان السوريين يعودون يومياً، وسوريا ترحب دائما بعودتهم وهناك مقرات تقوم الحكومة السورية بتأمينها وضمان تأمين المساعدات لجميع السوريين على الارض السورية بكل استطاعتها التي تكبر كل يوم”، مضيفا: “ترحيب سوريا بعودة ابنائها فهذا قائم ومستمر ومفتوح”.
وعن آلية التنفيذ وخصوصا أن عدد النازحين السوريين في لبنان والمسجلين تجاوز المليون، قال: “هذه مسؤولية لبنان اكثر من مسؤولية سوريا، وأنتم كإعلاميين من المؤكد أنكم تابعتم التدخل الخارجي والجمعيات التي شكلت والأموال الخليجية التي جاءت كانت متاجرة بالنازحين اكثر منها مساعدة لهم، لذلك هناك بعض النازحين ليست سوريا من دفعت بهم إلى النزوح، انما تمت أمور ومقدمات لهذا، لكن سوريا حريصة اليوم على إيجاد كل الحلول وتسهيلها وإيجاد المخارج والتعاون مع الحكومة اللبنانية ومع كل من يريد إيجاد حلول لهؤلاء المواطنين، لان كرامة السوري التي تهان الان في لبنان وتركيا والأردن وفي كل مكان، ترفضه وتغار عليه سوريا وشعبها وقيادتها والرئيس السوري بشار الأسد، لذلك نحن حريصون على المخارج التي فيها ضمان لأمن السوري وكرامته وعودة آمنة لهذا المواطن الى بلده”.
وأشار علي إلى أن “الاقتصاد لا يكفي لا اللبناني ولا السوري ولكن في السلوكيات اليومية هذا الامر يحدث وانتم تنقلون في وسائل الاعلام وليس نحن”.
وحول كيف تترجم عودة النازحين الى سوريا، لفت إلى أن “هناك أماكن سكنية تقام في سوريا وهناك مناطق آمنة ومساعدات تقدم، والاعلام ساهم في توتير بعض الأجواء في نقل الحقائق المقلوبة احيانا، وكل هذا يساعد بعضه البعض في العودة”.
وحول مطالبة لبنان بإقامة مخيمات داخل الحدود السورية، أشار إلى “أننا لا نقول مخيمات، هنالك مقرات سكنية لاعداد كبيرة وهي آمنة طبعا والامن يستعاد بنسبة كبيرة، والأمن الذي يفقد في العالم يكاد يتساوى العالم فيه، ونحن نبارك العمليات الأمنية التي تجري في لبنان بترحيب شعبي وهذا يسهم أيضا في إيجاد حاضنة لمثل هذه الحلول وفي إقناع الكثير من البيئات الحاضنة للمسلحين وللمتطرفين بان هؤلاء كانوا ولا يزالون يشكلون خطرا عليهم كما هم خطر على سوريا وعلى امن المنطقة، لذا فان الامن والتعاون بين حكومتي البلدين والقوى والحكومات في العالم يسهم في التخفيف من مخاطر الانفجار الامني والفتن التي تستفيد منها اسرائيل بالدرجة الاولى وربما قوى ما، تريد احتكارا أو متاجرة أو أرباحا معينة”، مضيفا: “كل هذا ينهار ولذلك فان صمود سوريا وانتصاراتها التي تتحقق تسهم في طمأنة السوريين واللبنانيين”، مشيراً إلى أن “إيجاد المخارج والتعاون بين الحكومتين هو أساس بتقديري لتخفيف واختصار الكثير من المعاناة للسوريين واللبنانيين معاً، لأننا شعب واحد”.

السابق
القوات اعلنت ترشيح جعجع للانتخابات الرئاسية
التالي
موظفو مستشفى الحريري : لبحث ملفنا بشكل جدي